يبدو أن صيفنا هذا العام سيكون أحر من العام الماضي، ليس في درجات الحرارة ولكن في السخونة السياسية وكذلك في القطع المبرمج الذي اطل علينا مبكرا مع وصول المؤشر إلى اللون الاحمر، وكالعادة يخبرنا وزير الكهرباء بأن هذا الصيف سيكون آخر صيف محرج بحسب حسابات نظرية لم تجد لها مكانا على ارض الواقع، فقد تكرر هذا الوعد منذ عام 2007 وكتم المواطنون انفاسهم بانتظار المحطات الجديدة التي ستدخل الخدمة لتنهي المعاناة، ولكن اين تلك المحطات؟!
مازال التحقيق جاريا في ميزانية طوارئ 2007 بعد ان اختفى المشروع وراء الشمس، ثم طوارئ 2008 الذي لم ير النور، ولا ادري ان كانت ثلاث سنوات لا تكفي للتحقيق في موضوع واضح وضوح الشمس؟!
آمالنا اليوم معلقة بمحطة الصبية التي ستنتج ما يعادل ألفي ميغاوات تضاف إلى عشرة آلاف ميغاوات قائمة، ولكن يجب الا نغفل ان زيادة الاستهلاك بمعدلها الحالي تتطلب زيادات تتعدى العشرة في المئة سنويا اي ان الحاجة لمحطة جديدة مطلوب كل اربع سنوات، كما ان تقادم بعض المحطات وحاجتها للصيانة الشاملة قد يستلزم التخلي عن اكثر من الف ميغاوات في كل مرحلة من المراحل اضافة إلى حساب نسبة الاحتياطي الدوار (spinning Reserve) الذي يتطلب عدم تشغيل المحطات بقدرتها القصوى.
لقد بدأت الفلاشات الاعلامية تنهمر علينا من اطراف حكومية لتخديرنا وابعادنا عن التفكير في المشكلة الحقيقية، فتارة نسمع تصريحا بالاتفاق مع شركة لتحصيل الفواتير وتارة مشروعا لتوليد الطاقة النووية وهكذا، ولكن «اذا وقعت الفأس بالرأس» ووجدنا انفسنا في عز ظهر الصيف القاتل من دون كهرباء ولا ماء فإن تلك الامال ستتبخر وتتحول إلى اضغاث احلام وسنضطر للنوم على البحر، كما فعلنا في الثمانينات.
يحدثنا الثقات بأن مشكلة وزارة الكهرباء تتلخص في الاصرار على وضع بعض الذين (فاحت روائحهم) في مناصب قيادية وتهميش المخلصين، ومهما ساهم المجلس والحكومة في حل مشكلة الكهرباء والماء فإن تلك الشلة تقضي على كل امل في حل مشكلة الوزارة.
د. وائل الحساوي
[email protected]