الانهاك الحراري قد يودي بحياة الإنسان بسبب فقد السوائل والأملاح الحيوية
الناس والصيف «5» / ضربة الشمس... أشد أمراض الصيف خطورة
1 يناير 1970
04:31 ص
| بقلم د. أحمد سامح |
الطب الجغرافي انجاز اربعة عشر عاما لـ «الراي الصحي» وكان هذا الانجاز نتيجة البحث والدراسة في تأثير تغير المناخ على مدار الفصول الاربعة على صحة الانسان.
واشعة الشمس من العناصر المناخية التي لها تأثير مباشر على حياة الانسان وصحته الجسدية والنفسية.
ويختلف تأثير اشعة الشمس في الانسان على حسب قوتها وتوهجها وتركيبها.
فالاشعة تحت الحمراء مثلا تمتص بواسطة الجسم والملابس ولهذا فانها ترفع حرارة الملابس حتى ان الانسان يضطر في الجو الحار إلى تخفيف ملابسه وتغيير نوعيتها والابتعاد عن اشعة الشمس وتجنبها.
ومن ايات الله سبحانه وتعالى في خلقه واعجازه في صنعته انه مهما بلغت درجة حرارة الطقس حتى لو تخطت الخمسين درجة مئوية او انخفضت لتصل إلى عشر درجات تحت الصفر.
فرغم هذه التجاوزات الجوية الموسمية فانه لا يحدث اي تبدل في حرارة الجسم الداخلية التي تبقى ثابتة ما دامت الحياة تدب في اوصالنا.
وتتعاون اجهزة كثيرة في الجسم على تنظيم درجة حرارته وجعلها ثابتة مثل جهاز رئيس في المخ يعرف باسم ثلامس «Thalamus» والرئتين والجلد والغدد العرقية والاوعية الدموية الطرفية.
والتعرض لاشعة الشمس المتوهجة لفترة طويلة يعطل جهاز تنظيم الحرارة الذي يقع في المخ فيصاب الانسان بضربة الشمس وهو ما يجب اسعافه على الفور.
اما إذا كان الجو رطبا ودرجة الحرارة مرتفعة فيصاب الانسان بما يعرف بالانهاك الحراري الذي يفقد فيه الجسم السوائل والاملاح الحيوية نتيجة التعرق الغزير وقد يودي الانهاك الحراري بحياة الانسان.
ونشدد على الالتزام بقوانين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي تمنع العمال من العمل وقت القيلولة حفاظا على صحتهم وحياتهم.
ونشدد في هذه الدراسة على حماية الاطفال من الاصابة بضربة الشمس لانها تتلف خلايا المخ وتصيبهم بالتخلف العقلي لا قدر الله.
إذا كان جسم الانسان باستطاعته مكافحة تقلبات الطقس بما يملك من اجهزة دفاعية فإن لهذا الدفاع حدا ممكنا تتعطل بعده هذه الاجهزة وتصاب بالخلل والاضطراب والتوقف. عندما يتعرض الانسان للجو الحار ووهج الشمس لفترة طويلة فقد يحدث فشل وتوقف لجهاز ضبط الحرارة في الجسم المسمى بـ «Heat regulatany center»
أعراض ضربة الشمس
من الاعراض الظاهرة للاصابة بضربة الشمس عند التعرض المباشر لوهجها في ساعات القيظ وهي ما بين الحادية عشرة صباحا والرابعة عصرا كالتالي:
• ارتفاع درجة حرارة الجسم ما بين 40 درجة مئوية 42 درجة مئوية.
• الشعور بالاجهاد الشديد والصداع المستمر والشعور بالاجهاد هو اول العلامات والاعراض الدالة على الاصابة بضربة الشمس.
• يصاب الجلد المصاب بضربة الشمس بالجفاف والاحمرار.
• الشعور بالعطش الشديد مع الشعور بالغثيان.
• الشعور بالخفقان نتيجة سرعة ضربات القلب وعدم انتظامه مع عدم وجود عرق نتيجة تعطل جهاز ضبط الحرارة في المخ الذي يرسل اشارات عصبية للغدد الدرقية والاوعية الدموية فيحدث التعرق وتمدد الاوعية الدموية فتنخفض بذلك درجة حرارة الجسم.
