أعتقد جازماً أنه لو استطاعت الحكومة الكويتية، ومجلس الأمة، وكذلك المفكرون والكتاب، والقوى السياسية الإجابة عن هذا السؤال الذي وضعناه عنواناً لمقالنا اليوم سيرتاح الجميع، وينشغل كل مواطن بما هو مقبل من أمور ستؤثر بشكل مباشر على وضعه المستقبلي ما دام قد عرف الإجابة، وعرف إلى أين نحن سائرون.
لكن الحقيقة المرة التي يدركها الجميع، ويتغافل عنها الجميع أيضاً، هي أننا جميعاً، حكومةً ونواباً وقوى سياسية ومفكرين، لا ندري إلى أين تسير الأمور، ولا ندري على أي ميناء سترسو سفينة هذا الوطن المعطاء؟
لقد كثر في بلادي المنظرون وقل العاملون، وتعاظم الخائنون وتصاغر المخلصون، فأصبحت الكويت نهباً لكل طامع سواء كان هذا الطامع وزيراً، أو نائباً، أو متنفذاً، أو حتى مواطناً بسيطاً لا يؤدي أعماله بالأمانة والصدق.
بتنا اليوم نتلمس الأسى في نفوس الناس، ونلحظ اليأس في أعينهم جراء ما يدور حولهم من تخبط على أعلى المستويات وأقلها، فأصبح الجميع يردد متخوفاً: الكويت إلى أين؟ فلا الساسة يعرفون، ولا الشرعيون يدركون، ولا الأكاديميون يعلمون، ولا المثقفون مقنعون!
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: إذا ضيّعت الأمانة فانتظر الساعة. قيل وما إضاعتها؟ قال: إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة. وهنا مكمن الداء وبيت القصيد وسبب التراجع العام في البلد، فلا تكاد تلتفت يميناً، أو شمالاً إلا وتجد هذا المثال النبوي الشريف شاخصاً أمامك فما أكثر الذين وسّدت لهم الأمور وهم ليسوا لها بأهل، فأوصلونا إلى ما نحن عليه الآن من فوضى وحيرة وقلق وخوف على مصير الكويت وأهلها وأجيالها القادمة... وحسبنا الله ونعم الوكيل.
خارج النطاق
إن المبادئ كسرها لا يجبر!
فهيد الهيلم
[email protected]