حلقة نقاشية عن الأسرة... واختيار الزوج

1 يناير 1970 06:03 ص
| كتبت عفت سلام |

اختتمت مراقبة الدراسات الحرة في ادارة التنمية الاسرية في وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية حلقات نقاشية بعنوان (أسرتي أمانة) وهدفت إلى خلق تقارب أسري وشملت محاضرات كان منها واحدة بعنوان قواعد الاختيار الزوجي قدمها الدكتور ايوب الايوب وتحدث فيها الدكتور محمد رشيد العويد، مشيرا إلى الاسس التي تختار عليها الفتيات ازواجهن وهي المستوى العلمي والمادي والمهنة، كما لفت لاهمية وسامة الرجل كأحد شروط نجاح الزواج او فشله اضافة إلى موافقة الاهل التي تعد امرا مهما لاتمام زواج الفتاة.

من جانبها، قالت الدكتورة هيفاء عبدالسلام ان الدين الاسلامي وضع اسسا تمثل الاطار العام لتطبيع الافراد وتعليمهم مبادئ التعامل مع افراد الاسرة.

واضافت ان «مختلف المدارس والاطر النفسية سواء في مجال علم نفس النمو او التحليل النفسي وغيرها على انه لو تم وضع الاساس القوي السليم لشخصية الطفل خلال مرحلة الطفولة المبكرة يكون الطفل في هذه الحالة قادرا على مواجهة جميع ما يتعرض له ويواجهه من صعوبات ومشكلات وضغط خلال المراحل التالية، اما اذا كان هذا الاساس هشا ضعيفا محملا بصراعات ونقاط ضعف نتيجة لتعرضه للخبرات المؤلمة في الصغر فانه لن يستطيع مواجهة هذه الصعاب والضغوط وسيكشف خلال المراحل التالية من حياته عن مشكلات سلوكية واضطرابات انفعالية مرضية وفقا لمدى ضعف البناء النفسي وشدة الضغوط التي يتعرض لها الفرد.

وتابعت القول بان الحرمان من الحب والارتباط العاطفي النفسي هو في حقيقة الامر من اهم الاسباب وراء الحجم الاعظم من المشكلات السلوكية والاضطرابات النفسية التي تعاني منها المجتمعات المعاصرة، لذلك فالحاجة للحب والحنان واقامة علاقة امنة مطمئنة مبكرة بين الطفل وبين من يرعاه وهو ما يطلق عليه «الارتباط المبكر» منذ الصغر حاجة انسانية فطرية اساسية، لا يمكن اهمالها والا اضطربت الشخصية وأعيق نموها، لذلك يعتبر هذا الارتباط المبكر حجر الزاوية في الصحة النفسية للانسان.


قيم أخلاقية

ومن جانبه، قال وكيل وزارة العدل المساعد للشؤون القانونية بدر الزمانان ان الاسس الدينية والقيم الخلقية هي خير دعامة للاسرة الصالحة المتماسكة الامر الذي يلزمنا تعلم هذه الاسس وتعليمها ونشرها حتى يحصل المبتغى.

واضاف ان السعادة الزوجية تتحقق بالزواج المبكر والترغيب فيه حيث ورد في كتب السنة المطهرة ما يدل علي ذلك وله فوائد كثيرة منها غض الابصار وحفظ الفروج وحصول الراحة والطمأنينة والاستقرار النفسي.

وتابع ان من اهم مشكلات الزواج وصعوباته وانحلاله ناجم عن التسرع في اختيار الشريك او الشريكة دون بحث وتدقيق ولهذا حث الاسلام على حسن الاختيار الزوج للزوجة من ذوي الاخلاق والصلاح والدين والعفة.

واشار إلى ان الشعب الكويتي ورث عادات البادية وتقاليد القبيلة العربية وظهر ذلك في تقديرهم لعامل السن فالصغير يوقر الكبير والكبير يعطي قدرا من الاحترام والصدارة في المجالس.


علاقة الوالدين

ومن جانبه قال د. حمود القشعان ان شخصية الأطفال تحددها طبيعة العلاقة بين الوالدين اللذين يقومان برعاية الطفل، فكلما كان الوالدان متوافقين بعلاقتهما الزوجية، كلما ترعرع ونما الطفل بتلك الأسرة بشكل طبيعي، أما ان اختلت واضطربت العلاقة بين الزوجين الكافلين له فإن شخصية الأطفال تصبح على شكل قوالب محددة تشكلها طبيعة العلاقة الزوجية بين الكفيلين لذلك الطفل، هؤلاء الأطفال تزيد بينهم الاضطرابات الانفعالية والسلوكية مقارنة بأقرانهم، مثل السلوك العدواني والسرقة، وصعوبات التعلم، ووجد انه كلما كان التبني في سن متأخرة كلما كانت هذه الاضطرابات اكثر احتمالاً وأكثر شدة ولتشخيص مدى تأثر الطفل بطبيعة العلاقة الزوجية فما على المشرفة الاجتماعية الا ملاحظة ومقارنة مدى ظهور السمات التالية ومدى وجودها في شخصيات وتصرفات الطفل بتلك الأسرة.

