«بروفة جنرال» نموذج صارخ عن «البروفة» العامة ... تنقل المشاهد إلى ما وراء الكواليس

1 يناير 1970 07:17 م
| متابعة - إيلي خير الله |















إنهم مجموعة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين التاسعة عشرة والعشرين عاماً.يتحضرون بجهد وحماسة لا تقاس لمنافسة الأعمال المسرحية المشاركة في مهرجان الخرافي المسرحي.فكرتهم مبتكرة فهم سيقدّمون بروفة وليس عرضاً مسرحياً إذ يبدو أن البروفات لن تنتهي أبداً في هذا العمل حتى حفلة العرض ستكون بروفة ايضاً...

في المسرح حيث يعملون كخلية من النحل التقيناهم، تعرّفنا إليهم ودارت بيننا حوارات مقتضبة ننقلها عليكم بكثير من الآمانة.


منصور المنصور: إنها بروفة جنرال فعلاً وليست عملاً نهائياً

 مخرج وممثل في آن واحد، انتماؤه إلى أسرة فنية أكسبه خبرات المخضرمين وهو في ريعان الشباب... بعفوية مطلقة تحدثنا وكانت هذه الدردشة:

• هلا عرفتنا عن نفسك قليلاً و كيفية اتجاهك إلى عالم التمثيل؟

- لقد دخلت مجال التمثيل منذ أن كنت في الثامنة من عمري وكان لي احتكاك على مدى 12 عاماً بكبار المخرجين والمؤلفين والممثلين.يكفي أنني تتلمذت على يد عمي الراحل الكبير عبد العزيز المنصور وعايشت اساتذة كسعاد العبدالله والدكتور حسن الخليل .كما انني امضيت سنوات طوال من عمري برفقة عمي  منصور المنصور رائد مسرح الطفل في الخليج العربي فكنت أراقبه وأتعلم منه ويسعني القول إنني ولدت على خشبة ذاك المسرح.

• وهل لقيت تشجيعاً من الأهل للاستمرار في هذا المجال؟

- لا... لقد عارضوا الفكرة في البداية لكن حين تبين لهم ان الموهبة مترسخة في عروقي كالدماء لم يكن امامهم سوى مساندتي للاستمرار.

• وهل هي المرة الأولى التي تدخل فيها مهرجان الخرافي؟

- لا... إنها المشاركة الثانية بالنسبة لي في مهرجان الخرافي فقد شاركت العام الماضي كمخرج لعمل بعنوان «الوجه الآخر»  إضافة إلى تجارب أخرى متعددة في أعمال تلفزيونية ومسرحية وسينمائية.

• هل سبق أن تعاونت مع ممثلي «بروفة جنرال» سابقاً أم إنه التعاون الأول؟

- لا لقد شارك معي فقط حمد اشكناني في العام الماضي أما بالنسبة إلى الآخرين فلم يسبق لي أن عملت معهم من قبل.

• هل من أخطاء ارتكبت في المشاركة الأولى حاولت أن تتحاشى الوقوع بها هذا العام؟

- كل يوم يمضي من عمري يكسبني درساً جديداً أتعلمه وهذا لا يتوقف فقط على مشاركتي في مهرجان الخرافي بل إنه مبدأ لدي في الحياة.

• هل تتوقع ان تحصد «بروفة جنرال» أي جوائز وأن تنافس الأعمال الأخرى المشاركة؟

- برأيي إن الجائزة ليست سوى حافزٍ للسير إلى الأمام لكن لا يمكننا اعتبارها تقييماً أو تقديراً. إن مجرّد المشاركة في مهرجان الخرافي هي جائزة كبرى لكن هذا لا يعني أنني سعيت للمشاركة فقط بل سيكون هذا العمل في تنافس قوي مع سواه من المسرحيات .

• ما الذي يميز «بروفة جنرال» عن سواه من الأعمال المشاركة؟

- ميزته الأساسية أنني أشعر به وقد لامسنا النص في العمق أنا ومحمد الخشاوي.إنه يعالج مشاكل الكويتيين ورسالته مفادها أن نصلح أنفسنا قبل التطرق إلى قضايا الآخرين.نحن نواجه خطراً كبيراً بإمكانية اندثار الكويت ولن أضيف المزيد كي لا تُحرق الفكرة.

• كيف تصف التعاون مع هذا الفيلق من المسرحيين الذين في مثل سنك؟

- إن المسألة تكمن في تلقين الشباب كيفية أداء البروفة .والمسرحية ستكون أشبه ببروفة جنرال وليس عملاً نهائياً كما يحصل في المعتاد وهنا وجه الغرابة.

