بطاقة دعوة / أبوتريكة ... «فن وذوق وأخلاق»

1 يناير 1970 07:00 ص
محمد أبوتريكة... الهرم الخامس بعد خوفو وخفرع ومنقرع وأم كلثوم، رمز الاجادة والتألق والموهبة والابداع، آخر العمالقة في سلسلة المواهب المصرية، نجم تربع في قلوب العرب بأخلاقه قبل قدميه، بدماثته قبل موهبته، رافعا قضايا بلاده، حاملاً على صدره شعار آلامه، صاحب إنذار الشرف والبطاقة الصفراء التي لم تلوث تاريخه ناصع البياض، عندما قال ومن «غانا» قلب القارة السمراء: «لا للطغيان الصهيوني... نعم لغزة».

أبوتريكة هو فاكهة الكرة الافريقية وساحر العرب والنجم الذي تفتقده كأس العالم الحالي، كما أكدها مرارا رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر.

أبوتريكة هو سفير النوايا الحسنة، والبسمة التي يرسمها الاطباء على وجه المرضى وخاصة الصغار المصابين بأخطر أمراض العصر حتى بات أهم الوصفات العلاجية التي يدونها الاطباء، لكي تثمر أدويتهم الشفاء.

أبوتريكة الذي لم يختلف على حبه كل العرب مثلما كانت حفلات «أم كلثوم» في أول كل شهر تجمعهم من المحيط الى الخليج في حال حب وشجن ونغم ونشوة، كان العازف الوحيد عن الانجرار وراء الحادث المفتعل الذي كان وراء تحويل مباراة كرة القدم بين المنتخبين المصري والجزائري الى «حرب» بين الاشقاء، حتى أن الجزائريين جنبوه من هجومهم والمصريين أبعدوه عن حروبهم، وكان هو المتنصر عندما عادت العقول الى الرؤوس.

أبوتريكة وتر هارب من دفء الصعيد وموجة راقصة بين البحرين الاحمر والابيض وعيون السعادة تتدفق من بين فتحات السد العالي، أبوتريكة كتاب الحكمة وفارس القبيلة الحمراء وحامي لواء الاجادة والريادة والسيادة للكرة المصرية أفريقيا وعربيا.

أبوتريكة اسم شارد من كوكبة النجوم، كان حضوره ضرورة وتواجده أساسي في هذا المونديال لكن احترام منطق كرة القدم واجب. من أجل ذلك، ندعوه في مستطيل «الراي» ليكون حاضرا في العقول والقلوب بعدما خسرت الملاعب حضوره.

أبوتريكة... «فن وذوق وأخلاق».





من أحمد المطيري