ممدوح إسماعيل / زيارة عمرو موسى لغزة «شو إعلامي»

1 يناير 1970 06:55 ص
قبل أن تتم الزيارة كانت خبراً تناقلته وسائل الإعلام أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يعتزم زيارة قطاع غزة يوم الأحد 13 يونيو، وقد صاحب الخبر تصريحات صادرة عن الجامعة العربية وعن «حماس»، قال مساعد الأمين العام هشام يوسف إن موسى سيدخل القطاع في زيارة لمدة يوم واحد، قادماً من مصر عبر معبر رفح الذي فتحته القاهرة بعد اعتراض إسرائيل لقافلة الحرية.

وقبل الزيارة أفاد مسؤولون في الجامعة العربية بالقاهرة أن الزيارة تهدف أيضاً لإعطاء قوة دفع لمحادثات المصالحة التي رعتها مصر بين «حماس» و«فتح»، لكنها فشلت في التغلب على انعدام الثقة الكبير بين الحركتين المتنافستين.

والمتحدث باسم «حماس» سامي أبوزهري قال في تصريح ديبلوماسي جداً إن زيارة موسى تعبر عن إحساس متزايد بين العرب بأن حصار غزة يجب أن ينتهي.

ومع احترامي الكامل لشخص عمرو موسى وحنكته السياسية إلا أنه بصفته كأمين عام للجامعة العربية أقول له: الحقيقة الواضحة تقول بلا تردد إن الزيارة لن تغني ولن تسمن من جوع غزة السياسي قبل المادي.

تمت الزيارة «نعم» وزار الأمين العام غزة وعاد، ولكن من المؤسف أن تكون هذه أول زيارة لأمين الجامعة العربية عمرو موسى للقطاع. فأين كان سيادته والحصار زاد على ثلاثة أعوام، وأين كان سيادته عندما ضربت غزة بكل أنواع الأسلحة لمدة ثلاثة أسابيع، واستشهد خلالها 500 شهيد وجرح خمسة آلاف فلسطيني، ولماذا هذا التوقيت، هل لتغطية الفشل العربي في فك حصار غزة بعدما فضح ضرب أسطول الحرية بواسطة الصهاينة ضعف العرب وفشلهم في فك الحصار عن إخوانهم الفلسطينيين المحاصرين في غزة، أم لاستباق ما أعلن عنه من زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لغزة، فحمى الدم العربي وارتفعت عصبيته بعدما شاهد ارتفاع نجم الأتراك في سماء العالم الحر المؤيد للقضية الفلسطينية، فسارع العرب بالهمس في أذن الأمين عمرو موسي في للمسارعة لزيارة غزة لرفع الحرج... وإلا عيب الشوم؟

يقال ان الزيارة كانت للضغط على «حماس» لقبول ما يفرض عليها من شروط للمصالحة على «فتح» وإلا الاستمرار في الحصار... فهي زيارة تحمل الترغيب والترهيب.

والبعض يقول إن الزيارة تعبر عن التفاف سياسي من الجامعة على مواقفها الضعيفة المخزية، ويقال ان الزيارة حملت مشروع فكرة مشاركة أوروبية على معبر رفح لرفع الحصار، لكن القيادي في «حماس» محمود الزهار استبق الزيارة بتصريح واضح اللهجة لجريدة «الشروق» المصرية في 11 يونيو، حيث قال بكل وضوح: «موقف الجامعة العربية هزيل وأقل بكثير من الدماء التي سالت في بحر غزة، إن ترحيل القضية إلى مجلس الأمن أو إلى الأمم المتحدة هو السبب في مصيبتنا، أما ترحيل الانسحاب من المبادرة «العربية - العربية» للسلام ومقاطعة إسرائيل إلى القمة العربية المقبلة هو تهرب كامل من المسؤولية».

والتصريح له دلالاته لفهم «حماس» للزيارة... هي ترى أنها ليست جدية ولا معنى لها إلا المناورات والبروبجندا السياسية.

لا يخفى على كل إنسان عربي أن الجامعة العربية أصبحت مبنى أثرياً ومتحفاً للذكريات العربية المؤلمة، ومنتدى لزيارات الوفود العربية للقاء والسلامات، وإصدار البيانات لتذكير الشعوب أنه مازالت توجد بقايا من وحدة عربية في وحدة بيانات الشجب.

وأخيراً، مع خالص تحياتي للأمين العام للجامعة العربية... شكراً للزيارة وللصور التذكارية والتصريحات الإعلامية والعودة لمقر الجامعة سالماً... وكلنا عرب، وأمجاد التصريحات «يا عرب أمجاد».





ممدوح إسماعيل

محامٍ وكاتب

[email protected]