• ألا تخشى من ردود فعل سلبية؟

- قد يجد البعض أن ما نفعله ليس صحيحاً لكن من وجهة نظري لا يسعنا التحدث بهذا المنطق عند التداول في الأعمال المسرحية.

• هل من مفاجآت أخرى تبوح لنا بها؟

- سترون عبد الرحمن السلمان يحلّق في الفضاء وحمد أشكناني سيتجه كالصاروخ من اليمين إلى اليسار.


محمد  الخشاوي: مللنا من النصوص المأخوذة عن قصص عالمية

مؤلف شاب ومخرج منفّذ أيضاً فقد تقاسم هو ومنصور المنصور كل شيء.عمل في الصحافة وها هو يتجه نحو التأليف المسرحي ومن هنا كان السؤال:

• كيف ولدت فكرة المشاركة في مهرجان الخرافي؟

- عرض عليّ صديقي منصور فكرة أن نتشارك معاً في كتابة نص مسرحي نخوض من خلاله مسابقة مهرجان الخرافي وأن نعمل معاً على إخراجه فرحبّت بالأمر.وهكذا رسمنا الأبعاد الإخراجية للعمل عند كتابة النص وتوصلنا في النهاية إلى إنجاز «بروفة جنرال».

• هل هذه المرة الأولى التي تعمد فيها إلى كتابة نصٍ مسرحي؟

- أجل هذه هي تجربتي الأولى وإن شاء الله أمامنا طريق طويل.

• ما الفكرة العامة التي تعالجها المسرحية؟

- إنه نص محبك يحوي إسقاطات سياسية على واقعنا بشيء من العمق. لقد مللنا من النصوص التي يتم تناولها في المهرجانات المستوحاة من نصوص قديمة مأخوذة عن قصص عالمية فيعمدون إلى ترجمتها أو تعريبها.. لذا فكرنا بطرح نص من نوع آخر يسهل فهمه من قبل جميع الفئات الثقافية والاجتماعية وليس موجهاً إلى جمهور المسرح الأكاديمي دون سواه.

• ما ميزة مسرحيتكم إذاً؟

- «بروفة جنرال» أشبه بمسارح متعددة على مسرح واحد فهي مزيج من المسرح الملحمي والواقعي وسواه..إنها أفكار معدّلة من مسرحيتي أغاممنون لسخيليوس والملك لير ممزوجة بإسقاطات سياسية تتطرق الى  واقع حال الكويت التي تعجز عن مواكبة التطور المشهود في جميع أصقاع العالم.

• ما شعورك حيال منافسة أعمال مسرحية ضخمة تشارك في المهرجان؟

- نحن لا نلهث سعياً لمنافسة الآخرين وانتزاع الجوائز .فجلّ ما نطمح له هو إيصال الرسالة المتوخاة من هذا العمل.

• كم تطول مدة العرض؟

- قرابة الـ45 دقيقة.


منال الجارالله: لا بأس بهذا الدور كونها مشاركتي الأولى

- كانت تجلس وحيدة في قاعة المسرح تعاود قراءة السكريبت لحفظه جيّدا عن ظهر قلب.في التاسعة عشرة من عمرها ،هي الصبية الوحيدة في العمل.بعد السلام كان هذا الكلام

• ما دورك تحديداً في مسرحية «بروفة جنرال»؟

- أؤدي دور كمنسترا زوجة أغاممنون التي تخونه مع عشيق لها.

• هل هذه هي تجربتك الأولى في عملٍ مسرحي؟

- لقد سبق أن شاركت في مهرجان الشباب ضمن مسرحية بعنوان «سارة». لكنها المرة الأولى ضمن مهرجان الخرافي.

• هل تعطلتم عن الدراسة نظراً لانهماككم في التحضير للمهرجان؟

- لا... فقد استفدنا من عطلة نصف السنة أما سابقاً فبلا لأننا كنا نجري الاختبارات في المعهد.

• هل أنت راضية عن الدور الذي أسند لك أم كنت تطمحين لإطلالة أخرى؟

- صحيح أن المساحة المعطاة لهذا الدور ليست كبيرة جداً لكن كمشاركة أولى لابأس بذلك لا سيّما أن المسرحية تطرق الى واقع ملموس نعيشه يومياً.

• كون الممثلين من الجيل الفتي فهل تظنين أن هذا العنصر سيجذب الجمهور الشاب لمشاهدة العمل؟

- لا شك في ذلك .كما أن القضية التي تعالجها المسرحية تلامس الأعمار والأجناس.


