أوراق شاعر...! / متعب التركي: الشعر دعوة مفتوحة للدهشة والسحر!

1 يناير 1970 04:54 ص
الشاعر الرائع متعب التركي... وأوراقه الأكثر إشراقاً في عالم الشعر.

أحد أبرز الأسماء وأجملها في كتابة القصيدة الشعبية، والذي تغلفه الأضواء أينما حل، حتى بعد أن ترك الشعر وابتعد عن الأضواء وصخب الإعلام الشعبي، إلا أنه مازال يفرض اسمه كنجم من الصعب جداً تكراره، ومازالت قصيدته هي الأبرز والأكثر حضورا في ليالي الشعر.

هنا متعب التركي وباقة مميزة من قصائده، لنتنفس الشعر بكل جماله وكماله...!





شموس الحبايب...



مدري البارحة ويش افتكرت وسرحت

هي طواري... أو ان هموم قلبي ثقال

هي طرت لي قديم الذكريات ولمحت

زول... والا الحكاية كل بوها خيال

هجن ركاب فكري بالمشاعر وصحت

من هو اللي تغافلني وفك العقال

ضقت والبال عمس ومنقلب فوق تحت

هي من شوي... يوم تفوح صفر الدلال

ودي أفرح ومن مبطي وانا ما فرحت

ودي ألقى عن شموس الحبايب ظلال

كم سنة عقب مركوز النهد ما فتحت

قلبي ولا عيوني للغلا والجمال

لو بغيت انتهز فرصات واجد ربحت

كانت أجمل فرص عمري تنادي تعال

ما هو بعيب لازليت والا... جنحت

من هو اللي بلغ فينا حدود الكمال

وانت ياللي على حدود المحبة نزحت

كل ما شد لك حيلي تشد الرحال

ما شكيتك لو اني من جفاك... انذبحت

وانت شف حكمة الخالق ذبحك الدلال

لا تقول انك بذاك التصرف مزحت

يوم سويت في هاك النهار احتفال

ليه تفهم غلط.... وش فيك لبعيد رحت

ما طلبتك تشيل الهم يا ابن الحلال

ما هجيتك... ولكني بعد ما مدحت

كل بوهن عقب هالعشرة اكبر محال

صاحبي... دام انا منك وعليك... انجرحت

لا تجيني على درب الخطا والخمال

تدري إني تحملت الكثير وسمحت

خابر ان التسامح من كريم الخصال

كم تغاضيت عن بعض الأمور وصفحت

ما دخلت بمتاهة عاشقين الجدال

كم زعلت وعلى شان الحبايب دمحت

قلت ابصبر عليهم والليالي طوال

ليتني من صواديف الزمان انتصحت

لكن الله... يهونها على كل حال

ما شغل بالي الا يوم افكر بنحت

القصايد واحفظها قلوب الرجال

قالوا إني بترويض القوافي نجحت

قلت... أجل كيف لو بزعل وأمس الحبال

لو تخوفت من درب الخطر ما فلحت

ما يهاب الصعاب إلا ردي العيال

عكس تيارهم شفني جزمت وسبحت

ما حرصت اني اترك للتراجع مجال

لو طموحي قريب من زمان استرحت

مير خابر محلي فوق روس الجبال





كيف انسرق



قالوا حبيبك يسمع الشعر - قلت ايه

يقرأه بعيوني قبل تسمعونه

لولاه حتى طاري الشعر ما أبيه

مير اكتبه من شان خاطر عيونه

هو روح شعري وامنياته وماضيه

جذع الشجر وش كان لولا غصونه

اكتب لغيره والقصايد تجي فيه

كن القصايد حالفه ماتخونه

هذاك لامنه زعل... قمت أهاديه

حتى وهو مخطي تعذرت دونه

يمكن لو انه يلمس الجرح بيديه

يستغرب ان اللي لمسها طعونه

أبطى وهو غايب وزلت حراويه

وانا من العام أتحرى مزونه

هو ما درى إني في غيابه محاتيه

ليته نشد عن حالي اللي يجونه

واقلبي اللي توه افلت عراويه

كيف انسرق... وضلوع صدري حصونه

عجزت أرده كن ماني براعيه

يوم انتثر شوقه وهاضت شجونه

يبسن عروقه لكن اللي يعزيه

إن أكثر العالم... تردد لحونه

خافو من الله... لا تجيبون طاريه

لا صرت أنا موجود... لا تذكرونه

لو كل غالي... جابه الله لغاليه

ما شفت لك مخلوق... تبكي عيونه





قبل أسافر وتنسى



قبل أسافر وتنسى... جيت اسلم عليك

جيت أبي عمري اللي اكتشفته غدا

ضاعت أجمل سنيني من عمايل يديك

أكذب إن قلت راحت لجل عينك فدا

فرصة العمر قالوا... لا غدت ما تجيك

جتني أكبر فرص عمري وراحت سدى

تدري اللي ذبحني قولتك ما أبيك

ما بقالي لثاري لو بغيته مدى

ما هقيت المشاعر كلها ترتجيك

قلها بالمفارق منهو اللي بدا

هاك دمعة عيون باكية تشتكيك

هاك ريح ضمير ما استراح وهدا

جرب الخوف مرة حس به يعتليك

ارفع الصوت ما تسمع لصوتك صدى

ما تناظر عيوني زول هذي وذيك

ولا يهز المسامع اسم ريم وهدى

قلت ما عادلي رغبة وشوفات فيك

قلت يا نفس طيبي يفرحون العدا

قلت عايف ونفسي بالخفا تشتهيك

عزة النفس تدري طيب ما هي ردا

خل عينك تهل دموعها وش عليك

انت خدك ورود ودمع عينك ندى





توديع الأحباب



توديع الأحباب مثل الموت له سكره

ادمى جروحي وشق الصدر «منيا»

والقلب طير ضلوعي الأدمي وكره

لا شاقه الطلع... لا سلم ولا حيا

مصير الأحزان تنساني وتفتكره

ما كل الأيام بيض وسمحة محيا

قل غيرها ما انت لا مجبر ولا مكره

لا صار ما هي غلا ما أبي لك حميا

لوفي يدي شي ما قلت الوعد بكره

حزّمت حدب الضلوع وقلت لك: هيا

ولو كل غالي يجي دايم على ذكره

ما صرت اشوفك هناك، وحبك هنيا

يا ليتني لا بغيت أكره قدرت أكره

ما كان قلبي ليا جيت اكرهك عيا

مادامك معيف رح، لكن على فكره!

ما قلت لي، ليه دمعك سال منيا