«كان تاجرنا الذي نتعامل معه في البيع والشراء عبدالله بن بادي»

عبدالله سلطان العتيبي: التحقت في السلك العسكري سنة 1958 ورقيت إلى رتبة ملازم سنة 1962

1 يناير 1970 07:28 م
إعداد : سعود الديحاني

مسالك الحياة كثيرة والدرب العسكري له حياته الخاصة وطرق تحصيله مغايرة لكثير من شعاب الرزق ضيفنا اليوم التحق في مصنع الرجال والجيش والقوة العسكرية فتدرج بالرتب العسكرية وعاصر كثيرا من الأزمات التي حدثت في الماضي يحدثنا عن ذكرياته وعن الوحدات التي عمل بها والدورات التي أنجزها احاديث شيقة وممتعة بتنوع مواضيعها اضف الصبغة التراثية عليها جو من عبق الماضي فلنترك له ذلك:

 

نحن أهل البادية كنا نقيض على العبدلية والعارضية وجليب الشيوخ والمناطق التي حولها، اما التجار الذين كنا نتعامل معهم في البيع والشراء فكان (حياة عبدالله بن بادي) والحريص بطحي المطيري، في منطقة العضيلية اما كبار السن فلم ادرك من كانوا يتعاملون معه، اما «سعدون الرويس» فكان في الديرة داخل عملي الوظيفي كان في الجيش وقد بدأته سنة 1958 والامر المعمول به في السابق ان تسجيل الجيش في الأمن العام وقد اتيت معي بورقة من معرف (خلف بن فلاح العتيبي) وهو «من الروقة من الدلابحة» وهو موجود في الفحيحيل وكذلك تزكية اخرى من «خلف بن هضيبان العتيبي من الجذعان» رحمه الله عضو مجلس الأمة السابق وقد حضر معي الى الأمن العام ووقع تلك التزكية بنفسه وذلك كان بعد ان انتهيت من الفحص الطبي وانا كنت في مقتبل العمر آنذاك، وسبب ذهابي الى السلك العسكري لأنها كانت مرغوبة في ذلك الزمان، وايضا ممن كانوا يعطون تزكيات (عبدالله بن بادي، ذعار بن بادي، ناصر الحمضان، ناصر العصيمي، ناصر الجبري، الدعيس) وهؤلاء وجهاء العتبان الذين كان يعطون التزكيات في الماضي.



الدورة

الدورة العسكرية التي اهلتني لهذه الحياة الجديدة كانت في منطقة (جيوان) وهي كانت في شهر 10 من سنة 1958.

اما المدربون الذين ادركتهم في ذلك الوقت وتولوا مهام تدريب دورتنا العسكرية اذكر منهم (غازي العرادة) «رحمه الله» ومدة دورتي كانت ثلاثة اشهر لا نخرج فيها بل نكون محجوزين في مكان التدريب، وحقيقة لم اجد صعوبة في هذا العمل لأنه كان عندي شوق في الحياة العسكرية وفينا روح الحماس نحو المستقبل وكل ما كان من تعب وشدة نتحمله ونتغلب عليه وايضا كان في سلك التدريب مدرب اسمه «محمود مطر» وكذلك «الحلو فياض».



التوزيع

عندما اتممت الدورة تم توزيعي في منطقة (جيوان) في قوة الحدود وكان آمرنا في ذلك الوقت «يعقوب البصارة» رحمه الله، الشيخ محمد صالح الصباح وهو كان ضابط المعسكر حين تسجيلنا والشيخ مبارك في ذلك الوقت نائب رئيس الاركان. وانا كنت في سرية المدرعات وهي يطلق عليها (مدرعات salisan).



صلاح الدين

بعد ايام عدة من التحاقي في قوة الحدود اتت مدرعات اطلق عليها (صلاح الدين) وعلى اثرها شكلت الكتائب والفصائل من جديد ونظم الجيش بوحدات جديدة وتم اختياري من ضمن الافراد الذين انتقلوا الى قوة مدرعات «صلاح الدين» وتحول اسم قوة الحدود الى اسم اللواء السادس، ويتألف من كتائب عدة وهو مهامه مهام الجيش وكانت تلك الايام نقله في الجيش الكويتي باستحداث الالوية الجديدة ومنها اللواء «35» وقوة المدفعية، ووحدات كثيرة وهذا كله كان نتيجة استقلال البلد سنة 1961.



