القتيل أُميٌّ فكيف وقَّع على محضر التحقيقات؟!
السادات لـ«الراي»: تلاعبات صارخة في قضية «قتيل كترمايا» ... وسيناريو سوزان تميم لن يتكرر
1 يناير 1970
06:07 م
| القاهرة - من حنان عبدالهادي |
رأى المحامي المصري طلعت السادات، أن قضية مقتل الشاب المصري محمد سليم مسَلم في قرية كترمايا اللبنانية والتمثيل بجثته، تنطوي على تلاعبات وصفها بالخطيرة.
السادات - الذي تطوع للدفاع عن أسرة القتيل، المعروف إعلاميا بـ «قتيل كترمايا» - كشف في تصريحات خاصة لـ «الراي» أنه قرر أن يتطوع للدفاع عن «محمد سليم لتأكده من براءة ساحته مما نسب إليه وأدى إلى قتله والتمثيل بجثته، في واقعة، لاتزال أصداؤها باقية حتى الآن».
وأضاف السادات أنه «لمس في البداية تعاونا من جانب السفارة المصرية بلبنان وبين المستشار سمير رضوان أحد فريق الدفاع، لكن السفارة سرعان ما قالت إنها لا تملك أوراقا خاصة بالقضية، كما قال مسؤولون بها إنهم ليسوا على استعداد لأن يغضبوا اللبنانيين»، متابعاً «وعلى الرغم من موقف السفارة المريب فإن المحامية اللبنانية ميرنا فياض وقفت إلى جوارنا وقالت إنها ستتعاون معنا في القضية، مؤكدة اعتقادها بأن القتيل مظلوم وليس ظالماً».
السادات شرح بالتفصيل ما يعتبره تلاعبا واضحا في قضية محمد سليم، لافتا إلى أنه تم تقسيم القضية إلى 3 أجزاء، الأول خاص بواقعة الاغتصاب، والثاني خاص بمقتل أبومرعي وزوجته وحفيدتيهما، والثالث قضية محمد التي ربطوها بقضية تحريض بدرية له على قتل عمها، مؤكدا أن ذلك أمر غريب لأن تلك الأمور لم ترد على لسان بدرية في بداية التحقيقات معها ولكن الهوشة التي دبت بين أبومرعي وبدرية حدثت مع رجال دروز من الجبل ومحمد لا دخل له بالأمر.
واعتبر السادات أنه «من الخطأ أن يُقسّم وكيل النيابة في لبنان القضية، وكان يجب أن تحقق النيابة في القضية كلها بشكل عام ثم تقوم باستخلاص كل قضية على حدة، لكن النيابة اللبنانية تريدنا أن (نتوه) في القضية».
تساءل السادات «كيف يقوم محمد بقتل أبومرعي وزوجته، ثم ينتظر ساعة ونصف الساعة يشرب فيها الشاي، وينتظر حفيدتيهما حتى تعودا من المدرسة، ويقوم بقتلهما أيضا»! متابعاً «لقد ضحينا برجل من عندنا (في إشارة إلى طلعت مصطفى) في قضية مقتل سوزان تميم ولم نعرض صور سوزان وهي مذبوحة فكيف تخرج علينا صور محمد وهو معلق هكذا؟ ولن نسمح هذه المرة بتكرار سيناريوات الماضي».
وشدد السادات على أن اللبنانيين شعب طيب لا يعرف العنف، وهناك الكثير من اللبنانيين المتعاطفين معنا وغير راضين عما حدث وعلى استعداد للتعاون لكشف الحقيقة.
من جانبه، كشف المستشار سمير رضوان - أحد المدافعين في القضية - ان «التحقيقات التي أجريت مع قتيل كترمايا من قبل الشرطة ممهورة باسم محمد سليم، والغريب أن الأخير أُمي لا يقرأ ولا يكتب ولكن فقط (يبصم) بإصبعه فكيف يوقع على التحقيقات بخط يده؟، كاشفاً عن أسماء الموقوفين في قضية محمد، التي تحمل تحقيقا رقم 245 لسنة 2010 بعبدة، وهم عبد سعيد علي - الزعرور (جزار)، وهو من نحر القتيل، والثاني موسى محمد طافش، وهو الذي أوثق محمد في عمود الإنارة، ومحمد ملك (هارب)، وفهد محمد سيد، وعلي عبدالحفيظ أبومرعي، وعبدالحميد أشرف قاسم، ومحمد أسعد أسعد قطوع، (أحضر الخطاف وعلَّق محمد من رقبته في العمود)، وعلي جميل السيد، وهؤلاء هم الموقوفون، أما الهاربون فهم: أنور عمر سليم، وأنيس محمد عرابي - وهو أول من قام بطعن محمد - ورضوان يحيى الشحيمي، ومحمد شفيق مرعي (قام بتعليق القتيل على العمود)، وهناك آخرون اشتركوا في الجريمة لكن لم يشملهم اتهام النيابة ووجهت إليهم تهمة قتل بالعنف واستعمال سكاكين وتمثيل بالجثة».
وأضاف رضوان إنه «عندما التقى قاضي التحقيقات الضحايا الأربع نصحه بعدم مقاضاة الحكومة اللبنانية لأن العسكريين لن يشملهم قرار الاتهام، وانهم فقط سيعاقبون بتوقيع جزاءات عليهم»، وكاشفا عن أن «الشرطة اللبنانية هددت أسرة محمد في لبنان، حتى لا يقومون برفع قضية».
وقال رضوان «في اليوم الذي تشاجرت فيه بدرية مع عمها أبومرعي لاستقبالها رجلين من الدروز السوريين فقامت بتهديده وقالت له إن (ضيفيها أحسن من كترمايا كلها)، لافتا إلى أن الرجلين قاما بتكسير سيارة أبومرعي وتمزيق اطار السيارة بالسكاكين، كما كشف أن زوج بدرية دخل السجن لأنه اغتصب ابنته الكبرى» مستغرباً «بدرية في بداية التحقيق معها عندما أنكرت أنها تشاجرت مع عمها أبومرعي ولم تتحدث عن محمد، ثم بعد ذلك قالت في التحقيق ان محمد هو القاتل انتقاما لرفضها زواجه من إحدى بناتها وواقعة اغتصاب محمد لابنتها التي أكد تقرير الطب الشرعي أنه لم يغتصبها أو يواقعها في تلك الفترة».
يذكر أن أهالي قرية «كترمايا» كانوا قتلوا الشاب المصري المتهم بجريمة قتل يوسف أبومرعي وزوجته كوثر وحفيدتيهما، ثم ربطوا الجثة في سيارة وتم سحلها ونزعوا عن القاتل ثيابه الخارجية وعلقوه بقضيب من حديد من رقبته بعمود إنارة، وتناول الأهالي على التصفيق والتقاط صور للقتيل وهو في هذه الحال بهواتفهم النقالة.