قريبا سيكون لدينا اكبر كمية محامين في العالم، وبإمكاننا تصديرهم الى الخارج مع براميل النفط، ليدافعوا عن المتهمين حول العالم، ويحولون براءتهم الى اعدامات بالجملة، هذا بعد حصولنا على لقب اكثر الشعوب العالم «دكترة» و«فنتكة» في التخصصات المختلفة، ومع هذا لا اعلم سبب تصنيفنا ضمن الشعوب المتخلفة!
تبا لهم كيف نكون متخلفين، ولدينا الاف المهندسين، الذين اخذو شهاداتهم من الجامعات في «الصعيد الجواني»، لم يحفظ خريجها حتى اسم الجامعة، ومع ذلك يصبح مهندسا، ويخطط للبلد، ويصبح عضوا في جمعية المهندسين! وينافس من تعب لسنوات في جامعة الكويت متحملا عقد اساتذتها، ومن اغترب باحثا عن العلم!
سحقا لهم كيف متخلفون، ونحن لدينا اطباء يقومون بكل شيء، دكتور اشعة يقوم بعمليات التصلب العصبي، دكتور انف يقوم بعمليات التجميل، طبيب اسنان يقوم بجراحة القلب... كله ماشي..!
بلد غريب عجيب لايهم كثيرا ان تتعب نفسك لتصل الى ما تريد، ولا داعي ان تدرس وتتعلم لتصبح متخصصا في مجالك...! لا يوجد هناك داع لدراسة الحقوق حتى تصبح محاميا، بإمكانك فقط ان تسجل انك في كلية الحقوق!
البلد يسير مترنحا، على هذا الطريق، وقصة الجامعات اللبنانية خير شاهد على الجريمة، والتهمة ثابتة، والادلة قاطعة، والحكومة مشاركة في الجريمة، والنواب مشجعون عليها... ودماء الجريمة تلطخ بشوتة! تجول في البلد ولاحظ، عند كل صالون تجميل تجد صالون محاماة، وليس بعيدا ان «يقوم المحامي بعدها بعميلة تجميل لانفه وخدوده واسنانه...»، بعد ان تم تشويه المهنة على ايديهم وارجلهم!
في اميركا يخوض المتخرج من اكبر كليات الحقوق دورات تدريبية مرهقة، واختبارات صعبة بعد تخرجه..! فقط ليحصل على رخصة لممارسة المحاماة، اما نحن فيكفي ان يحضر ورقة من اي ديسكو في العالم ويصبح خريجاً، ويرز صوره في الصحف والجرائد منافسا صور الممثلات... صور تنذر بأن البلد أمام كارثة وبلاء عظيم، عندما يكون حماة القانون هم قتلتها!
مقولة منتشرة يرددها الشباب الذين يتغربون ويسهرون طلبا للعلا، لا طلبا للمتعة في الديسكوات، وقالها لي احدهم «نتغرب، ونتعب، وندرس، ونتعلم، ونتخصص ونعود حاملين شهاداتنا، لنجد صاحب شهادة مزدوجة التزوير رئيسا علينا...»!
الحديث طويل جدا... فمن يسمع!
***
نبارك للشعب الكويتي، وللحكومة، والمجلس، والبلدي، وهيئة الشباب، ومحافظة حولي، وجمعية الفروانية، ومخفر خيطان، ودوار العظام، وشارع تونس، وجسر الجامعة، ومصفاة الشعيبة... فوزنا بشاعر المليون، وهي مسابقة يقولون فيها شعرا شعبياً، ومن يفوز بالمركز الاول، يحصل على 1.36 مليون دولار تقريبا، وعلم احمر... وهي نفس مقدار المكافأة، التي يحصل عليها الفائزون بجوائز «نوبل»!
جعفر رجب
[email protected]