نحن كغيرنا من البشر نحمل في رأسنا عقلاً، ويحركنا الميول العاطفي والعاطفة التي تحركها عقول نيرة لا شك بأنها محمودة العواقب.
لم أتوقع أن يأتي الرد على مقال تطرقنا فيه إلى الدعوة التي وجهها مسلم البراك لإعادة الانتخابات بمثل هذا القدر من الرجاحة والاتزان في عقول تحترم مفهوم الولاء وحسن التغيير المطلوب!
في ذلك المقال كان العقل هو من يقود العاطفة، وعرضت ما فهمت ولمست من أحداث الانتخابات بدءاً من مجلس 1981، تجارب إما أن نستفيد منها مثبتين لكل فرد يحترم مفهوم العقلانية بحسن النية في الطرح وفائدة الشفافية، وإلا سنظل في حالة الانحدار التي نعيشها!
ومردود الشفافية في غاية الروعة رغم أن ما كل ما يعرف يقال، ولهذا السبب لم أتطرق إلى الأسماء وليعذرني كل من راسلني عبر الإيميل، فأنا أخاطب العقلاء وهم في حل من أمرهم، ويعرفون ماذا نعني في كل سطر جاء، ليس في تلك المقالة فحسب، بل في كل ما نعرضه، لأننا ولسبب بسيط لا نطمح إلى الشهرة على حساب من ساعدتهم الظروف والتكتيكات الزائلة والتاريخ لا يرحم!
والحديث عن مردود الشفافية طويل لا يمكن اختصاره في مقال، أو حديث جانبي، والرجال هم من يصنعون التاريخ ويوجدون التغيير في كل شيء بدءا من الفرد ذاته، وانتهاء بالمجتمع، مروراً بمؤسسات الدولة، كل وحسب موقعه!
لا تخف... لا تخجل من قول الحقيقة ولو كانت مرة شريطة أن تبتعد عن التجريح والشخصانية... حاول عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة أن تنظر حولك في بيتك، منطقتك وخدماتها، المدارس، الأمن، الصحة، الأسعار... انظر لكل شيء فستجد أن غياب الشفافية سبب رئيسي في تدهور أحوالنا!
إن المجاملة وغض البصر عن المعضلات التي نواجهها مرتبطين بهذين الأمرين الرئيسيين، وفي ظاهره «الضحك على الذقون» كأحد مخارج هذا التقصير في أهم الجوانب الحياتية!
ماذا يراد منا أن نقول، هل نسكت، هل نجامل، هل «نتحلطم»؟ ونحن في أبسط الأمور «الرياضة» لم نتمكن من حل قضيتها!
إنها أحداث جيل حاضر في زمن رجاله من طراز غريب تأخذهم الأنفس بميولها العاطفي والمادي، إلى مواقف تشعل الساحة وتحرقنا معها، ولا علاج لهذه الحالة إلا بظهور التغيير الفعلي الذي يجعل المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، فلا فئوية، قبلية، ولا تكتلية ينفعنا بعد اليوم، وكما قيل « لكل دولة زمن ورجال»، وإذا كان هذا جيلنا الحاضر ومواقف رجاله قد تزعزعت أمام مغريات عدة، ومصالح ضيقة، أيديولوجيات عرجاء تسقط وتنهض وتتغير مفاهيمها دون حوكمة يرسمها العقلاء رأفة بالبلد والعباد، فما هو شكل الجيل القادم... الله يستر، والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]