لقاء / مبارك البذالي: أرجو أن يتدخلوا لصرف راتبي قبل أن «أفرط» وأستعمل نص الحديث الشريف ... «من دافع عن عرضه وعن ماله فهو شهيد»

1 يناير 1970 02:41 م
| كتب يوسف علاونة |

طوال هذه المقابلة كان هناك هاجس بيني وبين هذا الرجل، مبارك البذالي، هو أن أنشر له كلامه كما هو دون تحريف أو تغيير أو لا أنشره، وبين خلاف في الرأي كنت صريحا في التعبير عنه عند البدء، وسبق وقلته للشيخين حامد العلي وجابر الجلاهمة، وهو أني أجد عدم انسجام بين أن تدعو حركة جهادية تسيطر على قطاع غزة لتدمير دولة إسرائيل وإزالتها من الوجود، وترفض مجرد الاعتراف بها، في الوقت الذي تريد فيه منها تزويدها بالوقود والكهرباء والماء والغذاء... يا شيخ إني أرى أن السلام أسهل وأسرع في قتل إسرائيل، وإني أرى إدخال الولايات المتحدة خلال نصف قرن مثلا في ديار الإسلام، أسهل من التغلب عليها في حروب تورا بورا والشيشان والفلوجة... وغيرها!

وبين أن ألتزم بالوفاء بنشر أقوال الرجل دون تحريف أو نقص أو زيادة، وبين هذا الخلاف البيّن في الرؤية، كنت صريحا في أني أجد أن من الواجب عليّ أن أعبر عن وجهة نظري، ليس خشية أحد والعياذ بالله، ولكن لأن الأجيال بتقديري، لا بدّ أن تدرك أن إلقاء النفس إلى التهلكة منبوذ ومرفوض في الإسلام، وأنه لا ضرر ولا ضرار، وأن الجهاد أشكال وألوان ليس منها القتال في أحيان كثيرة، وأن النصر قد يأتي سلما أكثر مما يأتي حربا، وفي كل الأحوال فإن استلهام التجربة القديمة، والأولى، للمسلمين بالفتح والنصر، ينبغي ألّا ينسى أنها قامت على سيف مقابل سيف، ورمح برمح، ونبل بنبل، وخيل إزاء خيل.

صحيح أن العدد ما كان شرطا للنصر، ولكن من الواضح أن المسلمين لم ينتصروا بالعصا والأظافر على السيوف والرماح، ولم يستطيعوا بالسيف صد البندقية، ولم يقبلوا على أنفسهم قذف النفس إلى الموت، وخوض مستحيل أحمق، كما هي الحال الآن باستحالة انتصار البندقية الرشاش على الصاروخ الموجه بالليزر!

الغريب، أن من أحاور كان يعرف مسبقا ما أقول، وهو يجزم بأن هذا حديث المستسلمين والمبررين لغياب فقه الجهاد ومن هنا انطلقنا في هذا الحديث.

على أنه من الضروري في نظري هو أن ألفت إلى أنني لمست حسرة في قلب الرجل، هو لم يقلها صراحة، فابنه الوحيد مسجون ولا أحد يتضامن معه للسعي لإطلاق سراحه من العراق، ورجل يهدد بأن ينتزع راتبه المستحق انتزاعا لأنه صاحب حق فيه، أليس في سريرته أولى بالرغبة بإطلاق سراح ابنه بعد أن ماتت أمه حزنا وكمدا عليه؟

مبارك البذالي يأسف على ضياع بيته ويفكر في تجارة العطور والبخور والمسك والعنبر وتسويقها عبر النساء العارفات بهذه الصنعة.

رجل يعالج بالقرآن ويفسر الأحلام ويعشق الجهاد ويبشر بنصر لأسامة بن لادن، و فخور ببطولاته في البوسنة والهرسك وفي أفغانستان وكوسوفو وغيرها، رجل يرى النصر قريبا وعلى رأس عمله في بلدية الكويت ويراجع السفارة الأميركية للإفراج عن ولده فيقولون له لا نتعامل مع أفراد بل مع دول! يجلس في ديوان منزل والده ثم يذهب مترجلا للمسجد المجاور يصلي المغرب إماما ثم يدعو جموعا من المصلين معظمهم بنغال لا يحصل كثير منهم على رواتبهم القليلة.

