انها ابو حليفة المنطقة التي خطط لها لتكون من المناطق المهمة والرئيسية في الكويت لموقعها الجغرافي المتميز المطل على البحر وهكذا تم بناء المجمعات التجارية والبنايات السكنية... ولكن!
لقد تركت المنطقة بلا مستوصف تخصصي ثابت والاهالي يعانون الامرين في الذهاب إلى الفنطاس او المنقف للحصول على الرعاية الطبية وايضا المخفر في المنطقة مشترك بينهما وبين المنقف والمهبولة.
اما عن الشاليهات فحدث ولا حرج... مهجورة منذ التحرير حيث لم يضرب فيها مسمار واحد منذ ذلك الوقت واصبحت ملاذا للخارجين على القانون وتجار المخدرات وموئلا لمصانع ومخازن الخمور المحلية والمستوردة والمشكلة انها تغطي الواجهة البحرية للمنطقة بأكملها وكل ملاك هذه الشاليهات من اصحاب النفوذ.
والطرقات والبنية التحتية في المنطقة تشكو الامرين حيث ان الدوار الرئيسي بين المهبولة والمنطقة يتم تبليطه وسفلتته كل شهر او شهرين نتيجة ما تحدثه الشاحنات والتناكر من فجوات وغالبية البيوت باتت شققا للعزاب.
فماذا يقول بعض من اهالي المنطقة؟
• مشعل عبدالله يقول ان الدولة اخطأت في تنمية بعض المناطق مثل الفحيحيل وابو حليفة والمنقف حيث انها بدل ان تهيأ لتكون مناطق سكنية للمواطنين الكويتيين حولتها إلى عمارات سكنية ومجمعات تجارية اضرت بالأهالي الذين تم توزيع البيوت لهم فيها ولكن الحكومة تداركت الوضع في منطقة المنقف حيث جعلت الاراضي التي على البحر اراضي سكنية حتى وان كانت تشترى على حساب المواطنين.
اما منطقة ابو حليفة فهي من المناطق القديمة في الكويت سكناها منذ 150 سنة ولكن للأسف اصبحنا غرباء في ارض الوطن والله ان هذا احساسنا في منطقتنا حيث اصبحت البنايات السكنية تحاصرنا من كل حدب وصوب وذلك لأن جميع القطع تم تحويلها إلى استثماري إلا قطعة واحدة لم تحول وتمسك اهلها بها.
ويضيف: العزاب اصبحوا خطرا يهددنا حيث انهم لا يراعون الآداب والتقاليد وعاثوا في الارض فسادا، حيث تجدهم يتمشون في الشوارع وهم يرتدون في بعض الاحيان مجرد اذارا وكأنه لا توجد نساء في هذه المنطقة والعمارات اصبحت تكشف بيوتنا وحرمونا من «الحوش» الذي كان سمة من سمات البيوت الكويتية القديمة.
ويتابع ان هذه الامور اصبحت تنعكس على حب الشخص لمكان مسكنه فهو اذا احب مسكنه بالتالي يعشق وطنه الذي ينتمي اليه ولكن مشكلتنا مع المسؤولين في البلدية عندما يقرون القرارات الخاصة بالتنظيم وتحويل الاراضي من سكني إلى استثماري لا يخرجون او يتعبون في اخذ رأي الاهالي ومع الاسف المسؤولون يأخذون القرارات من خلف الكراسي الوثيرة ومن خلال نظرتهم إلى مناطقهم النموذجية.
ومن خلال جريدة «الراي» يقول نطالب بإنشاء بلديات محافظات مثل اوروبا فكل بلدية تكون مسؤولة عن تحديد الاراضي السكنية او الاستثمارية على ان يكون اعضاؤها من سكان المنطقة او المحافظة وذلك لأن النظام الحالي المعمول به كان يصلح في بداية انشاء الدولة ولكن الآن اصبح قاصرا على الواسطات والضغوطات من بعض التجار.
ويقول: فالمجلس البلدي مع الأسف لا يعلم عن تفاصيل المناطق فنحن نعاني من ضيق الشوارع وخدمات الطرق ناقصة حيث انك اذا سرت ما بين البيوت تفاجأ بأن الشارع الرئيسي ينتهي ويبدأ ممر ترابي تمت سفلتته منذ وقت قريب ليكمل الشارع الرئيسي.
اما محمد رشيد العجمي فيقول: مع الاسف «منطقة عمرها 150 سنة ولا يوجد بها مستوصف يخدم الاهالي والجمعية التعاونية موقتة وقيد الانشاء بناء جمعية وسوف يكون بجانبها المستوصف وبجانب مخفر ابو حليفة الذي اصبحت خدمة المواطن فيه وبالا على اهلها حيث انهم نسونا وعندما ذكرونا ذكرونا بأسوأ حال!
ويتابع القول: البحر تحول إلى مجمعات ومحلات تجارية فأصبحنا محرومين من البحر إلا بالفلوس، والمشكلة اننا نحن اهل البحر هذا الذي ترعرعنا في ثناياه فالمنطقة الآن اصبحت من اسوأ المناطق في الكويت من ناحية التنظيم والتخطيط والبيئة.