أزمة

ازمة «عبدالكريم قاسم» جاءت ونحن في العمل ولم يكن لنا علم بالأمور السياسية لأننا كنا نواظب على العمل، لكن الذي اذكره اننا في الساعة 12 ليلا اطلقت صفارة الانذار وتحركنا بعدما جاءت الاوامر بإخراج المدرعات والاستعداد بالذخيرة ولما استعددنا وجهزت قوتنا خرجنا بعد ذلك من المعسكر الى منطقة العارضية وكانت عبارة عن ساحات خالية من السكان وادركنا نحن العسكر ان ثمة مشكلة قد حدثت حيث سمعت الاخبار وكان اول خبر طرق سمعي وهو خبر الاذاعة السعودية ان اي اعتداء على دولة الكويت هو اعتداء على المملكة العربية السعودية.

في الساعة العاشرة من صباح اليوم الثاني رجعنا الى المعسكر واستعددنا من جديد وتحركنا الساعة الثانية ظهرا الى الحدود الشمالية وعند مغيب الشمس وصلت القوات جميعا عند كيلو «60» عن الحد الشمالي.



الاجتماع

بعدما ربطنا في الحد الشمالي من الكويت اجتمع الشيخ صالح المحمد الصباح اللواء وهو في ذلك الوقت كان برتبة مقدم وهو كان نائب رئيس الاركان ونحن في الخط الاول، وذلك كان في وقت الغروب اجتمع بنا وانا كنت «برتبة جندي موكل مساعد امر سرية» وقد اخبرنا الشيخ صالح الصباح في هذا الاجتماع بأننا سنواجه هجوما من قبل العراق واخذ يشجعنا ويرفع من همتنا وقال إلا لم تروني امامكم في المقدمة فلا تفعلوا شيئا.



الأحوال

كان العجاج والاتربة والغبار وهواء السموم هو الجو الذي كنا مرابطين به على الخط الامامي في الحدود الشمالية حتى اسلحتنا والذخيرة كانت تغطيها تلك الاتربة المتطايرة وهذا يزيد من عملنا فالاسلحة نأخذها ونقوم بتفكيكها وتنظيفها لكي تكون على اهبة الاستعداد، ناهيك عن شدة الحر في وقت الظهيرة جميع الاوقات فهي كانت في وقت السموم والقيظ ولكن تشجيع الشيخين صالح ومبارك الصباح جعل همتنا وعزيمتنا عالية فهما رجلان شجاعان ويدفعان العسكر نحو الشجاعة، بعد اسبوع من المرابطة ومجيء القوات السعودية والطيران البريطاني فأول ما جاءنا كانت سرية وكانت بقيادة ضابط اسمه (عبدالرحمن الجعيد) وكانت تلك سرية صاعقة سعودية كانت مدة المرابطة والاستعداد للقتال (6 اشهر في ذلك الجو الصعب المليء بالغبار والاتربة وكان الوضع على ثلاثة خطوط كل خط يستبدل بالآخر.



الرجوع

بعد ازمة قاسم رجعت القوات الى ألويتها وانا دخلت دورة ضباط في لواء الخامس عشر وكان امره «وجيه المدني»، وقد استمرت دورة الضباط تلك عاما كاملا وهي دورة عسكرية كاملة دخلناها اول العام 1962 وتخرجنا العام 1963 والذين قاموا بتدريبنا وتأهيلنا مجموعة من الضباط الاكفاء من ضمنهم «وجيه مدني» بعد ذلك طلبنا في رئاسة الاركان وتمت ترقيتنا الى رتبة ملازم والذي قام بترقيتنا وتوزيع الرتب علينا وتخريجنا الشيخ صالح محمد الصباح - ومن الزملاء الذين كانوا معي بالدورة «عواض حزام المطيري» «مسلم فهد العجمي» «عجاب شمروخ العتيبي» صالح محمد الشمري، ثم عدت الى اللواء السادس بعد التخرج، وبعد عام رقيت الى رتبة ملازم اول.



الأميري

انتقلت الى الحرس الاميري في قصر الشعب وكان الامير هو «الشيخ عبدالله السالم» رحمه الله، وكانت مهامنا الرئيسية حراسة الامير وقصره والقيام بالمراسيم وواجبات الحرس الاميري معروفة واستمررت به الى العام 1973 ثم انتقلت الى اللواء 35 وهو اللواء المعروف باسم الشهيد (الدبابات) وموقعة كان في الجهراء ومهام هذا اللواء الاسناد فهو قوة دبابات.

وقد عاصرنا في هذا اللواء ازمة الصامتة وقد تحركنا في اليوم الاول جميع القوات والدبابات التي في المعسكر والساعة الواحدة ظهرا كانت القوة على اهبة الاستعداد الساعة الواحدة وفي الساعة الثامنة تحركت كتيبة للمعسكر وكان فيها اول رعيل فصيل دبابات وكان معهم الشيخ مبارك الصباح متقدم في اول فصيل حربي للدبابات في المواجهة. وانا كنت في تلك الايام برتبة رائد امر كتيبة، واستمرت المرابطة مدة طويلة ثم جاءت ازمة خط بارليف وحرب سورية.