مبارك البذّالي هذا وجدته أشبه رجل لهذه الأمة في طولها وعرضها تلعق المرارة والقلة... وتحلم بالمستحيل!

الحقني إلى لقائه:

• شيخ ما الذي تود أن نبدأ به هذا اللقاء؟

- أود أن أوجه رسالة إلى ريتشارد باريت منسق مجلس الأمن الدولي وأقول له إن التقارير التي تملكها كاذبة.

• عنكم؟

- عني أنا شخصيا هي كاذبة فأنا لم أدخل المملكة (العربية السعودية) منذ خمس سنوات وأكثر، وآخر مرة زرت فيها المملكة كانت في فبراير 2003 فمن أين حصلت على هذه التقارير الكاذبة، وأرجو ألا تكون...

• باريت هذا ذكر قيامك بأعمال مخلة بالأمن السعودي؟!

- لا... أنا ذهبت إلى العمرة.

• لكن هو ماذا يقول؟

- هو يقول إنني اجتمعت مع قيادات في السعودية ونسقت لهم تنسيقات... إن هذا ادعاء غير صحيح.

• يقصد لصالح الخارجين على القانون في المملكة؟

- نعم جماعة القاعدة... وأنا جلست في السجن هناك ستة أشهر... اعتمرت... وبعد ذلك أخذوني إلى السجن، وكان هذا آخر دخول لي إلى السعودية.

• أفرجوا عنك بعد ستة أشهر؟

- كان السجن عام 2002 وآخر دخول لي 2003، وأنا لم ألتق مع أحد وليس لدي فلوس، ولا سلمت أحدا الفلوس، وقد أخذوني من مطار جدة، فمع من اجتمعت؟ وهذا التقرير كاذب وأريد من منسق مجلس الأمن ألا يكون مطية لغيره، وألا يكون في الواجهة بهذه التقارير الكاذبة، لمصلحة دول أو أناس معينين.

• في موضوع ابنك... ماذا تطلب؟

- طلبت من الدولة ومازلت أطلب منهم، أن يتسلموا ولدي الذي سقطت عنه القضية وليس عليه حكم، وهو موجود الآن في (بوكا) – معسكر اعتقال نظمته القوات الأميركية بعد احتلالها للعراق عام 2003 - على الحدود قرب طريق أم قصر ينتظر التسليم، والحكومة لا تريد أن تتسلم ولدي.

• طيب لماذا لا يريدون تسلمه؟

- لأسباب خاصة بهم لا أعرفها.

• هل كان ابنك في أفغانستان؟

- لا... لا.

• في إيران؟

- في العراق... دخل في بداية الحرب، ونظر للحرب بداية وخرج منها، ولم تكن هناك تنظيمات في ذلك الوقت، فخرج إلى إيران وهناك أمسكه الإيرانيون، وكان معه اثنان من السعودية، ضبطوا من جانب المخابرات الإيرانية عند الحدود قرب مدينة قصر شيرين، وقد أرسلت لهم من يفاوضهم لتسليم ولدي مقابل المال، وفعلا طلبوا خمسة آلاف دينار كويتي على أن يسلّموه إلى ميناء الدوحة، وقد بعثت لهم ألفي دينار، لكنهم للأسف باعوه إلى البشمركة، التي للأسف باعته للأميركيين، وفي التحقيق مع ولدي في سجن أبو غريب، لم يجد عنده الأميركيون أي شيء، وكان عمره خلال التحقيق سبعة عشر عاما، ثم تركوهم في المخيمات، وإلى الآن السعوديان أخرجوهما إلى بلدهما وولدي ما زال ينتظر الفرج من رب العالمين.

• وإذا حضر أعتقد أنه سيتعرض للسؤال لماذا ذهب وكيف... الخ؟

- ليسألوه... وهو يدافع عن نفسه، ولكن لا يجوز أن يبقى هناك دون تهمة، والأميركيون مستعدون لتسليمه، لكنهم لا يتعاملون مع أفراد.