ويقول العجمي انك لا تتصور مدى التلوث الذي تسببه السيارات التي تدخل إلى المنطقة في فترة الصباح حيث ان الباصات والسيارات تقصد المنطقة لتحميل العمال واخرى تنزل طلاب المدارس الخاصة وانت لا تستطيع الدخول والخروج من المنطقة ما بين السادسة و45 دقيقة والثامنة والنصف صباحا وهذا كله على حساب نفسيات اهل المنطقة.
ومع كل هذا - يتابع - تمت الموافقة على بناء خمس جامعات خاصة في المنطقة وتم الانتهاء من الاولى والبقية سوف تأتي فهل يعني ان هذا حب في اهل المنطقة ام تطفيش لهم؟ لماذا لم يذكرونا بجامعة حكومية مجانية بدل الجامعات الخاصة التي ستزيد من معاناتنا والادهى والامر من ذلك انها ستكون في مكان واحد.
ويروي فيصل البدر جانبا من المعاناة فيقول ان الفنطاس وابو حليفة والمنقف والفحيحيل سوف تتحول إلى جليب اخرى، بعد مدة زمنية قصيرة حيث ان جميع الشركات تؤجر للعمال هنا، حتى اصحاب البيوت السكنية بعضهم اجر البيت على شركة وكلهم عزاب وترك المنطقة إلى منطقة اخرى ونشتكي ونتكلم ولكن لا حياة لمن تنادي.
ويضيف: وانا هنا ونيابة عن اهالي ابو حليفة نحتج على الجرائم التي تذكر في الصحف حيث ان مخفر ابو حليفة يشمل المنقف وابو حليفة والمهبولة واكثر الجرائم في المنقف والمهبولة وتذكر للاسف في ابو حليفة مع الاسف ذكرونا بالجرائم، واكثر هذه الجرائم في العمارات!
ويقول البدر: نعاني الآن من كثرة البقالات حيث اصبح في كل بيت او عمارة بقالة دونما تخطيط وسيطرة على مدى النشاط، وايضا المطاعم التي امام البيوت والساحات الترابية التي استغلتها الشركات لايقاف الشاحنات والباصات الكبيرة ومحلات تبديل الزيوت التي يرمي بعضها المخلفات في حاويات القمامة ويسكب الزيوت على الرمل وفي مناهيل المياه.
ويصف البدر الحال بقوله: لم يعد احد يعلم بأن هناك اصحاب بيوت كويتيين يعيشون في هذه المنطقة التي اثر اهمال البلدية ووزارة الصحة ووزارة الداخلية فيها والمشكلة الكبرى ان من ابناء المنطقة من هم اعضاء في مجلس الأمة والمجلس البلدي واعضاء في الجمعيات والنقابات يعملون لمصلحة الكويت والكويتيين ونسوا ابناء منطقتهم... ومنطقتهم ايضا.
ويقول طلال العبدالله ان المشكلة الصحية معاناة نعانيها دائما، ولذلك لو تم الاهتمام بخدمة من الخدمات يمكن ان تشفع لغيرها، ولكن للاسف الزمن رمى بنا إلى مستشفى العدان الذي هو من اسوأ المستشفيات حيث ان مستشفى الجهراء يشمل جناحا للغسيل الكلوي ومستشفى مبارك ومراكز صحية عدة ونحن منذ سنين ونحن نطالب بهذا المركز الذي منذ التأسيس سرق وتعطل مرتين او اكثر.
واقول للمسؤولين في وزارة الصحة - يتابع - ان اهالي منطقة الاحمدي يطالبونكم بالاستعجال بمركز غسيل الكلى وذلك لأننا في امس الحاجة اليه، لأن مركز مبارك الكبير اصبح يعاني من ضغط كبير من اهالي المنطقة، والمشكلة ان الحكومة تلاحظ زيادة بعض الظواهر الطبية دونما النظر في مسبباتها.
ويتطرق إلى طريق المشاة الذي يشكو من الكلاب الضالة التي تطرد هواة المشي حيث انها تكثر في المنطقة ولا نجد اجابة من احد ونرجو من المختصين توفير اضاءة وتوفير برادات ماء في هذا الممشى الذي يعتبر من الامور الحضارية والمشجعة لرياضة المشي التي تساهم في تخفيض عدد مرضى السمنة والسكر والضغط، وهي من الامراض الشائعة التي يعاني منها اهل الكويت.
وتناول نقص الدوريات التي تمنى ان يراها ويقول لقد سمعنا ان هناك دوريات الفريج لمنع الشباب المستهتر من التحرش بالفتيات اللاتي يمارسن رياضة المشي وهناك ايضا بعض جرائم السلب بالقوة حيث يوجد بعض الاماكن المظلمة وبعيدة عن اعين الناس وايضا ارجو من البلدية الانتباه لأصحاب العمارات الذين يرمون نفاياتهم إلى جانب طريق المشاة.
