سجل يا تاريخ أحداث جلسة الثلاثاء الموافق 8 يونيو، وسجل ما قيل على لسان رئيس لجنة أم الهيمان التطوعية «المهندس أحمد الشريع في رده على النائب خالد العدوة «ستذهب إلى مزبلة التاريخ»، وما كنت للأمانة أرغب أن يصل النقاش إلى هذا المستوى لكن المواقف أحياناً تدفع بالمصطلحات في شكل عشوائي ما يجعل المتابع المتأثر في حيرة عند اختيار العبارات، وهنا يظهر الخطأ في السلوك اللفظي!
سجال بدأه النائب سعدون العتيبي عند إبرازه هوية أخ النائب خالد الطاحوس رابطاً توقيت الاستجواب باستقالة أخ النائب الطاحوس وهو ما نفاه السيد حسين الخرافي... طيب «ليش» ننزل لهذا المستوى، ونحن هنا يذكرنا التاريخ بما قاله السعدون في الاستجواب السابق هو والنائب غانم اللميع، نعم نتذكر حتى وإن كانت ذاكرة البعض موقتة لحظية تمسح ما قبلها!
سجل يا تاريخ قول العدوة وسجاله مع النائب الفذ صاحب الكاريزما الطيبة، والذي نتذكر موقفه في استجواب الوزيرة الصبيح، بقوله: أين الاستجواب الثاني لننتهي منه مثل هذا الاستجواب؟ وكان رد الغانم أكثر حكمة!
سجل يا تاريخ لعلنا نتذكر ما تطويه صفحاتك من مواقف تفقد العاقل صوابه، سجلها لعلنا نرويها للتذكير بمواقف البعض عندما تكون أسماؤهم ضمن المرشحين لمجلس الأمة المقبل، وكم كنت أتمنى أن تتحقق رغبة النائبين البراك والطبطبائي الداعية لاجراء انتخابات مبكرة كي يقول العقلاء كلمتهم، ولو أن ثقافة قاعدة الناخبين غير جاهزة كما ذكرنا في مقال سابق... ولكن على الأقل نزيح واحدا أو اثنين!
سجل ليؤتي التحرك الشعبي ثماره على يد الأخ الفاضل المهندس أحمد الشريع ومن هم على شاكلته، الذي لم تسمح لنا الظروف بالالتقاء به سوى مرة واحدة وكنت على خلاف معه في موقف معين، ولكن نقاط التلاقي كثيرة ولم أحبذ للأمانة ومن دوافع اخلاقية التي تدخل ضمن «سلم الرجال» أن نصل إلى هذا الحد!
يا أخي القارئ وأختي القارئة نحن نختبر قدرتنا في التمييز، في ظل تداعيات الظروف الحالية، وهناك علاقة وثقى بين العقل واللسان، فمن دفعه عقله للتلفظ بأمور لا تمت للواقع بصلة فهو أو هي لا شك إلى «مزبلة التاريخ»، وهو السقوط الحر الذي اقترن بعبارة «نائب سابق» ... وهل كل من انتهت علاقته بالصفة البرلمانية قد سقط من ذاكرة قاعدة الناخبين؟ بالطبع لا فبعضهم حينما يرد اسمه نتذكره بالخير، وندعو له بالتوفيق إن كان حياً، وإن كان من عداد المتوفين ندعو له بالمغفرة والرحمة ونتمنى أن يرزقنا الله بمن هم على شاكلته، أما البقية من «الربع اللي خبرك»... فلا نقول لهم إلا: الله يسامحكم ويهديكم وحضورهم وغيابهم سيان!
طارت «السكرة»... طارت من الدائرة الخامسة تحديداً وحان وقت الفكرة المتمثلة في الوقفة الحازمة كي يعود حسن الاختيار أساساً في منحنا الصوت للمرشحين المقبلين من الأكفاء فقط ومن تميزوا بالنزاهة... فلا قبلية تنفع بعد الآن، ولا حزبية أو فئوية تحسن من مستوى أداء من يقع عليه الاختيار! نعم طارت «السكرة» وجاءت الفكرة كما يقولون و«يا كثر من يقولون ما لا يقولون»، و«يا كثر الغاوون من أتباعهم»... إنهم ليسوا شعراء ولو استشهدوا بأطيب أبيات الشعر من الأقوال المأثورة، إنهم يرددون ما يعجبهم ويفعلون ما يشبع غرائزهم... و«الشاطر يفهم»!
على أي حال انتهت الجلسة بانسحاب أعضاء «كتلة العمل الشعبي» بعد أن تبين الوضع وهي رسالة لم يع محتواها الكثير مع بالغ الأسف!
وفي المختصر المفيد، هذا ما جنته أيدينا عندما وضعنا علامة «صح» أمام أسماء بعض المرشحين ممن «فشلونا» بمواقفهم، والأمل في المقبل من الأيام لعل العقول تستفيق من غفلتها وتنبذ معايير الاختيار الخاطئة... عقول تقف مع الحكومة عند الصواب، ومع ظهور الخطأ تشهر الكرت الأحمر من خلال طرح عقلاني وأدب في الحوار... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]