في ندوة «تداعيات استجواب وزير الإعلام» وصف النائب د. يوسف الزلزلة طريقة حديث زميله النائب د. فيصل المسلم بـ«الصراخ» الذي تحول إلى صوت خفيف مدعوم بعبارة «طال عمرك»... وهذا هو الثمن طال عمرك!
ما المشكلة إذا وهب الله الإنسان ملكة الكلام وصار مفوهاً بالفطرة كالنواب د. فيصل المسلم، ومسلم البراك الأسطورة؟
ففي الأنماط القيادية هناك نمط القائد الفاتن الساحر الجذاب بكاريزما قيادية توهب له دون غيره، وكم من قائد أثرت طريقة حديثه الفاتنة في نفوس متلقيها ممن تتشابه كيمياؤهم الشخصية مع ذلك القائد.
و«الصراخ» الذي وصف به النائب د. فيصل المسلم في غير محله وقد تجاوز «شيم الرجال» فالموضوع كان حول استجواب وزير الإعلام، وما الزج بهذا الوصف إلا رغبة في الخروج من تلك التداعيات محل النقاش... وهذا هو الثمن طال عمرك!
وكثرة الاستجوابات مؤشر على عدم رضا مقدمها من الوزير المستجوب، ولو كانت هناك قواعد محايدة للتقييم لما كان هناك دور لمسلم البراك الأسطورة التي من الصعب تكرارها تحت قبة البرلمان، فبو حمود حينما يتحدث يجعلك وبشكل تلقائي تنصت له وتجد حاسة السمع لديك مغلقة مركزة على المفردات التي يصدرها، وقد لا تعجب البعض لاختلاف الأيديولوجيات إلا انها تبقى سمة ميزت البراك عن غيره كما أشرنا في بداية المقال.
«شيم الرجال» ملزمة للرجال في معترك سياسي يختلف فيه الأفراد وتجتمع الكتل وكل حسب منظوره وقناعته التي قد تشكل المصلحة غاية تبرر ما لا يمكن تبريره في ظل عدم توافر الأولويات والقواعد المحايدة لتقييم أي موضوع مطروح للنقاش... إنها المسطرة فإن كانت غير مستوية منسجمة في غالب واحد، تظل المسألة في فلك الانفرادية التي لا تخلو من تأثير هوى الأنفس، وبالتالي يغيب العمل الجماعي ونعتقد هنا أن سبب تدني مستوى الإنتاجية يعود لتفشي منهج الانفرادية في العمل المدعوم بأثر الأولويات الغائبة.
والصوت الخافت لا يعني انعدام الصفة القيادية من المتصف بها ولكن يختلف كل وضع عن الوضع الآخر، فهناك قاعدة من الجماهير لا تحب الصوت الجهوري ولكن الأغلب في معظم الأوضاع التي يجتمع فيها القائد بجموع الجماهير يتميز صاحب الصوت العالي «المحترم» والذي يراعي «شيم الرجال» من خلال الكاريزما التي وهبها الله له دون سواه.
هذه هي القيم التي جبلنا عليها ولن نتأثر في جوانب «الغمز» و«اللمز» وتقديم الاستجوابات حق أصيل للنائب وإن تغيرت نبرات صوته... وسياسة «اليد اللي ما تقدر عليها صافحها» غير معيبة لمتبعها!
وعليه، نرجو أن يبتعد الأخوة نواب ووزراء عن حساسية الاستجوابات وتداعياتها لأن ثقافة المتابع في حقبة الزمن الحالية تختلف عما مضى من عقود ويبقى «أدب الحوار» مطلباً ضرورياً أما خفض نبرات الصوت فهو توجه صعب على المتميزين بسمة الكاريزما العمل بها... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]< p>