وليد المجني / تراثنا يحتضر

1 يناير 1970 08:26 م

تولي معظم دول العالم اهتماماً كبيراً بالتراث لأنه المخزون الثقافي والوقود المعنوي الذي يحرك عجلة التقدم إلى الأمام. في دولتنا الحبيبة يقولون «اللي ماله أول ماله تالي»، وهذا المعنى ينطبق على الكلام في السطر أعلاه. ولا شك أن هذا المعنى يتداول في جميع دول العالم على اختلاف لغاتها وظروفها، الأمر الذي يؤكد أهمية الموروث التراثي في تشكيل الهوية وتسيير الحركة في الاتجاه المطلوب لكل شعب أو أمة.  نحن في الكويت لنا تاريخ جميل جداً، وموروث تراثي يعبق بالطيب والأصالة والالتصاق بمعنى الإنسانية بشكل واضح جداً، ولدينا أقلام نذرت نفسها لإظهار ذلك التراث الجميل، وعملت دائبة على تحريك صورة التراث الجميلة في عيون الكويتيين وغير الكويتيين الذين يتابعون ما يصدر عن وزارة الإعلام، باعتبارها مسؤولة عن نشر صورة التراث الكويتي الجميل، وباعتبارها الإطار الوحيد الذي من خلاله يمكن لمن يريد أن يخدم التراث أن يتحرك فيه. مررت بإحدى الديوانيات الكويتية ووجدت شخصاً له كل التقدير والاحترام، وهو ممن يعنون بالتراث الكويتي وقد كانت له بصماته الواضحة في نقل التراث القديم بصورة رائعة الى الجيل الحالي الذي يحتاج منا أن ننبهه بشكل دائم إلى الالتفات إلى تراثه والاعتناء به وإعطائه قدراً كافياً من الوقت والبحث في النواحي القيمية منه، كي يقف بدوره على صورة الأخلاق الراقية التي كانت صفة الآباء والأجداد.

إن التراث يعتبر إرثاً عاما يشترك فيه الجميع ولا بد أن يكون الجميع من المهتمين فيه، لأنه يترجم هوية الكويت وليس حكراً على أحد دون غيره، فهل نترك تراثنا يحتضر؟


وليد المجني

[email protected]