• تتدهور حالة المصاب بضربة الشمس ويبدأ سلوكه في التغيير حتى يعاني من هلوسة او هياج عصبي.
• قد يشكو المصاب قبل اغمائه من صداع شديد مفاجئ ودوخة شديدة وشعور بميل للقيء.
الانهاك الحراري
يحدث الانهاك الحراري بسبب تعرض الجسم لدرجة حرارة عالية مع وجود رطوبة مرتفعة في الجو.
ولا يشترط للاصابة بالانهاك الحراري التعرض المباشر لاشعة الشمس فمن الممكن الاصابة بالانهاك الحراري اثناء الوجود في الظل بمكان حار رطب مع التعرق الغزير الذي يتسبب في فقدان الجسم كميات كبيرة من العرق الذي يحتوي على الاملاح الحيوية والماء.
وقد يفقد المصاب بالانهاك الحراري حياته نتيجة فقدان الماء والاملاح الحيوية.
أعراض الانهاك الحراري
• حدوث عرق غزير مع ارتفاع في درجات حرارة الجسم ولكن ليست كما هي في حالات الاصابة بضربة الشمس فتكون اقل من 38.5 درجة مئوية.
• الشعور بألم في العضلات وهو ما يعرف بالتقلصات الحرارية «Heat Cramps» ويحدث في كثير من الاحيان في عضلات البطن والافخاذ والارجل نتيجة فقدان الجسم كميات كبيرة من املاح الصوديوم.
• شحوب لون وجه وجسم المريض المصاب ويكون الجلد باردا رطباً.
• الشعور بالصداع والدوخة وفقدان الشهية والغثيان.
• هبوط ضغط الدم والشعور بخفقان نتيجة زيادة سرعة ضربات القلب.
• هبوط شديد في ضغط الدم نتيجة التعرق الغزير وفقدان كميات هائلة من الماء والاملاح من الجسم.
الوقاية من ضربات الشمس
والانهاك الحراري
للوقاية من ضربات الشمس والانهاك الحراري فانه يجب عدم التعرض لاشعة الشمس المتوهجة لفترات طويلة خصوصا ما بين الساعة الحادية عشرة صباحا والرابعة عصرا وهي الساعات الاكثر خطورة.
كما يجب تعويض الجسم عما يفقده من كميات الماء والاملاح عن طريق العرق.
ويفضل ارتداء الملابس الواسعة المصنوعة من القطن ذات اللون الفاتح خصوصا الابيض لانها تعكس اشعة الشمس ولا تمتصها كما هو الحال في الملابس الغامقة السوداء والكحلي والبني.
كما يفضل ارتداء قبعة على الرأس وعدم البقاء في السيارات غير المكيفة لفترات طويلة كما يحظر على اصحاب الامراض المزمنة مثل البول السكري ومرضى ارتفاع ضغط ومرضى قصور الكلى الذين يعانون من السمنة المفرطة التعرض لضربات الشمس.
إسعاف المصاب
بضربة الشمس
لاسعاف المصاب بضربة الشمس فانه يجب نقله إلى اقرب مركز صحي او مستشفى.
والى ان تتوافر وسيلة النقل يجب ان يوضع المصاب في مكان بارد ظليل ويفضل تخليص المصاب من ملابسه وعمل كمادات ماء بارد على الجبهة والاطراف.
ويمكن توجيه مروحة على المصاب لتبريد جسمه ويوضع على الجسم ملاءة مبللة بماء الثلج إذا كان المكان غير مكيف.
واذا كان المصاب محتفظا بوعيه ولم يصب بغيبوبة فيمكن اعطاؤه السوائل الباردة ويضاف اليها قليل من الملح.
خطورة إصابة الأطفال بضربة الشمس
في حالات تعرض الاطفال وبخاصة الصغار لضربات الشمس التي كثيرا ما تصيبهم اثناء اللعب والمرح ويتمادون في اللعب غير آبهين بخطورة ذلك.
لهذا يجب الاسراع في معالجتهم حتى لا تتسبب لهم في اضرار صحية خطيرة قد تكون قاتلة لأن الطفل يفقد كمية كبيرة من السوائل الموجودة في جسمه ويصاب بحالة من الجفاف تجعله غير قادر على افراز العراق حيث ان جسمه يحتفظ بالحرارة ولا يفرزها.
