د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / أسطول الحرية... ووحدة الصف الكويتي

1 يناير 1970 05:00 م
كانت وستظل وستبقى بإذن الله قضية المسجد الأقصى وأطراف المسجد الأقصى قضية المسلمين الأولى، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، فقد توحدت جميع الجبهات، وتوجهت جميع الأنظار نحو أسطول الحرية، أسطول الشرفاء من كل أصقاع العالم، ممثلون عن نحو خمسين دولة، أرادوا كسر جدار الحصار والصلف الصهيوني على غزة الأبية، وإحراج القوى التي تحتمي وراءها إسرائيل.

لقد أثبتت تلك الجموع من الشرفاء من كل الملل والنحل، يوم امتطت أمواج البحر ميممة شطر موانئ غزة المنكوبة، أن الصهاينة لا عهد لهم ولا ذمة، وهم كذلك لدينا منذ الأزل، والتاريخ يشهد لهم ولأفعالهم المشينة أينما حلوا وارتحلوا، هي هكذا عقلية اليهود في كل جيل من الأجيال، فهم ينظرون إلى غيرهم نظرة احتقار وازدراء، وما نحن كعرب ومسلمين، بل العالم أجمع إلا (جويم)، ولا نستحق الحياة إلا لخدمتهم.

لقد سطر أحرار الكويت سواء من شارك في أسطول الحرية، أو موله من المتبرعين، أو ناصره من الإعلامين وهم كثر، ناهيك عن المتعاطفين وهم معظم الشعب، إلا ما ندر، أروع الأمثلة الحية على نصرة قضايا الأمة المصيرية، كما كان للسلطة لمجلس الشعب دور مشرف أثناء محنة أسطول الحرية يشكر عليه.

لا أخفيكم سراً أنني شعرت بالفخر والاعتزاز للديبلوماسية الكويتية العريقة التي أسسها عميد ديبلوماسي العالم حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، وكيفية إدارتها للأزمة بهدوء، فلقد استطاع جنود وزارة الخارجية مشكورين، بعد توفيق الله، إرجاع أبناء وبنات الكويت الأبطال من أيدي اليهود المعتدين، الذين انتهكوا حرمة المياه الدولية، وخرقوا أبسط القوانين المتعارف عليها في أعالي البحار، كيف لا وهي عادتهم.

إن توحد الصف الكويتي الداخلي في قضية أسطول الحرية شكل صفعة قوية لشرذمة ما فتئت تحاول شق جدار الوحدة الوطنية بوسائلها الدنيئة، فقد تسامى الناس على جراحاتهم وآلامهم واهتماماتهم، وأصبح الكل يسأل ويستفسر ويتابع، حتى هدأت القلوب صبيحة يوم الأربعاء، وكلل الله جهود المخلصين بعودة الأحرار إلى أرض الأحرار.

هو درس عملي، ورد واضح لكل من يشكك في وحدة الصف الكويتي.





د.عبداللطيف الصريخ

كاتب كويتي

[email protected]