• هل كلمت الأميركيين ... وأين؟

- كلمت السفير الأميركي... أرسلت له رسالة.

• السفير في الكويت؟

- نعم... وكان هذا منذ سنتين فقال إنهم لا يتعاملون مع أفراد.

• هل أبلغت السلطات الكويتية بهذا؟

- نعم أبلغتهم.

• الجهة المسؤولة؟

- نعم أبلّغت الجهة المسؤولة، فقالوا لي إن أراد الأميركيون أن يتركوا ولدك فليتركوه لوحدهم نحن لا نتدخل.

• لكن السلطات تتدخل لصالح المحتجزين في غوانتانامو؟

- غوانتانامو تدخل به رجل أعمال كويتي دفع مليون دينار... هم لم يتدخلوا... من قال إنهم تدخلوا... غوانتانامو دفع فيها رجل الأعمال الكويتي مليون دينار، هو دفع للمحامين... هم لم يدفعوا، وفقط تسلموهم... بل تأخروا على تسلمهم.

• لكن هناك مطالبات حكومية وقد نشر هذا، وخلال الزيارة الأخيرة للرئيس بوش سمعنا عن احتلال قضية المحتجزين الباقين في غوانتانامو حيزا كبيرا من المحادثات... كيف تقول هذا يا رجل؟!

- هم شافوا أن الأمر راح (يفرط) من أيديهم بعد تدخل رجل الأعمال الكويتي هذا ، فدخلوا معهم في اتفاق بأنهم مستعدون لتحمل أبنائهم، بعد أن تقدم رجل للدفاع عنهم عن طريق المحامين.

• لماذا لم تحاول ضم ابنك للجنة خالد العودة الخاصة بالمعتقلين في غوانتانامو؟

- قضية ولدي مختلفة فهؤلاء في سجن وابني في سجن مختلف... وابني لا تهمة عليه.

• من المسؤول عن احتجاز ابنك؟

- هو من دون تهمة وأغلق ملفه وبحوزة الأميركيين لكن تحت نظر الصليب الأحمر.

• هل تستطيع زيارته؟

- أنا مطلوب لهم فكيف أزوره ؟!

• لكن والدته لو شاءت لزارته؟

- توفيت رحمة الله عليها.

• رحمة الله عليها... أنا أشعر بأسف شديد من أجلها كأم وأسأل الله لها الرحمة.

- ماتت منذ شهرين متحسرة على ولدها وهي تنتظره، وكانت قبل وفاتها تقول للحكومة ( حسبي الله عليكم) وأوكلت نفسها إلى رب العالمين.

• هل أثر عليك قرار الحظر المتبع من مجلس الأمن الدولي؟

- نعم ... فأنا منذ أحد عشر شهرا دون راتب ولا مصدر آخر للدخل والحكومة غير متعاونة معي.

• كيف؟

- لا بد أن اتسلم راتبي، هذه ليست أرصدة حتى تجمد هذا راتب... معاش... ليس مالا زائدا وليس من حقهم ولا من حق مجلس الأمن مصادرة أو تجميد راتبي، فهذا مصدر رزقي ورزق أولادي، وأنا أعمل ولا أجلس في البيت لآخذ فلوساً دون عمل، وأنا مقيد للعمل.

• هل تداوم؟

- نعم أداوم.

• أين؟

- في البلدية.

• الراتب يحول للبنك؟

- نعم... بيت التمويل... لكن لا أستطيع سحبه لأن الحساب مجمد.

• ولماذا منذ 11 شهرا... القرار قبل أيام؟

- الجديد هو زيادة في العقوبات... تجميد الراتب قديم،الآن زادوا في العقوبة مع منع السفر، ومنذ عام ونصف العام كانت العقوبات الخارجية... الآن نقلوا عقوباتنا إلى الداخل.

• وما قصة بيع بيتك؟

- هذه قصة غريبة عجيبة!

• وعلى أي أساس؟

- طلعوا علي دينا يفيد أني كنت مدينا قبل العام 1984.

