محمد صالح السبتي / حرام على ناصر المحمد... حلال للنواب!

1 يناير 1970 05:53 م
من الواضح جداً أن أرباب العمل السياسي في هذه الفترة لم ينجحوا في اختبار القيادة أبداً، ولم يستطعوا أن يكونوا على قدر المسؤولية، فكما يصفوا العمل الحكومي بالمتهالك... تهالك عملهم السياسي حتى وصل إلى حد اللعب. أقول هذا بمناسبة الحكم القضائي الصادر ضد السيد خالد الفضاله على إثر الشكوى المقدمة من رئيس الوزراء. وأنا أسمع وأقرأ تصريحات النواب الأفاضل والمهتمين بالشأن السياسي سواء في الصحف أو الندوات أستغرب أشد الاستغراب وأقول في نفسي ان هؤلاء إما أنهم في قمة الجهل، وإما انهم في قمة الخبث، كل التصريحات كانت تدور على أن هذه القضية والشكوى اعتداء على الحريات، وأن الأقوال الصادرة من السيد خالد الفضاله ما هي إلا من قبيل النقد، بل إن مناشدات صدرت حتى تتسع صدور المسؤولين للنقد، وأن انتكاساً حصل في مجال الحريات، وخذ ما شئت من أقوال من هذه الشاكلة.

الأمر الغريب، بل والغريب جداً أيضاً، أن يتم الخلط ما بين الحرية في الانتقاد وما بين السب والإهانة أو القذف. الشكوى المقدمة تتضمن اتهاماً بالإهانة والسب، والمحكمة التي أصدرت حكماً بالحبس أسست حكمها على هذا الأساس... لا دخل للانتقاد بالشكوى... لا تخلطوا الأمور على الناس، ولا تختلط في أذهانكم.

الغريب ليس هذا... الغريب أن كثيرا ممن صرحوا مثل هذه التصريحات هم أنفسهم تقدموا بشكاوى ضد صحافيين وإعلاميين يتهمونهم بالسب والقذف، وأنا أعلم أن هؤلاء الشاكين على حق فلهم أن يتقدموا بشكوى ضد أي شخص خرج من نطاق الانتقاد ليدخل في نطاق السب والإهانة، والمحاكم يومياً تنظر قضايا كثيرة مثل هذه، بل أن بعضا من النواب والسياسين استصدروا أحكاماً مدنية ضد من قام بالسب أو الإهانة ونشرت بالصحافة.

إذا المسألة واحدة... أنتم إذا تعرضتم للإهانة أو السب تقدمتم ببلاغ جزائي وقمتم برفع الدعاوى المدنية، هل هي حلال لكم وحرام على رئيس الوزراء؟ ما فعله ناصر المحمد هو ذاته ما فعلتموه أنتم.

باختصار لقد شوهتم العمل السياسي بمثل هذه الأطروحات التي لا تمت للحقيقة بصلة، كما شوهتم صورة الكويت في الخارج وأظهرتموها وكأنها بلد كابتة للحريات، والصورة عنها في الخارج الآن أن أي شخص ينتقد الحكومة أو شيخا من الأسرة الحاكمة فسوف يعاقب بالحبس، والحقيقة غير ذلك تماماً فالنقد شيء والإهانة شيء آخر بالتأكيد... وأنا أسألكم هؤلاء هم أرباب العمل السياسي من الجيل القديم لماذا لم يحبس أحدهم أو يقدم للمحاكمة أمثال د.أحمد الخطيب، أو أحمد السعدون، أو غيرهم؟ لأنهم ما سمع عنهم ألفاظ سب أو إهانة لأحد مع أنهم من أشد المعارضين.

ما تطرحونه في الندوات والتصريحات الصحافية بعيدا كل البعد عن العقل والمنطق وأظن أنكم قبل غيركم تعرفون خطأه. لا تظهروا بمظهر المتاجر بالمعارضة، كونوا حقانيين في الطرح حتى لو أخطأ أحدكم... فالحقانية هي سر النجاح، ولا تراهنوا على أن المجتمع لا يعي، أو لا يفهم، أو أنه ينسى.





محمد صالح السبتي

كاتب كويتي

[email protected]