دعا مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية بإمارة دبي ورئيس مجلس إدارة «إعمار العقارية» محمد علي العبار العالم العربي إلى التركيز على إعداد مواطنيه ليكونوا قادرين على تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقهم في الوظائف والمهام الموكلة إليهم.
وأكد العبار على ضرورة احتضان المواهب الشابة وتعزيز روح المبادرة ودعم الثقة بالنفس وغرس التفاؤل لدى الشباب العربي، إذا ما أرادت المنطقة أن تتمتع بحضور فاعل في الساحة الاقتصادية العالمية مستقبلاً.
جاء ذلك في إطار الكلمة التي ألقاها العبار خلال جلسة حوار حول «مواهب المستقبل في العالم»، ضمن فعاليات «منتدى التنافسية الدولي» الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتتولى تنظيمه الهيئة العامة السعودية للاستثمار.
وأكد العبار في معرض كلمته على ضرورة بذل جهود مدروسة ومستمرة لتطوير الكوادر البشرية، كي لا تتحول المنطقة إلى مجرد مراقب سلبي وغير فاعل في الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك طاقات بشرية كبيرة لا سيما شريحة الشباب التي تعد الأسرع نمواً على مستوى العالم، إذ يشكل الشباب دون سن الخامسة والعشرين نحو 65 في المئة من إجمالي عدد سكان المنطقة، أي ما يعادل 200 مليون شخص. وقال العبار: «نحن على ثقة من أن رعاية المواهب الشابة تشكل عاملاً رئيسياً في إحلال السلام والازدهار على مستوى المنطقة إجمالاً، في حين أن إهمالنا لهذه القوة البشرية الواعدة سيقودنا إلى مستقبل يسوده القلق والامتعاض والاستياء والتراجع الاقتصادي».
وأشار العبار إلى أهمية تفعيل دور الشباب العربي وإتاحة الفرصة المناسبة لهذه الشريحة كي تساهم في دفع عجلة النمو والتطور في المنطقة، وقال: «يمتلك الشرق الأوسط رصيداً هائلاً من المواهب الشابة التي لم تحصل بعد على الفرصة التي تستحقها لاستثمار إمكاناتها الإنتاجية والإبداعية الكبيرة. ولا شك في أن نجاحنا في المستقبل يتوقف على مدى استثماراتنا لهذه الطاقات الواعدة».
وأكد العبار، الذي يشارك عضواً في لجنة الجلسة المؤلفة من خمسة أعضاء، على أن التطورات التي تشهدها دول مجلس التعاون الخليجي على المستوى الاقتصادي لم يقابلها دائماً تطورات مماثلة في قطاعات التعليم والتدريب المهني والتوظيف، الأمر الذي أدى إلى ضياع العديد من الفرص التي تحولت الآن إلى نذر أزمة وشيكة.
وأضاف: «يشهد الاقتصاد العالمي اليوم تغيرات متسارعة، ولم يعد نجاح الشركات قائماً على بناء المنشآت أو توافر الآليات أو حتى الدعم المالي، بل أصبح يعتمد بشكل أساسي على توافر الكوادر البشرية المؤهلة والمواهب الإبداعية».
وشدد العبار على ضرورة أن تتخذ الحكومات إجراءات جدية على صعيد الاستثمار في قطاع التعليم بما في ذلك المدارس والجامعات ومنشآت البحث العلمي، والعمل في الوقت ذاته على توفير الظروف الاقتصادية التي تشجع ازدهار قطاعات الأعمال المختلفة. وقال: «تلعب الشركات الصغيرة والمتوسطة دوراً مهما في التنمية الاقتصادية باعتبارها منطلق المواهب الشابة التي يجب علينا توجيهها حتى تكون قادرة على تحمل مسؤولياتها والإمساك بدفة القيادة في المستقبل».
وأشار العبار إلى أن تطوير أنظمة التعليم والتدريب يجب أن يكون متزامناً مع إجراء تغيرات إيجابية على المستوى الاجتماعي. وأضاف: «يجب أن نعمل على حفز الشباب وغرس روح المبادرة في نفوسهم ليتمكنوا من استثمار إمكاناتهم الكبيرة. ويشكل القطاع الخاص منطلقاً مثالياً لهذا التوجه، لذا يجب علينا تشجيع الموظفين على الابتكار والتحلي بالجرأة على اتخاذ القرارات المهمة».
ويذكر أن «منتدى التنافسية الدولي» يعقد سنوياً بحضور نخبة من أهم رجال الأعمال والقادة السياسيين والمفكرين والأكاديميين. وشهد المنتدى في دورته للعام الحالي مشاركة واسعة لأكثر من ألف شخصية مرموقة من المهتمين والفاعلين في هذا المجال.
وشارك العبار في جلسة الحوار كل من هكتور رويز، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة «AMD»؛ وياسيوكي نامبو، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «Pasona Inc»؛ ونيل بوش، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة «Ignite! Learning». وأدارت الجلسة لورا تايسون، الاقتصادية الأميركية المعروفة، والبروفيسورة في كلية هاس للأعمال في جامعة كاليفورنيا، بيركلي.