بروق ليل / المرقاة...

1 يناير 1970 02:17 م
|بقلم الكاتب والشاعر: مبارك الودعاني|

من الارتقاء فيرتقي الشيء أي يصعد عليه، وتلفظ بالقاف الفصيحة وبالصوت بين القاف والكاف في اللهجة المحكية خليجيا على أن ينطق حرفها الأخير هاءً... وهي أداة تراثية تُصنع من الخشب قديما ويقال عنها (السْلَّم) حديثا وتستخدم للصعود إلى أعلى. وقد نلتقي في حياتنا من النماذج البشرية من يشابه في سلوكه المرقاة في ذاتها أو فيمن يستخدمها... أو في هدفها.

هناك من قابلتهم في مشواري مع القلم من الشخصيات مهنيا التي ارتضت أن تكون كالمرقاة وأخرى أجبرت على هذا المسلك، هذه الفئة ساهمت في وصول الكثيرين لمواقع متقدمة بشكل عام وفي مجالنا الأدبي الشعبي بشكل خاص ولكنها لا تزال في مكانها أي (مكانك سر) وقد يكون في ذلك منقبة جزئية عندما يتسلقها من يستحق أن يصل ولكن المثلبة الكبرى في ذلك أن توصل من لا يستحق بملء إرادتها لموقع إما هي الأحق به أو لحجبه عن الغير المؤهل... أما إن كانت مكرهة على ذلك ففيه من التبعية السالبة ما لا يرضاه شريفٌ على نفسه وبذلك تكون مرقاة بحق لأنها ارتضت لنفسها ذلك!! وبالتالي فتلك الفئة السالبة التي رضيت أن تُمتطى أي (لا تهش ولا تنش) ستبقى خارج برواز الأحداث وستصبح أداة عند الأدوات التي كانت قد صنعتها...

أما مستخدموها...!

فتستخدم هذه الأداة لتحقيق مصلحة وليس في ذلك مشاحة ولكن الخلاف في ماهية تلك المصلحة، فإن كانت مجتمعية أو شخصية نافعة فلا مانع منها بل كلنا من مؤيديها والداعمين لها ولكن البلاء أن تكون فردية وصولية أو مجتمعية ظاهراً وفردية تطفح بالأنانية باطنا..

نحتاج إذا لمعالجة المواقف وليس لمناصبة الآخرين العداء لأن المرقاة ستبقى مرقاة لها ما لها وعليها ما عليها..

وكم مرقاة صعدت على غيرها ولم تعد الآن مرقاة لأنها أصبحت السيدة مرقاة!!!

هذا هو واقعنا فعلا إذ لا صعود من دونها ولا هبوط أيضا من دونها، لكن الخطورة (الوهقة) إذا سقطت بفعل فاعل حينها لن يصعد من بالأسفل ولن يهبط من بالأعلى وبالتالي على المتضرر أن صمت على شحم!

همستي...

للوصول طريق وليس كل طريق!





[email protected]