د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / بشاير العنزي في روضة «تاله»

1 يناير 1970 04:59 م
دخلت عليها الفصل كولي أمر، بعد أن سمعت عنها الكثير من خلال ابنتي سارا، فقد أسست نادي الموهوبين في روضة «تاله»، وأعدت منهجاً خاصاً للنادي، وصرفت على الأركان الخمسة للنادي من حر مالها، حيث ركن الإبداع، وركن القراءة والكتابة، وركن القصة الخيالية، وركن إدراك العلاقات، وركن العدد.

طبقت تلك (المرأة المبدعة) اختبارات عدة لاكتشاف واختيار الموهوبين، ومن ثم رعايتهم الرعاية المناسبة، من خلال دروس خاصة بهم، رغم أن ذلك العمل ليس مطلوباً منها، بل كانت المبادرة ذاتية، وكان العبء إضافياً.

أصرت تلك (المرأة الطموحة) أن تكون نموذجاً إيجابياً للمواطَنَة الحقة، فلم تكتف بالنقد والتحلطم على الأوضاع السائدة المحفزة على الإحباط أحياناً، ولم تفعل كبعض زميلاتها ممن يدفعن بالتلاميذ إلى الغياب، وتحذيرهم من الدوام، ليخلو لهن الجو للسوالف والحش وشاي الضحى، والريوق الجماعي، فقد عانت في البداية من تهميش ديناصورات وزارة التربية وموظفيها في المناطق التعليمية عندما تم تعيينها بعد حصولها على الماجستير التخصصي كإدارية في المنطقة التعليمية! ولكنها رفضت السلبية، ونفضت غبار الكسل، ورجعت للتدريس في رياض الأطفال وكأنها معلمة للمرة الأولى دون اعتبار للخبرة السابقة لها.

وهناك في روضة «تاله» بدأت تلك (المرأة المبادِرة) في إقناع مسؤولاتها، وخصوصاً المشرفة غنيمة العجمي، ومديرة الروضة الأستاذة عايشة المحمد، ومراقبة رياض الأطفال بمنطقة الجهراء التعليمية الأستاذة فريدة الفريح بفكرة نادي الموهوبين لرعاية الأطفال الفائقين، واللائي تحمسن لها أيضاً، ووفرن لها الدعم اللوجستي، كما وعدن بالمزيد من الدعم المادي مستقبلا في خطة السنة المقبلة.

إنها الأستاذة بشاير العنزي الحاصلة على درجة الماجستير في مجال التربية الخاصة (التفوق العقلي والموهبة) من جامعة الخليج العربي بدولة البحرين، وقد عانت ما عانت من ألوان الحسد من بعض المسؤولين إياهم، ولكنها أصرت على نقل ما تعلمته للآخرين، فبارك الله جهودها، وقيض لها من يدعمها، وأنا هنا أدعو مديرات رياض الأطفال والتوجيه العام لرياض الأطفال للاستفادة من تلك التجربة التي أرى فيها الكثير من الاستفادة، بدل حفلات الرقص التي لم يستفد منها أطفالنا غير الميوعة وهز الوِسط.





د.عبداللطيف الصريخ

مستشار في التنمية البشرية

[email protected]