فيبدأ الطفل في الهذيان والشعور بالدوخة والاحساس بالدوار وترتفع درجة حرارته بشكل ملحوظ وخطير لأن ضربة الشمس قد تصيب خلايا انسجة المخ بالتلف ما يتسبب في اصابة الطفل بالتخلف العقلي لأن مخ الطفل في هذه السن يكون غير مكتمل النمو بعد. وينصح الاطباء والمتخصصون في هذه الحالة بوضع الطفل في حوض من الماء المثلج او وضع مكعبات الثلج على رأسه الى حين نقله الى اقرب مركز صحي او مستشفى لعلاجه وتعويض السوائل التي فقدت من جسمه وخفض درجة حرارته.
حماية العمال من الإصابة بضربة الشمس
يتعرض العمال للكثير من مصادر الحرارة اثناء العمل في المناجم والمسابك ومصانع الحراريات وعمال البناء والمخابز والمطاعم للاصابة بالانهاك الحراري عند ارتفاع درجة الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة بسبب التعرق الغزير في الجو الحار الرطب وفقدان الاملاح الحيوية والسوائل من الجسم.
واول اعراض الانهاك الحراري شعور العامل في هكذا طقس بالعطش الشديد فيجب تناول اكياس مقاومة الجفاف والانهاك الحراري المعروفة بـ«ORS» المتوافرة في صيدليات المراكز الصحية كافة وتحتوي على الاملاح التعويضية الضرورية والسوائل اللازمة عند حلها في الماء لاستعاضة ما فقده الجسم من الاملاح الحيوية وللسوائل.
ويجب نقله من المكان الرطب الحار إلى مكان بارد وخال من الرطوبة.
ويعطى المحلول باذابة كيس على لتر ماء ويستمر الشخص في الشرب لحين تحسن حالته وعودة البول إلى لونه الطبيعي وهو المائي الشفاف على ان يكون عدد مرات التبول ثلاث مرات في النهار.
اما عمال الطرق والبناء الذين يعملون في الصحراء وشق الطرق وبناء الكباري والمعمار فعليهم تجنب العمل ما بين الساعة الحادية عشرة صباحا والرابعة عصرا حسب نص قانون وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
التأمل والاسترخاء يخفضان الضغط
اشارت دراسة اميركية حديثة إلى ان ممارسة نمط معين من التأمل والاسترخاء مرتين يوميا قد يساهم بشكل كبير في خفض ضغط الدم الامر الذي قد يحد من مخاطر امراض القلب وجلطات المخ.
ويوضح الدكتور جيمس اندرسون المشرف على اعداد هذه الدراسة ان انخفاض ضغط الدم نتيجة ممارسة التأمل الارتقائي سيترجم إلى انخفاض في مخاطر الوفاة لاسباب تتعلق بالاوعية الدموية للقلب بنسبة بين 10 - 20 في المئة والى انخفاض بنفس النسبة السابقة في مخاطر الاصابة بجلطة في المخ.
وبناء على الدراسات التي اجراها اندرسون وزملاؤه في جامعة كنتاكي في ليكسيغتون فإن التأمل الارتقائي يعمل على خفض ضغط الدم الانقباضي واعلى رقم في قراءة ضغط الدم بواقع 4.7 نقطة ويخفض ضغط الدم الانبساطي في «اقل رقم» بواقع 3.2 نقطة.
ويكمن سر التأمل الارتقائي حسب قول اندرسون في تقريره الذي نشر في الدورية الاميركية لارتفاع ضغط الدم في ان له قدرة فريدة على جلب ممارسه إلى منطقة هدوء تعمل كنوع من «الملاذ» لاي شخص ما يعمل على انعاش الفرد والحد من توتره.
ويصف اندرسون طريقة التأمل الارتقائي بجلوس الشخص في مقعد مريح لمدة 20 دقيقة مرتين يوميا لتهدئة الذهن مؤكدا انه رغم بساطة هذه العملية فإن الفرد يحتاج إلى التمرين لممارسته.