• من الذي أظهر أنك مدين؟

- وزارة الداخلية... كنت موظفا في الداخلية آنذاك... وبعد الغزو ألم تسقط كل الديون؟ لكنهم لم يسقطوها عني وبيّعوني بيتي بسبب ثمانية آلاف دينار لأني مطلوب للبنك.

• وكم قيمة بيتك؟

- بيتي تقريبا بـ 85 ألف دينار باعوه بـ 55 ألف دينار... ومن دون استئناف.

• وكم الدين الذي عليك؟

- 12 ألف دينار، ورفعت قضية ورفضوا وبعد سنتين أرسلوا إلي رسالة للتفاهم فلما ذهبت إليهم أبلغوني أنهم باعوا بيتي منذ سنتين لحساب وزارة الداخلية وأنهم سيحولون المبلغ الباقي لصالح بنك التسليف ويبقى دين وزارة الداخلية عليّ!

• ومازلت مدينا؟!

- نعم... باعوا بيتي لأجل الدين ثم ما زال الدين هو هو لا يتغيّر! حسبي الله ونعم الوكيل.

• هل لديك عيال آخرون؟

- نعم لدي ابنتان تعيشان الآن مع أمي وشقيقاتي.

• وهل عبد الرحمن هو ابنك الوحيد؟

- نعم.

• طيب بما أنك تمر في ظروف صعبة ألا يدفع لك تيار الجهاد الذي تتحدث عنه؟!

- لا أحد يدفع... أنا محاصر وإني غزة في الكويت... أنا محاصر تماما!! الحكومة لا تنظر لحالي والبنك لم يتحرك ليصرف لي شيئا من المال كي أعيش منه.

• مشكلتك ليست ممارسات لك... فقط كلام؟!

- نعم كلام!

• أنت لست في أرض معركة؟!

- نعم لست في أرض معركة ولفقوا علي تهمة... هذا تقرير غير صحيح... هل يجوز محاكمة الأفراد من غير محاكمة؟ هم أصدروا أحكاما ضدي... مجلس الأمن خصص للمنازعات الدولية، فهل يجوز تحويله ضد الأفراد الذين يمكن أن يتكفّل بهم القضاء؟ هذا حكم من غير محاكمة وأنا أتحدى إن جابوا عليّ دليلا واحدا.

• لكنك لا تنكر مشاركتك بالجهاد في البوسنة مثلا؟!

- نعم وأتشرف بذلك... فالجهاد واجب على كل مسلم.

• لكن مجلس الأمن لا يؤمن بهذا الكلام؟!

- نحن نتبع قانون رب العالمين... ليس لنا شغل بمجلس الأمن، أو القانون الدولي.

• وحتى العلماء لا يقولون بالجهاد... على الأقل كثير منهم؟

- اختلاف العلماء رحمة للأمة... اختلف علي ومعاوية... اختلف الصحابة... لكن رب العالمين سبحانه يقول بالجهاد، نحن لا نستطيع تجاوز قانون رب العالمين الذي قرره علينا، والمسلم أخو المسلم لا نستطيع تجاوز هذا وإن ساعدت أخاك المسلم فإنك تؤجر... وإذا لم تفعل فسوف تؤثم... الله يقول: إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم... إنما المؤمنون أخوة، والمسلم أخو المسلم... لا شأن لنا بمصالح البعض... المسلم الآن مهضوم حقه في كل مكان وأرخص دم في العالم الآن هو دم المسلم.

• لكنك لم تقم بشيء مخالف للقانون... هكذا تعتبر نفسك؟

- لم أقم بشيء مخالف للقانون.

• ولم تذهب لأفغانستان؟

- لم أذهب لأفغانستان.

• ولا العراق؟!

- ولا العراق.

• بالبوسنة كان الجهاد لمصلحة الأميركيين... هذا جيد كما أعتقد؟!

- نحن الآن على هواهم... بعض العلماء يفتون على هواهم.

• لكن المسلمين ذبحوا في البوسنة... كانت مجازر وكان هناك حق مع نصرتهم ومساعدتهم؟

- المسلمون أيضا يذبحون الآن في العراق وأفغانستان... من يتحرك لهؤلاء...

