|منى عبدالباري حيدر|
قلـت للعـاذل لمـا جائنـــي
مـن طريـق النصح يبـدي ويعيـــد
أيهـا الناصـح فـي زعمـــه
لا تـزد نصحـا لمـن ليـس يـريــد
فــالـذي أنت لـه مستفتــح
مـا علـى استحسانه عنـدي مـزيــد
واذا نحـن تباينــا كـــــذا
فاستمـاع العــذل شيء لا يـفـيــد
لعلي احتار في أناس تسود وجوههم البراءة والحب، وتكون كلماتهم محفزة بحرقة في القلب على أحوال الآخرين، ريث أنه يسدي النصيحة، ولكن أمنيته في الحقيقة سوء النية، ان تغليف الوجوه فن وحبذا ان كان هناك تغليف المشاعر أيضا لما يتفنن به العاذل عند اسداء النصيحة، الحقود دوما يعيش في حالة مزرية من النيران التي تدمره لا تسعفه، محاولا القيام بدور المصلح الاجتماعي، الا أنه مدمر اجتماعي وساع في خراب ودمار الآخرين، لا محفز بل يداوم الى احباط واستنزاف من همة الآخرين وهؤلاء كثر بعد أن ساد المجتمعات مرض الحسد والغيرة أكثر مما كان عليه في السابق، وان كانت علامات البغض تظهر عند النجاح أو يسر حالة الطرف الآخر، من خلال نبرة الصوت، اصفرار الوجه، جحوض في العين، وان كانت تتوارى من خلال كلمات بريئة، اذاً لم الحسد؟ لم كره مشاهدة الآخرين سعداء؟ لم كره النجاح للآخرين؟ لم الندب على الحظ والسعي في مقارنة ذاتنا بالآخرين؟ أوليست الأرزاق موزعة من رب العالمين، والنجاح يكلله مثابرة وجهد، عند المقارنة والتقليد الأعمى لم لا نقارن ونقلد بشكل صحيح، هل وصلنا الى مرحلة في اهداء النصيحة بشكل خاطئ، فقط حتى لا يتميز الآخرون ويتفوقون علينا!
لو عمل الانسان بكل جهد في اخفاء سريرته من أجل الفرح للآخرين، فانها ستظهر ولو بعد حين لأن الوجوه لو مهما غلفت ببراءة الهدوء، فستصرخ ولو بعد حين دون سابق انذار وتكشف خفايا الأمور، أيضا لو مهما كانت سوء النية والتصرف بخبث مع الآخرين الا انها حقيقة لا يختلف اثنان عليها، فالتوفيق من عند الله وحده لا غير ذلك، والله الموفق.
كاتبة وفنانة تشكيلية
EMIL:
[email protected]