سكران يعتدي على طبيبة وطبيب يستقيل لتعرضه للضرب

1 يناير 1970 10:14 م
| كتب سلمان الغضوري |

استنكر وزير الصحة عبدالله الطويل حوادث الاعتداء المتكررة على الأطباء، والتي تجددت امس بالاعتداء على طبيبين، مؤكداً على انه بصدد اتخاذ اجراءات قانونية وادارية لحماية الأطباء، في وقت صرح فيه رئيس جمعية الأطباء الكويتية  الدكتور علي المكيمي  لـ «الراي» ان مسلسل الاعتداءات المتكرر على الاطباء لن يتوقف في ظل التهاون الواضح لوزارة الصحة في التعاطي مع هذه الظاهرة، وعدم تحركها بشكل فعال لوقف الأعمال التي تعتبر غير أخلاقية ودخيلة على مجتمعنا الكويتي.

وقال الوزير الطويل رداً على سؤال لـ «الراي» على هامش مشاركته في الاحتفال السنوي الأول لانطلاق مشروع «كان» لمكافحة مرض السرطان في فندق الشيراتون أمس ان «ظاهرة الاعتداء على الاطباء مرفوضة وجديدة على المجتمع الكويتي»، مضيفاً «ان يعتدي شخص على آخر اثناء تأدية واجبه أمر مرفوض وخصوصاً الاطباء الذين هم من يقرر اولوية المرض خصوصاً في حالات الحوادث»، مشيراً الى «اننا نعي ان كل شخص يأتي بمريض يكون منفعلاً يعتقد ان له الأولوية ولكن من يقرر الأولويات هو الطبيب الذي يعرف المرض وعلاجه، وظاهرة ان يتمادى بعض الاشخاص الى حد التطاول بالايدي على الاطباء مرفوضة».

وكشف الوزير الطويل الى انه «تم ابلاغ وزارة الداخلية بالأمر ومع الاسف عندنا الآن شرطة متواجدة في المستشفيات وفي عيادات الحوادث وسيتم إلقاء القبض على اي شخص يتطاول على اي طبيب او اي عامل في المستشفى ولن نسمح بهذا التوجه  الخطير جداً».

وأقر وزير الصحة بوجود «ضغوطات كبيرة على المستشفيات مع وجود أعداد كبيرة من المرضى مع قلة أعداد الأطباء واليد العاملة»، معتبرا ان «هذا لا يبرر التطاول على الطبيب كونه أمراً غير مقبول وسلوكاً غير أخلاقي»، مشيراً إلى ان «الوزارة نظراً لوجود هذه الضغوطات اتخذت قرارا بفتح المستوصفات من السابعة صباحا وحتى الثانية عشرة ليلاً للتخفيف من حدة هذه الضغوطات خصوصا الموسمية منها»، مؤكدا استمرار الاتصال مع وزارة الداخلية وآملاً أن تختفي هذه الظاهرة وإلا سنتخذ إجراءات أخرى.

من جانبه، أشار رئيس جمعية الأطباء الكويتية الدكتور علي المكيمي الى ان «اعداد الاطباء الذين يرفضون العمل في قسم الحوادث داخل المستشفيات في تزايد خوفاً من تعرضهم للضرب والاعتداء النفسي من ذوي المصابين».

وناشد المكيمي نواب الأمة بضرورة التفاعل مع هذه الظاهرة من خلال اصدار التشريعات والقوانين التي تحمي الاطباء وتردع المعتدين «مطالباً وزارة الداخلية بضرورة فرض رقابة أمنية مشددة على اقسام الحوادث الخاصة أوقات الليل على اعتبار ان أغلب الاعتداءات تحدث في تلك الفترة»، وشدد على ضرورة أن «يضع وزير الصحة عبدالله الطويل خطة اصلاحية تعمل على حماية الاطباء».

وتأتي هذه التصريحات من جانب المكيمي بعد تجدد الاعتداءات أمس على الاطباء من خلال حادثين... الأول شهده مستشفى الجهراء فجر أمس عندما تعرضت طبيبة للضرب على يد أحد المراجعين كان خارج نطاق التغطية بفعل خمور أذهبت عقله وقد سجلت قضية اعتداء جار التحقيق فيها.

أما الحادث الآخر فبطله طبيب يعمل في قسم الحوادث بمستشفى العدان تقدم باستقالته صباح أمس بعد ان اعتدى عليه مواطن اصطحب أخاه المصاب بجرح قطعي في الرأس جراء مشاجرة أصر على ادخاله بهوية طفل لم يتجاوز عمره السنوات الأربع، وبينما لم يعترض الطبيب عن اداء واجبه باسعاف المصاب، وطالب باتخاذ الاجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الحوادث بضرورة ابلاغ الجهات الأمنية... الأمر الذي لم يعجب شقيق المصاب ما دفعه للاعتداء على الطبيب بالضرب.