حمد أشكناني: أخرجت من ذهني هموم الجوائز

أثناء رؤية البروفات لا يسعك الا أن تلاحظ تميّز حمد أشكناني.كلامه مليء بالحركة كطبعه تماماً.ومعه كان هذا الحديث الخاطف

• ماذا تخبرنا عن دورك في العمل؟

- إنها مجموعة من الكاراكتيرات التي لم يعهدني بها الجمهور من قبل.وأتمنى أن أوفق في التنقّل بين هذه الشخصيات الشديدة التنوع والتي تتطلب جهداً كبيراً للتغيير في الصوت وحركة الجسد وردود الفعل.

• في إطلالتك الثانية هذا العام على خشبة الخرافي هل تتوقع أي تغيير عن السنة الماضية؟

- في العام الماضي لم أنل جائزة لكن صعود الجمهور إلى المسرح لأداء التحية لي اعتبرته أكبر مكافأة حصلت عليها. اصارحك أنني هذا العام دخلت المباراة براحة نفسية مطلقة لأنني أخرجت من ذهني هموم الجوائز وقررت أن أستمتع بأداء الأدوار الموكلة إلي على أكمل وجه. أضف إلى أن المسرحية كوميدية الطابع فلا مجال لأي إحساس بالضغط.


عبد الرحمن السلمان: سأتوجه في ما بعد إلى التلفزيون

طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية .يخوض هذه التجربة إلى جانب أترابه إيماناً منه بأهمية البروز من خلال المسرح.وقد بادرناه بالقول:

• حدثنا بإيجاز عن دورك في العمل؟

- أقدّم خمسة كاركتيرات متباعدة عن بعضها تماماً من حيث الأداء والتمثيل

• هذه مشاركتك الأولى في مهرجان الخرافي؟

- نعم إنها أول مشاركة في هذا المهرجان لكن سبق وشاركت في مهرجانات سابقة وعودتي هذه السنة إلى خشبة المسرح تتم بعد 5 سنوات من الغياب.

• بين المسرح والسينما والتلفزيون أين تشعر بمتعة العمل أكثر؟

- حالياً سأعمل في مجال التمثيل المسرحي تطابقاً مع دراستي لكن أحبّذ مستقبلاً العمل التلفزيوني فنحن نعيش عصر التلفزيون.

• أي جمهور ستخاطب «بروفة جنرال»؟

- أظن انها موجهة إلى جميع الفئات فهي تنتمي إلى فئتي المسرح النوعي والجماهيري في آنٍ معاً.


يعقوب بولند: الأقرب إلى قلبي هو محمد الخشاوي

يؤمن بضرورة التكاتف وتضافر الجهود لإنجاح العمل المسرحي الجماعي .يهدف إلى كسب إعجاب الجمهور والنقاد.ومعه كان مسك الختام

• ما دورك في العمل؟

أؤدي شخصية أغاممنون زوج منال الجارالله.

• هل سبق لك المشاركة في هذا المهرجان؟

- أجل عملت سابقاً كإداري إنها المرة الأولى التي أؤدي فيها دوراً مسرحياً في هذا المهرجان  لكن سبق أن شاركت كممثل في المهرجان المحلي.

• هل تشعر بأن المشاركة في هذا المهرجان ستضيف لك شيئاً؟

- لا ريب أن المشاركة في المهرجان هي أمنية كل طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية أو ممن يهوون التمثيل إذ ثمة الكثير من الممثلين الذين أشتهروا إثر المشاركة في المهرجانات كمهرجان محمد عبد المحسن الخرافي او المهرجان المحلي أو مهرجان الشباب فهذه التجربة قد تصنع فناناً وترسّخ اسمه في أذهان الناس.

• هل تخشى الفشل أو عدم وصول الشخصية إلى قلب المتفرّج؟

- دعني أقول لك شيئاً.. إن الاستمرار في تقديم ما هو أفضل لا بد أن يوصلك إلى تحقيق الهدف المنشود.قد لا تنال رضيا الجمهور في عملٍ ما لكن ربما في مشاركة أخرى تحظى بإعجابهم.لا يسعنا الإنكار أن دخول المهرجان يعني الخضوع لاختبار قاسٍ لجميع أعضاء فريق العمل.

• بين زملائك المشاركين في العمل من تشعر أنك أكثر انسجاماً معه؟

- كلهم خير وبركة لكن الأقرب إلى قلبي هو مؤلف العمل محمد الخشاوي فكنت أستشيره في امور متعددة متعلقة بالدور إضافة إلى استشارة زملائي أيضاً.. فنحن هدفنا الأول والأخير أن نقدّم عملاً جماعياً.


مشهد من البروفات