سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / الغيث

1 يناير 1970 08:00 ص
طق يا مطر طق

بيتنا يديد ومرزامنا حديد

اهزوجة جميلة كان يرددها الاطفال عند نزول المطر قديما والجميع يستبشرون بهطول المطر كي يكون فاتحة خير واستشراق امل طيب ودائما يتفاءل الناس بالمطر فعندما يقدم عليهم احد يستبشرون به ويقولون:

اسفرت وانورت واستهللت وامطرت وذلك تفاءلا واستبشارا.

ونحن عزيزي القارئ عشنا اياما ممطرة في الاونة الاخيرة فماذا نتمنى عندما ينزل المطر؟

نتمنى ان تبلل قطرات المطر بعض القلوب القاسية لتصبح رحيمة ولا تكون متنافرة.

صدق الاديب:

وإذا القلوب تنافرت في ودها

مثل الزجاجة كسرها لايجبر

فليكن الخير بعضنا لبعض حتى يعم الصفاء في اوساط هذا المجتمع الطيب.

نتمنى ان تبلل هذه القطرات العقول والضمائر حتى تكون عقولا طيبة تفكر بالخطط التربوية الناهضة، والمشاريع الاقتصادية المجدية، والافكار الصحية المتقدمة، والمشاريع الاسكانية المتطورة، والخطط الاجتماعية النافعة التي تفضي إلى النماء والتنمية ونبذ الفرقة والتفرق حتى يسعد الوطن بأهله، والمواطنون كلهم يسعدون بديرتهم الحبيبة، ويقفون إعزازا وتكريما لعلمهم الذي يرفرف على ربوع وطنهم وهو ينبئ بما تفصح ألوانه من معاني الخير والازدهار والعزة والاباء.

وكلهم قلب واحد كقول الاديب:

تأبى الرماح اذا اجتمعنا تكسرا

واذا افترقنا تكسرت احادا

عزيزي القارئ نتمنى ان تنزل هذه القطرات على العيون حتى لا تنظر الا إلى المناظر الطيبة التي تدعو إلى الاشراق والازدهار وعلى الآذان حتى تستمع إلى كل كلمة طيبة فتخلد في القلب وتبتعد عن كل مفردة سيئة تبعث على التشتيت والتفريق والتباعد والتناحر والابتعاد.

عزيزي القارئ ما اجمل الغيث اذا نزل فانه يبعث على تلطيف الهواء وتنظيف البيئة.

فاننا نبتهل اذا ما نزلت قطرات المطر ان تنزل على الالسن فتنظفها من العبارات السيئة والكلمات البعيدة عما ورثناه من سمات هذا المجتمع الطيب فلينزل الغيث على القلوب والجوارح والافئدة جميعها فيجعلها قلبا واحدا ولسانا واحدا ويدا واحدة تعمل من اجل الوطن.

والغيث ينزل قطرا

ثم ينهمرُ





سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي