محمد القزويني / نوادي الأطفال: مراكز بناء اجتماعي

1 يناير 1970 09:47 ص
كتبت هذا الموضوع قبل مدة طويلة بعد زيارتي لأحد قطاعات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وقد سرني ما لمست من جهود وأفكار ورؤى! أجل... توجد في الكويت نظرات واثقة وخطط واضحة حول ما ينبغي عمله ضمن قطاع من أهم قطاعات التنمية الاجتماعية وهو قطاع الطفولة.

هذا الانطباع لابد وأن يتولد لديك وأنت تزور إدارة رعاية الطفولة بوزارة الشؤون وتقابل مسؤوليها لتتعرف على أهمية هذه الإدارة وما في جعبتها من تصورات وبرامج أعدت لتنمية الطفل الكويتي عبر ما يسمى بنوادي الأطفال، التي استبدلت ما كان يعرف بحدائق الأطفال، تلك البرامج التي حازت إعجاب زوار الكويت، وآخرين من المنظمات العالمية والعربية المختصة بشؤون الطفل.

وفى الحقيقة فإن أعمال قطاع الأطفال هذا من القطاعات التي لا يلمس أعماله سوى أولياء الأمور والأمهات الذين لديهم أبناء في هذه المرحلة، خاصة وأن العمل ينطلق من الحدائق التي توجد في بعض المناطق السكنية في الفترة المسائية ما يعني أن الجهود والأنشطة تمارس بعيداً عن الصخب الإعلامي، والجعجعة الإعلانية الهادفة إلى الظهور فقط. فنواد، أو حدائق الأطفال، مراكز بناء شخصية الطفل وفق أسس مدروسة تحت إشراف تربوي متخصص، وهي ليست مجرد متنفسات للأطفال ومراكز لهو بل هي نواد بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، يمارس فيها الطفل هوايته المحببة، أو يتم فيها تعويده على بعض المهارات وإكسابه بعض العادات المرغوب فيها، مما يجعل العملية التنموية تبدأ مع الطفل منذ نعومة أظفاره.

فأهمية مراكز الطفولة اذا تتجلى في أنها مراكز تأسيس المواهب بل واكتشافها، و بناء وإعداد للشخصية الكويتية المنتجة. من هنا فهذه دعوة لإبعاد نوادي الأطفال عما تعانيه مراكز، أو جهات أخرى، من قلة الدعم، أو قلة الاهتمام، والعمل على تذليل الصعوبات كافة ان وجدت أمامها، وتوفير جميع المستلزمات التي تضمن قيامها بواجبها تجاه الأسر في احتضان أبنائها وحسن توجيههم، فلم تعد التربية شأناً خاصاً بالأسرة خاصة مع خروج المرأة للعمل، وهذه النقطة بالذات تحتم البحث المتأني عن توظيف أفضل الكوادر الوظيفية، وتحقيق جميع متطلبات الاستقرار لتلك الكوادر لضمان استمرارها في العمل خاصة وأنها تتعامل مع أهم شريحة في المجتمع التي ستكون مجتمع الغد.

إن برامج التنمية الموضوعة للأطفال في هذه النوادي والتي تشتمل على برامج دينية ومهارية ولغوية هي في الحقيقة مفخرة لهذه النوادي، وهي في الوقت ذاته مصدر إعجاب وإشادة بجهود العاملات والقائمات عليها، فهن في الحقيقة مفتاح نجاح هذه المراكز، وندعو هنا إلى تعميم هذا المشروع الرائد على مناطق الكويت كافة، وألا تكون الميزانية المخصصة له كما هي العادة عائقاً أمام قيامه بمهامه وتنفيذه لطموحاته والتي تصب أولاً وأخيراً لمصلحة هذا البلد المعطاء، وان كنت أرى لزوم التنسيق على صعيد البرامج فقط مع المؤسسات التربوية الاخرى كمعاهد إعداد المعلم، وكليات التربية، وأقسام علم النفس، إضافة إلى وزارة التربية.

إن الحديث عن نوادي الأطفال يقود إلى الاعتراف بحقيقة واضحة وهي أن الكويت، وبجهود أبنائها، تسير في مصاف الدول المتقدمة في كثير من المجالات الإنسانية والاجتماعية عبر ما توفره من خدمات وتقيمه من مؤسسات، إلا أن المؤلم أن كثيراً من هذه الأنشطة البناءة لا تجد الدعم الرسمي أو حتى الاجتماعي المطلوب، بل تقوم على مجهودات فردية في أغلب الأحيان، وتعتمد على جهود وافكار ومبادرات العاملين بها من غير أي اهتمام أو اكتراث من قبل مؤسسات المجتمع الاخرى رسمية كانت أو أهلية.



محمد القزويني

[email protected]