ضوء / سعدية مفرح ومحمد النبهان يتألقان شعراً في جامعة الخليج
1 يناير 1970
04:34 ص
|كتب حسن الفرطوسي|
أحيا كل من الشاعرة سعدية مفرح والشاعر محمد النبهان أمسية شعرية، أقامتها اللجنة الثقافية في قسم العلوم الإنسانية بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا، وذلك بمناسبة تكريم الطلبة الفائزين بمسابقة الشعر والقصة. قدمها الباحث الدكتور أيمن بكر. وحضر الأمسية عدد كبير من أساتذة الجامعة والطلبة وذويهم.
وبدأت الأمسية بتقديم من الدكتور أيمن بكر الذي رحب بالشاعرين الضيفين معرفا إياهما بما يليق ببرعمين شعريين رفدا فضاءات الساحة الأدبية بأجمل الشعر وأعمقه، ليدعو بعد ذلك رئيس قسم العلوم الإنسانية، الدكتور محمد حسنين ليقدم جوائز الفائزين في المسابقة، حيث جاء الطالب يوسف عدنان مصطفى في المركز الأول في مسابقة الشعر، بينما حازت الطالبة ريم الزعابي المركز الثاني عن قصيدتها «بنت أسير شهيد»، أما في مجال القصة فقد جاءت الطالبة هبة محمد الزواهرة في المركز الأول عن قصة «بين نكرة ومعرفة»، وحصل الطالب سعد مالك على المركز الثاني في القصة.
وفي توطئة جميلة حول رؤيتها إلى المتنبي شاعرا وإنسانا، بدأت الشاعرة سعدية مفرح ورقتها، والتي قالت فيها «لغة الشاعر معرفة وأداة معرفة، وله فيها مآرب أخرى، سادرا في جبروته الملهم، قالها المتنبي في بيت لم يرد له ان يكون في حقيبة الحكم الرصينة التي يعلقها على كتب شعريته، يغرف منها كلما قابلتها في الطريق قصيدة جديدة، قالها منتشيا بذلك الجبروت الغاضب الجميل وكأنه يقرر حقيقته الأبدية، شاعراً، شاعراً.. يقول المتنبي: أنام ملء جفوني عن شواربها ويسهر الخلق جراها ويختصم.. ونام المتنبي، نام ملء جفونه عن شواربها ولكنه لم ينم في المطلق.. هو الذي مات مقتولا وحيدا شريدا مجردا من اطمئنانه الشاعري الأخير باحثا عن خلاص بغير أداة سوى الشعر، وأي شعر؟ نام المتنبي ام لم ينم فتلك قضية أخرى لعل استقصاءها لا يؤدي سوى إلى المزيد من الدلائل على نزق الشاعر، أي شاعر بالمطلق».
واسترسلت الشاعرة في قراءتها حول ثنائية السيف والقلم عند المتنبي قائلة «صحيح أن الخيل والليل والبيداء والسيف والرمح تعرف الشاعر وتألفه كما يليق بمن يموت في فضاء الحقيقة وصحراء الوحشة، محاربا، مقاتلا، شرسا في ذهابه الى النهاية مصداق لمقولاته الشعرية، لكن الصحيح قبل هذا أن القرطاس والقلم، حيث كون اللغة وأدوات الاحتفاظ بها في تداولها البشري بين الآخرين هي معرفة الشاعر الأولى ووسيلة هذه المعرفة وتعريفها للآخرين، اللغة إذاً مآرب الشاعر الأخرى فيها، هي القضية يسهر الخلق جراها ويختصم، أي حكمة أيها الشاعر؟».
وحينما انتقلت ناصية القول إلى الشاعر المبدع محمد النبهان، قرأ مقاطع من قصيدة طويلة بمدخل كان بعنوان «مدينة أولى» قال فيها:
«قلت لي والبحر أزرق
والمدينة لم تفق بعد
المدينة عانس
تهوى الكلام الجانبي وفترات الليل
تخبط حلمها بجداره
وقدّه طولا وعرضا أو تنام إلى الظهيرة
المدينة لم تزل تلك المدينة».
ثم أكمل النبهان قراءة مقاطع أخرى من قصيدة «سمراء من أقصى المدينة».
وكان للشعر سطوته في أن يتنقل بين الشاعرين بانسيابية ساحرة كحكائية باطنية بين الحضور والغياب، حيث عاد البوح شعرا الى الشاعرة سعدية مفرح التي قرأت مقاطع من قصيدة «تواضعت أحلامي كثيراً»، حيث قالت:
أريد أن اصرخ كل صرختي من دون ان انتظر سؤالاً ما
أريد أن أتخلص من كل ما يعيق دمعتي عن هدفها المؤجل
أو نقطتها الأخيرة على السطر
وفي ختام الأمسية شكر مقدم الأمسية الدكتور أيمن بكر جميع الحضور، وشكر اللجنة الثقافية في قسم العلوم الإنسانية في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا، كما تم تكريم الشاعرين بدرعين تذكارتين.