د. وائل الحساوي / نسمات / متفائلون ولكن بشرط

1 يناير 1970 05:09 ص
«بحلول ثلاثينات القرن الحالي، ستستعيد دولة الكويت مكانتها كدولة رائدة على مستوى منطقة الخليج من جديد، وستكون المركز الرئيسي للتجارة الدولية والطاقة والخدمات في شمال الخليج، وبوابة للبلدان الشمالية النامية والشاسعة وما بعدها، وستستند قوتها على مجتمعها المتميز بتسامحه وتنوعه واقتصادها القوي والمتنوع الذي يقوده القطاع الخاص وأصحاب الخبرات الواسعة، وأفضل البنى التحتية التي تربطها بالبلدان المجاورة».

كانت هذه العبارة عنوانا رئيسيا «لرؤية الكويت 2035» التي شارك في اعدادها رئيس الوزراء البريطاني السابق «توني بلير» والتي لقيت من الاهتمام الواسع لدى الحكومة والمجلس وعامة الشعب، ولا شك ان روح التفاؤل التي احتوتها تلك العبارة تثلج الصدر وتبعث الأمل في نفوس ابناء الكويت الذين تحطمت معنوياتهم بسبب سياسة الصراع والشد والجذب التي استغرقت سنوات طويلة من أعمارنا، وتوقف عجلة التنمية حتى اصبح الناس يتساءلون إن كنا قادرين على استعادة المبادرة وإصلاح ما أفسدناه؟! وهل سنحلم يوما بالنهوض من ذلك السبات العميق؟

ومع ان فترة الـ 25 سنة المتبقية على الموعد المحدد في تصوري قصيرة جدا على تحقيق ذلك الطموح الكبير، لكن في قرارة نفسي اشعر بأن ذلك الحلم ممكن التحقيق بشرط ان نسحب البساط من تحت أولئك الذين ساهموا في إعاقة عجلة التقدم ووضع العصا في الدواليب، وإعطاء الفرصة لذلك الجيل الصاعد من الشباب الذين تزخر بهم الكويت وتسليمهم دفة السفينة لقيادة البلد نحو بر الأمان.

عندما قرأت قصة الشاب الكويتي الذي لقي التكريم من الرئيس الاميركي أوباما سألت نفسي: وماذا فعلنا لتكريم هذا الشاب في بلده واستغلال اختراعاته وطاقته؟ ولا أقصد تقديم جائزة او منحة له بل تسليمه الدفة ليقود البلد في مجال اختصاصه، وهكذا مع بقية المتميزين، لا أريد الحديث عن مئات الكويتيين الذين نبغوا في مجالات كثيرة وأحدثوا نقلة واسعة في العمل الاداري او الوزاري، ثم نالهم التهميش والطرد لأن بعض المسؤولين لم يرق لهم ما يفعلونه أو لأنهم كشفوا المستور من خبايا القيادات العليا او لسبب أبسط من كل ذلك وهو وقوعهم بين فئتين متصارعتين فكانوا هم ضحية الصراع.

أما حديث الرؤية عن القطاع الخاص وأصحاب الخبرات وقيادتهم لدفة البلد فهو حديث ذو شؤون ونحن نبصم عليه بالعشرة ولكن بشرط تقديم الضمانات بألا ينطبق علينا المثل «نسمع جعجعة ولا نرى طحنا»، وألا نتطلع الى عام 2035 بشغف وآمال لا تنقطع بينما نجد بأننا قد بعنا بيتنا وأثاثنا عام 2010 وجلسنا على قارعة الطريق ننتظر القطاع الخاص ليتصدق علينا!!





د. وائل الحساوي

[email protected]