• طيب أين التيار الجهادي من فلسطين مثلا؟!

- تم تجنيد مقاتلين من أيام عبد الله عزّام رحمة الله عليه... وهم موجودون داخل فلسطين... وفلسطين حراسها شديدون عليها لا يسمحون بالنفاذ إليها أبدا.

• من حراس فلسطين؟!

- الدول المجاورة... الذبابة لا تستطيع أن تدخل إلى فلسطين... من يتحرك يقتل... الآن مصر فتحت حدودها وصرح بذلك (الرئيس) حسني مبارك... هذا واجب ليدخلوا ويرجعوا... أتمنى أن يدخلوا لهم الأسلحة!

• الإسلام يا شيخ يدعو إلى الهدنة... صلاح الدين هادن الصليبيين بعد أن فتح القدس... صلح الرملة منح الصليبيين أراضي في ساحل فلسطين عقودا طويلة؟!

- صلاح الدين خرج... السلطان قطز أيضا... الأمة لا تموت... تسكت... صلاح الدين عمل الصلح من منطلق قوة... صلاح الدين لم يتنازل كان قائدا محنكا وأنقذ الأمة... في العام 2006 من انتصر في لبنان؟ إنها المقاومة... المجاهدون المقاتلون... وحزب الله.

• حزب الله؟

- نعم حزب الله... وكان معه مقاتلون من السنة... هناك كتيبة شاملة من الجميع سنة ودروز وحتى مسيحيين مع حزب الله... الجميع شاركوا بتلك الحرب معا... أين الجيوش لماذا لا تتحرك؟

• لم يظهر إعلاميا أن تياركم شارك في حرب الجنوب اللبناني؟

- لا شأن لنا بالإعلام... لكن هذه معروفة... لماذا حاصر الجيش مخيم نهر البارد ولماذا لا يحارب هذا الجيش الإسرائيليين؟

• يقال إنك ذهبت إلى كوسوفو؟!

- نعم كنت الكويتي الوحيد في كوسوفو... ذهبت وحدي... على المسلم أن يتحرك لنصرة إخوانه... ولماذا نستغرب النصرة... عندما دخل العراق الكويت طالبنا العالم كله أن ينصرنا هل تستغربون أن ننصر إخواننا... كيف يستغرب الغرب قيامنا بهذا... لا يمكن التفاهم مع الغرب إلا عندما يتفهم هذه النقطة... نحن لا نغير عقيدة راسخة من ديننا.

• الكثيرون يعتقدون أنكم تجرون الشباب إلى مأزق دون جدوى؟

- نحن نرى النصر قريبا... الأمركيون الآن في مأزق... بل في مستنقع، ألا يدل هذا على النصر... حلف الناتو يصرخ في أفغانستان... أليس هذا نصرا؟!

• هل تظن أن الغرب يصرخ في أفغانستان؟!

- نعم.

• المعروف كما يقولون ان القاعدة وطالبان تتواجد في أماكن محدودة؟

- التقارير تفيد كما يقول قائد عسكري أميركي ان أفغانستان وضعها صعب... أليس هذا نصرا، ألم يزد عدد أعضاء القاعدة؟! الآن لا يوجد بيت عند المسلمين إلا وفيه أناس ينصرون الجهاد!

• أين هؤلاء يا شيخ؟!

- في كل منطقة... الكويت وغير الكويت!.. أليس هذا نصرا؟

• ألا يأتي النصر بالمهادنة والسلام والتعاون؟

- القوي لا يهادن الضعيف... هل نتركهم يعتدون على أعداء المسلمين؟

• إذا أنت مصر على هذا الكلام... فلماذا تستغرب إذاً أن يعاقبوك؟!

- هذا راتبي... معيشتي... أكلي وشربي... هل هذه حرب؟!

• طيب... أنت تعرض قصة قتال... هذا دم... ليس راتبا فقط؟!

- راتبي الذي يعيش منه أولادي... معاشي 300 دينار... هل هو الذي هزم أميركا في العراق؟! الأميركيون دفعوا في العراق 400 مليار دولار فهل وقف الأمر على 300 دينار راتبي؟! هل هذا كلام معقول؟!

