فجأة ومن دون مقدمات وضع مجلس الأمة حلولاً سحرية للمشكلة الاسكانية عندما أقر قانونين يمنع الأول الشركات التجارية من المتاجرة بالقسائم السكنية ويفرض الثاني غرامة عشرة دنانير على كل متر مربع من الأراضي السكنية التي لا يتم التصرف ببنائها أو بيعها، بينما تعهد وزير الاسكان بتوفير ألف قسيمة شهرياً للبيوت السكنية.
وبحسبة بسيطة نستطيع القول بأن الحكومة ستوفر ستين ألف قسيمة سكنية خلال خمس سنوات للمواطنين اضافة الى آلاف البيوت السكنية التي تبنيها، اضافة الى ما توفره شركات القطاع الخاص، أي ان المشكلة الاسكانية ستنتهي خلال عشر سنوات بإذن الله لو وفّى الوزير بوعده.
أما الغرامة على الأراضي غير المستغلة فستبلغ الملايين من الدنانير سنوياً، بل إن منطقة جنوب السرة وحدها فيها ملايين الأمتار المربعة غير المستغلة وتشكل دخلاً هائلاً للدولة، ولكن السؤال هو: هل ستطبق الحكومة تلك القوانين على الجميع؟! فعندما كان القانون السابق يحدد نصف دينار على المتر المربع، لم يتم تطبيقه بسبب نفوذ التجار، فكيف سيطبقون القانون الجديد؟! وكانت الطلبات الاسكانية قليلة ولم يتم توفيرها فكيف بعشرات الآلاف من الطلبات الآن؟!
إن مشكلتنا الحقيقية في الكويت ليست في نقص القوانين ولكن في عدم تطبيقها، فأين ذهب قانون النظافة وأين ذهب قانون التدخين وأين ذهب قانون عدم الاحتكار، وغيرها الكثير من القوانين؟!
مزيداً من التقدم في عهد الشيخ صباح
في لمحة بصر مرت سنتان على تولي سمو الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم، نعمت فيهما الكويت باستقرار كبير وانطلاقة جازمة نحو إعادة بناء البلد وتأسيس بنيته التحتية في أجواء من الحريات والانفتاح لا تكاد تجدها في أي من البلدان المجاورة.
لقد أفادت خبرة سمو الشيخ صباح الطويلة وحنكته في تحقيق الاستقرار المطلوب، وكلما توترت الأمور سارع الى اطفاء الحرائق ولم الشمل بحكمته، ولئن كان الاداء الحكومي والنيابي هو موضع التذمر من الناس، لكننا جميعاً نتحمل تبعته، ونتوقع أن تتحسن الأمور في القريب العاجل بإذن الله لا سيما بعد التسارع في إقرار القوانين الاقتصادية الأساسية مثل قانون أملاك الدولة والمستودعات وقانون الزكاة والاسكان وقانون الدوائر الخمس وغيرها.
نسأل الله تعالى أن يديم العز والتقدم للكويت في عهد صاحب السمو الشيخ صباح وأن يكمل ما بناه الشيخ جابر - رحمه الله - في العمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية، فهي الضمان الحقيقي لنهضة الكويت ورفعتها وهي الموضوع الذي لا يختلف عليه الكويتيون مهما تعددت قبائلهم وطوائفهم وتوجهاتهم.
د. وائل الحساوي
[email protected]