د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / حاقد... حاسد... فاقد

1 يناير 1970 04:59 م
حسب وكالة كونا فقد استقبل حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بقصر السيف صباح الثلاثاء الماضي المشاركين من اللجنة الشعبية في أسطول الحرية، وأشاد بجهودهم المبذولة وتحملهم المخاطر جراء الاعتداءات الإسرائيلية على السفن التي تحمل المؤن والمساعدات، مثمناً مواقفهم في أداء واجبهم الإنساني لتخفيف معاناة إخوانهم الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر. كم كنت أتمنى أن أرى وجوه أصحاب تلك الأقلام الصدئة وهي تقرأ هذا الخبر، تلك الأقلام التي باتت تشوه كل جميل في وطني، بل حتى من خاطر بنفسه وحياته من أجل مواقف إنسانية أخذوا يشوهون فعلته، ويصورونها على أنها بحثاً عن الشهرة والبطولة، وكأنما هي رقص على جراح المستضعفين في غزة. تلك الأقلام أنواع: فمنها حاقد، وفيها حاسد، وثالثها فاقد! الحاقد شخص لا طب ينفع معه ولا دواء، فهو يأكل نفسه كلما رأى من يحقد عليه، حتى لو تغيرت النفوس والشخوص، فالحقد يعمي ويصم كما قيل، فالنوع الأول من تلك الأقلام حاقد على «حركة حماس» إبان أيام الغزو الغاشم تجاه الكويت، ويعتقد أن موقفها كان متخاذلاً، رغم أن القيادة السياسية في الكويت كرمت الشيخ الشهيد أحمد ياسين عندما زار الكويت منتصف التسعينات، وهو مؤسس «الحركة» كما هو معروف، ولكنه الجهل وترديد الإشاعات، والنقل والكتابة دون التثبت، كما يعتقد أولئك الحاقدون أن أي مساعدة للمساكين والمستضعفين في قطاع غزة، إنما هي تقوية لمواقف «حماس»، وعلى هذا الأساس، ومن خلال هذا المقياس ينظرون للمشاركة في أسطول الحرية لكسر الحصار انها عبث، وفيه نسيان لأحداث الغزو. أما الحاسد فهو عدو النجاح والناجحين دائماً، لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، لا أحد يملأ عينه إلا ذاته، فهو يضع رجلاً على رجل ويتابع الرائح والغادي من الشرفة، ويبدأ بتقييم الآخرين بعد ارتشاف أول كوب للقهوة دون دلائل أو براهين أو حجج عقلية ومنطقية، منطلقه الحسد ولا شيء غير الحسد، وصدق الشاعر إذ يقول:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه

فالكل أعـداء له وخصوم

ثالثهم الفاقد، ولا تعليق لي عليه، فهو فاقد للمروءة، فاقد للشجاعة، فاقد للحكمة، فاقد للحمية العربية والإسلامية، فاقد لكل المعاني الجميلة التي تعرفون.





د. عبداللطيف الصريخ

كاتب كويتي

[email protected]