• أنا أقصد أنك طالما تأخذ منهم هذا الموقف فلم تتوقع منهم أن يرحموك؟!

- نحن دولة مستقلة لها سيادة.

• يا أبا عبد الرحمن... الكويت تحررت عبر قرارات الشرعية الدولية التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي ولا يمكنها أن تعارض أو ترفض أي قرار يصدره مجلس الأمن... هي أول الملتزمين بقرارات المجلس وشرعية الأمم المتحدة؟ الكويت حررها تحالف دولي يا شيخ؟!

- حررها رب العالمين... الله سبحانه وتعالى سخر العالم للكويت لأجل الصدقات التي كانت تخرج من الكويت... لما وقع الغزو وتوقفت الصدقات رفع فقراء أفريقيا أكفهم بالدعاء للكويت... هذا ما حرر الكويت... التحرير من رب العالمين، كانت الكويت أكثر البلدان دفعا للصدقات... والرسول عليه الصلاة والسلام يقول (إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم) ولهذا سخّر الله العالم لنا... لماذا لا يحررون فلسطين الآن... الذي جاء بهم إلى الكويت هو البترول، ومنذ أن وضعت أميركا قدمها هنا في الكويت وأرضنا وأموالنا بلا بركة، وكثر الشر عندنا، كل الناس مدينون... ثلاثة أرباع الشعب مدينون! أدخلوا الربا لاقتصادنا ومن حرب إلى حرب... تريد أميركا أن تحارب العالم على أرضنا... ونحن (سندويشة بالنص)!

• أنت منظر... كلام... لكن لا يوجد لك عمل تدان عليه؟

- نعم منظر! أنا أريد دخول الجنة.

• تتهمون بأنكم تكفيريون... ما ردك؟

- الإسلام تدخله من باب وتخرج من باب آخر... ونحن على التوحيد والمسلم إذا استهزأ بمسواك يكفر... إذا وقف ضد المسلمين وأعان الكفّار يكفر.

• إذا استهزأ بمسواك؟!

- مسواك يكفر.

• ليش؟

- لأنها سنّة الرسول عليه السلام... كل العلماء يؤكدون هذا الكلام... نحن لا نكفر من أجل معصية... لا نكفّر إلا من ارتكب ناقصا من نواقص الإيمان المعلومة من الدين بالضرورة إن كان عالما.

• هل تريد قول شيء؟

- أرجو أن يتدخلوا لصرف راتبي... قبل أن أفرط واستعمل نص حديث شريف صحيح يقول (من دافع عن عرضه وعن ماله فهو شهيد) فأرجو ألا تضطروني لهذا الأمر... لقد حاولت جميع الأسباب لأن اتسلم راتبي ولم أتلق شيئا.

• هل يحاسبونك على الدوام؟

- نعم... أنا على رأس عملي.

• أظن أن الأهم في تقديري الشخصي أن يعود عبد الرحمن لأخواته وأسرته؟

- عبد الرحمن ليس أهم من الإسلام!

• لا أحد أهم من الإسلام يا شيخ... هل تعلمت في المدارس يا شيخ... أكملت تعليمك؟

- أكملت تعليمي عند شيوخ الدين، وأنا مفسر أحلام... ومعالج بالقرآن.

• علاج بماذا؟

- الرقية الشرعية... زيت الزيتون الرسول عليه السلام قال (كلوه وتدهنوا منه) وكان عليه السلام قبل أن ينام يمسح رأسه بزيت الزيتون...

• لماذا لا تحاول الترزق من العمل الحر؟!

- ليس لدي رأسمال... ولو كان لدي لتاجرت بالعطورات.

• تقصد دهن العود والبخور والعطور الشرقية؟

- نعم... وسأستعين في التسويق بالنساء فهن يبعن أفضل... هذه الصنعة تخص النساء أكثر.

• بأي طريقة؟

- أنا آخذ من الشركات وأوزع على المحلات.

• أسأل الله أن يرزقك الخير.

- آمين يارب العالمين.