عباس من جنوب افريقيا وهو جالس في مقهى افريقي يسلم عليكم، ويقول لكم، لاجديد تحت الشمس، اميركا خسرت وخرجت على يد غانا او رجلها، الاميركان فقدوا بعض مهاراتهم في اللعب، حتى باتوا يخسرون المباريات، مهلا! في النهاية اميركا كعادتها حتى وان خسرت مبارياتها، فإنها في النهاية تربح البطولات!
الاميركان على المدى القصير يقدمون التضحيات، يتراجعون هنا، ينسحبون من هناك، يخسرون معركة هنا، ويقدمون بعض الضحايا هناك... وكعادتهم افضل من يقتنص الخسارة ويربح، انهم افضل من يخسر المعارك ويربح الحروب!
ونحن قوم نربح معاركنا ونخسر حروبنا، نكسب الايام ونخسر السنوات، نقبل بالفتات الحاضر بدلا من الموائد المقبلة، نفكر في اليوم وغدا، واذا تطورنا فكرنا لا يتعدى الاسبوع لا اكثر، مواعيدنا نحددها في اليوم نفسه، واي اعلان لاي معرض او محاضرة تنشر وتوزع في اليوم نفسه... اما نشر اعلان عن اي نشاط قبل اسبوع فهذا ضرب من الغباء!
ملاعين هؤلاء الاميركان، يعرفون نفسياتنا وطريقة تفكيرنا، ويأخذوننا دائما على قدر عقولنا، فاذا اردنا نصرا وهميا اعطوه لنا، واذا اردت ان تحتفل بالنصر عليهم يساعدونك، واذا اردت ان تقتل منهم يعطونك ارواح جنودهم على طبق من فضة، ليسرقوا منك اطباق الذهب!
اكتشف الاميركان ان كرة العالم كروية، بخلاف كرتهم البيضاوية، ولهذا اصبحوا يلعبون الكرة التي يعشقها العالم، ويركضون خلفها مثل بقية الامم، ولان كسينجر وزير خارجيتها السابق، كان يعشقها، فقد عشقها الاميركان، خطوة بخطوة... وكما اقيمت كأس العالم في اميركا يوما، وسط استغراب العالم، سترفع الكأس ايضا يوما ما... خطوة بخطوة!
جعفر رجب
[email protected]