الدورات

اخذت دورات تأهيل في الكويت امر فيصل وآمر سرايا، وكذلك في الاردن دورة لمدة ستة اشهر دورة تقدمية وآمار كتائب وكان ذلك العام 1974، وكان قبلي في تلك الدورة (عبدالله الخرافي، وبدر بروسلي، وجاسم شهاب) وكانوا هم ضباط اركان، اما انا فكان معي (خضير محمد، علي خليفوه، وعزيز عقيل) وهي دورة معلومات عامة وتدريبات وكنا نسكن في منطقة الزرقاء بالاردن، بعد الدورة رجعت للكويت وكنت آمر كتيبة واتممت عامين ثم تقاعدت العام 1976.



القراءة

تعلمت القراءة والكتابة من تلقاء نفسي لأني مهتم بهذا الجانب وكلما جئت الى احد من زملائي الذين يجيدون القراءة والكتابة كنت اتعلم منهم ثم بعد ذلك التحقت بمدرسة ببناية «جوهرة الخليج» ولأنني متمكن من اجادة القراءة والكتابة فقد ادخلوني الى الصف الاول المتوسط بعد اجراء اختبار قدرات لي وعرفوا مستواي كان خطى ممتازا وانا لم ادخل المدارس ولم اجلس بين يدي المعلمين.



الزواج

زواجي الأول عقد قراني على يد احد الشيوخ الموجودين بمنطقة الاحمدي العام 1959 وهذا الشيخ كان اسمه «الحازمي» اما زواجي الثاني كان العام 1983 وحقيقة ان العسكرية علمتني الرجولة بمعناها الشامل المتكامل والتحمل والمسؤولية ومعرفة الناس واحترامهم وكان هذا اهم شيء وكانت العسكرية هي مصنع الرجال وكان في الماضي من غضب على ابنه ذهب به الى العسكرية ليؤدبه.



عبدالله

الشيخ عبدالله المبارك رجل بطل ذا شخصية قوية وكان القائد العام ورئيس الطيران وله مكانته.



التقاعد

بعد التقاعد كانت لي اعمال تجارية فتحت اول مطعم في الفنطاس وهو مطعم (عوافي) وانا سكنت الفنطاس سنة 1965 وكنت قبلها في منطقة العضيلية ومنطقة خيطان وكذلك العقيلة واذكر من جيراني في منطقة العضيلية (سليمان الحريص وكان له دكان، وبوعلي الاسعدي العتيبي اخو صنيتان وناصر) وكنت مستأجرا لبيت لـ (مهنا بن صليب العدواني) اما اول راتب قبضته فكان 450 روبية.



الحج

اول حجة لي كانت العام 1956 ثم التي تليها كانت العام 1957، ولم يكن الحج مزدحما آنذاك فأذكر اني حججت بسيارتي ووقفت بها عند باب السلام ثم حججت في السبعينات بعد ذلك، اما اصدقائي الذين كانوا معي في العسكرية (غازي العرادة، عجاب شمروخ، ومحسن مسحل، راشد محمد العتيبي، ومرزوق سعد الرشيدي، صنهات رديني، محيل حجيل العتيبي رحمه الله) والحمد لله الاصدقاء كثيرون... وكان معي محمد العفاسي وثامر طواري وبدر بورسلي وثويني عايض وعلي المؤمن.



السالم

لما كنا عند الشيخ عبدالله السالم كان يجلس وقت ظهور الشمس من وسط البحر وهو يشاهدها من النافذة... وكان وقت العصر يتماشى بسيارته بلا حرس حتى يصل إلى الجهراء ويعود.



المرافقة

رافقت الشيخ صباح السالم يوم كنت في الحرس عند سفره إلى لبنان والعراق ومهمات رسمية مرافق عسكري وكان آمر الحرس الأميري الشيخ سالم الحمود وهو كبير المرافقين العسكريين... وكذلك ذهبت إلى البحرين وكنت مرافق الشيخ عيسى بن سلمان ورافقته في الكويت اسبوعا (مرافق عسكري) في سيارته الخاصة.



مازلت

مازلت اتذكر الشيخ مبارك عبدالله الجابر والشيخ صالح المحمد وافتخر بهما لما فيهما من شجاعة... وكذلك الشيخ فهد الأحمد.



الفنطاس

الفنطاس عادات زينة بعدما سكنت فيه سنة 1965 وخيرت بغيره من المناطق رفضت... لأن الفنطاس أهله طيبون وعاداتهم زينة وجيرتهم طيبة ولا فيه مشاكل... وجيران طيبين... وكان اذا جاء العيد تزاور الجميع ورفقة أهل الفنطاس حلوة وعرضة الفنطاس معروفة... وكان دكان بن حقان نشتري منه المواد التموينية.