د. وائل الحساوي / نسمات / أخي... جاوز الظالمون المدى!!

1 يناير 1970 05:11 ص
هذا هو الانتصار الحقيقي... إن الهدف من تحريك سفن الحرية لا يقتصر على توصيل المساعدات الإنسانية، فغزة لن تموت جوعاً ولا عطشاً إذا حاصرتها إسرائيل، وان الهدف لم يكن ليتحقق لو أوصلت السفن حمولتها للأهالي المحاصرين في غزة، فهي مؤونات بسيطة وموقتة، لكن الهدف الأكبر الذي تحقق من تلك الأحداث الرامية هو أن تكشف للعالم كله حقيقة تلك الدول الغربية والأميركية التي تدعم ذلك الكيان الدموي الذي لا يعترف بأي ميثاق لحقوق الإنسان ولا بأي قيم أخلاقية، بل يقتات على دماء الأبرياء ويتفنن في الظلم والجبروت ويحتل بلاداً ليست بلاده وشعباً ليس بشعبه ثم يرفض وصول أبسط المساعدات الإنسانية إليهم ويقتل من يحاول إغاثتهم.

ألا يخجل أولئك الغربيون من أن يتشدقوا أمام العالم بالحديث عن حقوق الإنسان بل والحيوان ثم يقفون بالمرصاد ضد كل من يدين العربدة الإسرائيلية في الأرض ويعتبرون كل ما تفعله إسرائيل هو دفاع عن النفس وحق مشروع؟

إذاً، فالهدف الأكبر الذي تحقق أمام الشعوب الغافلة التي مازالت تتعطش لمعرفة الحقيقة هو كشف الزيف العالمي الذي يهيمن على العالم وتقوده عصابات تلبس ثياب الحضارة والتقدم وتقدم النصائح للآخرين وتنشئ المنظمات الدولية التي تدعي نشر العدل والمساواة والسلام، لقد أزكموا أنوفنا بالحديث عن الإرهاب الإسلامي والوحشية التي هي من صفات المسلمين، ولقد خرقوا طبلة آذاننا من فرط نفورهم ونقدهم لكل من يتحدث عن محرقة الهولوكوست المزعومة والإصرار على الانتصار لحقوق الشعب اليهودي المضطهد.

أما الهدف الآخر الذي تحقق من تلك الحملة فهو كشف حقيقة اليهود الأبدية التي وصفها القرآن الكريم بجلاء، لكن الغفلة وقلة الإيمان في نفوسنا تغطيها بستار زائف وترينا عكس ما نعرفه عنهم «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا»، «كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً».

أما الهدف الثالث فهو كشف المنافقين في صفوفنا من كتّاب ومتكلمين من الذين لا يفتأون يرددون في كل مناسبة ويتكلمون عن عظمة اليهود وعدلهم ويشمتون بأبناء فلسطين ويحرضون العالم عليهم.

أما الهدف الخامس فهو تقوية اليقين في نفوسنا بأن نهاية تلك الدولة الظالمة قد اقتربت بإذن الله، وهي نهاية كل من يطغى في الأرض ويتجبر «ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين».

يقول الشاعر أبوالقاسم الشابي:



يقولون صوت المستذلين خافت

وسمع طغاة الأرض أطرش أضخم

وفي صيحة الشعب المسخر زعزع

تخر لها شم العروش وتهدم

إذا التف حول الحق قوم فإنه

يصرم أحداث الزمان ويبرم

لك الويل يا صرح المظالم من غدٍ

إذا نهض المستضعفون، وصمموا!

إذا حطم المستعبدون قيودهم

وصبوا حميم السخط أيان تعلم!..





د. وائل الحساوي

[email protected]