اضاف ان اكبر الابناء سواء: كان ذكراً او انثى، تسمى بشخصية البطل ولكون موقع الطفل في هذه الشخصية الأول بين الابناء، فإن موقعه يفرض عليه مسؤولية الانابة عن الأب او عن الأم عند غيابهما، فهؤلاء الأطفال مسؤولون عن اخوانهم الصغار، وعليهم مسؤولية التصرف بحذر ليصبحوا قدوة لمن هم أصغر منهم سناً.


الأسرة الكويتية

وقالت مراقبة الدراسات الاسلامية منال الحمدان ان الاستقرار السياسي في الكويت انعكس ايجابياً على الأسرة الكويتية فكانوا ما قبل النفط يعملون بالتجارة تاركين اسرهم اشهرا ربما سنوات وهم يدركون انهم في حماية نظام اجتماعي وسياسي يتصف بالاستقرار وتوفير الحماية وبحكم علاقات اجتماعية متماسكة بين الأسرة الكويتية الكبيرة والعائلات الكويتية المختلفة تسودها الألفة والتعاون والتكاتف السائد بكل عفوية ونمط سلوك اجتماعي مصدره الدين الإسلامي والثقافة العربية.

وأشارت الحمدان إلى ان الضوابط والمعايير فيها الحزم في التنفيذ فندرك ان التفاعل داخل الأسرة كان اساسه في التدفق العاطفي والاندماج المتكامل، انعكس وتغير نتيجة للتغيرات في مرحلة ما بعد النفط فحدثت تغيرات اجتماعية واقتصادية فتغير نمط الحياة وانتشر التعليم والانفتاح التكنولويي المعرفي.

وأكدت الحمدان ان الأسرة هي وحدة قنائية في البيولوجيا والسيكولوجية فإذا كان الطفل ابن الانسان من الناحية البيولوجية فإنه في الوقت نفسه اي الإنسان من الناحية السيكولوجية فالدعامات والقواعد الأساسية التي ينبني عليها التنظيم العام لشخصيته الكبيرة انما يسير باتجاه واحد فقط من الأسر إلى الطفل.


النظرية السلوكية

ومن جانبها قالت د. سعاد البشر ان النظرية السلوكية ركزت على سلوكيات الأفراد التي تتشكل من خلال التأثيرات السلبية الواقعة عليهم من أسرهم، واحتكاكهم المباشر بهذه المشكلات، والارتباط الشرطي بين المواقف السلبية التي مروا بها وبين السلوك الذي قاموا به استجابة لتلك المواقف، وبتكرار التعرض لهذه المواقف السلبية يتكرر السلوك سواء الاندفاعي او الغاضب، وهذا بدوره يساعد على تشكيل اضطرابات الشخصية في المستقبل، ويدعم من بقاء الأسر المفككة.

وأضافت ويأتي المنظور الأسري ليفسر لنا اسباب وجود بعض السلوكيات غير السوية لدى الأفراد حيث يذكر كل من مارشال وسيرين ان المنظور الأسري عبارة عن مزيج من النظريات السلوكية ونظرية التعلم الاجتماعي ونظرية العلاقات الحسية، حيث يرى هذا المنظور ان التمزق الأسري والاضطهاد والإهمال والقسوة خلال فترة تربية الطفل من أهم العوامل المسببة لتطور ونمو اضطرابات الشخصية، فالتعرض لسوء المعاملة في الطفولة، سواء الجسدية او الجنسية، وفقر العلاقات مع الوالدين والأسرة يؤدي لزعزعة الثقة عند الطفل، ويؤثر على حياته في المستقبل، ويسبب سوء التوافق الاجتماعي والأسري.

وتابعت ان الأسرة هي المصدر الرئيس لتنمية الحب والاستقرار والأمان، كما قد تكون مصدراً للمشكلات التي تنمي الاضطرابات في المستقبل، ويؤدي سوء التنشئة الأسرية إلى فقدان الانتماء للأب كمصدر للسلطة او الأم كمصدر للحنان، مما يدفع بهذا الطفل للانتماء لجماعات منحرفة في المراهقة بحثا عن الاشباع العاطفي، ويرى ولبي ان بيئة الحرمان من الأم هي أحد أسباب الاضطرابات التي تظهر في المراهقة والرشد، حيث يعاني الفرد من صعوبة في التفكير المجرد بسبب سيطرة الذات والضمير على الواقع، كما ان النمط الوالدي السلبي والبيئة السلبية والأم التي تكثر من التأنيب، ولا تمنح الحب تجعل من هؤلاء الأبناء شخصيات مضطربة في المستقبل.


القراوي كرم المشاركين

في ملتقى «أسرتي أمانة»


قام وكيل وزارة الأوقاف المساعد للدراسات الإسلامية وشؤون القرآن الكريم والحج مطلق القراوي بتكريم المشاركين في ملتقى «اسرتي امانة» الذي تنظمه مراقبة الدراسات الحرة في ادارة التنمية الأسرية بحضور مديرة الادارة سعاد بوحمرا ومراقبة الدراسات الحرة منال الحمدان، حيث القى القراوي كلمة اشاد خلالها بإدارة التنمية الأسرية على المحاور التي تمت مناقشتها خلال فعاليات الملتقى، مؤكداً على اهمية دور الأسرة والاهتمام بها.