ويقول بدر محمد العجمي ان بعض المجمعات التجارية على البحر اصبحت وبالا على اهل المنطقة حيث ان الاطفال يتعرضون لخطر الدهس على شارع البحر السريع الذي يفصل بين المجمعات التجارية والمنطقة السكنية والمشكلة انه لا يوجد جسر للمشاة فيما بين المنطقتين وايضا البحر الذي اصبحنا لا نراه وحرمنا نحن وعوائلنا منه فمن يعوضنا عنه حيث اصبحت الشاليهات في كل مكان.
ويتابع ان الشاليهات المهجورة اصبحت خطرا على اهالي المنطقة وكثيرا ما ترتكب فيها الجرائم وحوادث الاغتصاب ونرجو من وزارة الداخلية وبلدية الكويت تكثيف جهودهما في مراقبة هذه الشاليهات ومحاسبة اصحابها والتفتيش عليها بين فترة واخرى وذلك لأنها تستغل في امور غير اخلاقية من قبل الشباب المستهتر.
ودارت كاميرا «الراي» في المنطقة المنسية ابو حليفة وكان هناك العجب من الاهمال الذي تعيش فيه هذه المنطقة التي لا تحتوي الا على قطعة واحدة يقطنها المواطنون الكويتيون وهم محاصرون بين البنايات التي يتعدى ارتفاعها العشرة ادوار وتكشف ستر بيوتهم المتواضعة التي تنازلوا فيها عن اهم شيء يميز البيت الكويتي وهو «الحوش» الذي يلعب فيه الصغار وتتسلى فيه النساء وينام الاهل جميعا فيه في الايام المعتدلة للتمتع بمنظر السماء.
والاعجب من ذلك ان المنطقة وخلال هذا التوسع العمراني الذي حدث فيها وهي من اقدم المناطق في الكويت لا يوجد فيها مستوصف واحد لا للكويتيين ولا لغيرهم ممن يسكنون هذه المنطقة.
والاهمال واضح في المنطقة وهو يحيط بها من كل حدب وصوب اهمال البلدية في تشجير وتزيين المنطقة وازالة المخالفات من ركام وانقاض البنيان ومن السيطرة على كثرة البقالات والمحلات والمطاعم التي اصبحت تزعج الاهالي وايضا اهمال وزارة الداخلية في الامن الداخلي للمنطقة حيث يعانون من قلة الدوريات الجوالة فالمخفر في المنطقة ولكن لا ترى دورية تمر الا في شارع المخفر فقط، وعند المدارس في وقت الظهيرة.
اما عن المشاهدات فمنها سراديب العمارات في ابو حليفة اصبحت مخازن للشركات دون ترخيص للمخزن وهذا دليل على التحايل على القانون وهدفه التربح المادي من صاحب البناية والتاجر المؤجر لهذا السرداب دون توفير احتياطات الامن والسلامة من قبل المطافئ والبلدية.
والعمالة الآسيوية هي واجهة هذه المنطقة حيث ان المقبل على المنطقة يرى ملابس العزاب على شرفات المنازل والبنايات قذرة من الاسفل والزيوت والقمامة تغطي الواجهة الامامية للبنايات والجزارون يذبحون الاغنام امام محلاتهم متجاهلين في ذلك الفحص الطبي في المسالخ الرسمية والمراقبة من قبل وزارة الصحة.
اما الشاليهات المهجورة منذ الغزو والتي لم يحمل اصحابها همها فقط استلموا التعويضات وتركوها مهملة يستغلها ضعاف النفوس في الفساد وهناك رأينا ما يعتقد انه مصنع للخمور المحلية.
وايضا هناك زحف واضح للعمالة الآسيوية في هذه المنطقة فعندما شاهدوا الكاميرا فروا هاربين وكأنهم في هذا المكان في مأمن من وزارة الداخلية التي تعتبر ان هذه الشاليهات المهجورة املاكا خاصة لا يتم الدخول اليها إلا باذن من النيابة.
وهناك ايضا من استغل هذه الشاليهات للتكسب المادي حيث اقام «منحلة» تحتوي على اكثر من عشر خلايا نحل لتصدير العسل وهناك إلى جانبها غالون من العسل في حجم 25 لترا معبأ والكل يعرف ان النحل خطر على الاطفال وذلك لقرب المنحلة من مدرسة خاصة.
ولدى المرور بجانب الجامعة الجديدة لاحظنا وجود بعض آثار الاغنام هناك وعند توجهنا إلى الاشجار وجدنا جاخورا للاغنام ووجدنا راعيين وعند سؤالهما قالا نحن هنا منذ اكثر من خمس سنوات واين البلدية؟ ولم تمر عليهم البلدية نهائيا.
واما مخيم الكشافة الكويتي فأصبح ملاذا آمنا للكلاب الضالة التي تؤذي سكان المنطقة المجاورة حيث تشن هجوما على من يرتادون طريق المشاة المحاذي للقطعة 2 ولكثرتها كثيرا ما ترى كلابا وقد دهستها السيارات على الطرقات.
خمور ... «انتاج محلي»؟
انقاض وسواتر ترابية
محلات في وسط المنطقة
شاليهات مهجورة تحت التشطيب