هل تعلم؟
مضغ الاسبرين يفيد القلب أكثر من البلع
افاد باحثون بان مضغ الاسبرين يفيد القلب اكثر من الطريقة التقليدية وهي البلع حيث انه يتم امتصاص الاسبرين عند
المضغ بصورة أسرع واكثر فاعلية من الطريقة التقليدية من تناوله.
وتسهل النظرية الجديدة من سرعة طرق وقاية وحماية القلب وذلك نتيجة المفعول السريع لعملية مضغ الاسبرين ووصول تأثيرها لحماية القلب في جسم الانسان.
وكانت الابحاث التي اجريت على اكثر من 14 شخصا تراوحت اعمارهم ما بين 20-60 عاما حيث اوضحت المتابعة وتحاليل الدم ان الاشخاص الذين تناولوا اقراص الاسبرين بصورة اسرع واكثر كفاءة خصوصا فيما يتعلق بخاصية منع التجلط من الاشخاص الذين تناولوا الاسبرين عن طريق البلع.
الفجل للتخلص من اضطرابات الهضم ونزلات البرد
أفادت دراسة حديثة بأن الفجل غني بالفيتامينات والمعادن التي تعزز الصحة وتنشط الجسم كما يمكن تناول منقوع الفجل الساخن المحلى بالعسل الابيض للتخلص من اضطرابات الهضم.
واوضحت الدراسة ان الفجل غني ايضا بفيتامين «C» وله خصائص وقائية من نزلات البرد والرشح والسعال ومشكلات الجهاز التنفسي واضطرابات الهضم.
ويستخدم الفجل الابيض لعلاج التهاب الحلق في المواسم الجافة وعلاج التهاب المفاصل والروماتيزم كما يستخدم كمطهر وفاتح للشهية كما انه يقي من الربو والالتهابات الشعبية والاصابة بالتهابات وحصوات المرارة.
الأسبرين يقلل مخاطر الإصابة بالسكري
توصلت دراسة طبية نشرت في الدوريات الطبية «العناية بالسكري» إلى ان عقار السلاسيلات «الاسبرين» الذي يوصف كعلاج لالتهاب المفاصل والتهاب الحمى الروماتيزمية ربما يكون فعالا لعلاج او منع الاصابة بمرض البول السكري وامراض الاوعية الدموية للقلب ومشاكل البدانة.
ويقول باحثون من جامعة هارفارد ان هذه النتائج تدعم فكرة استهداف الالتهابات المساعدة في منع مرض البول السكري «DM».
وذكرت الدراسة: بعد اجراء اختبار تحمل الجلوكوز «glucone Talesance» الذي يؤخذ عن طريق الفم تبين ان «السلاسيلات» يقلل من مستويات الجلوكوز بالاضافة إلى انه يحسن من حساسية الانسولين ويكبح مستويات الالتهاب.
وقال الباحثون بعد اجراء تجارب لمقارنة العقار مع عقار وهمي غير فعال ادى عمل السلاسيلات «الاسبرين» المضاد للالتهابات إلى الحد من مستويات الجلوكوز بمتوسط 13 في المئة لدى 20 شخصا من غير المصابين بالسكري ولا يزيد عمرهم على 30 عاما بمؤشر كتلة الجسم «30» على الاقل «المصنفين بأنهم بدناء».
واختارت الدكتورة اليسون جولد فاين بمركز جوسين لعلاج السكري في هذه الدراسة بشكل عشوائي مشاركين لتناول مليغرامات من السلاسيلات يوميا على جرعتين مقسمتين او عقار وهمي لمدة اربعة اسابيع.
وخلصت جولد فاين وزملاؤها إلى ان هذه الدراسة التي تتضمن تأكيدا علميا توضح ان السلاسيلات يخفض من مستويات السكر في الدم ويحسن من مؤشرات مخاطر الاصابة بأمراض الاوعية الدموية بالقلب لدى الاشخاص الزائدي الوزن.
واكدت جولد فاين على ان السلاسيلات «الاسبرين» يسوق في الولايات المتحدة لعلاج التهاب المفاصل ولم تجز اجازته لاستخدامه في مكافحة البدانة.
واضافت «نظرا لان هذا العقار غير مكلف في تصنيعه وفي امكانية تعميمه فهذا امر مهم لان عدد المصابين بهذه المشكلة الصحية كبير».