نحن نرحب بزيارة رئيس الولايات المتحدة إلى الكويت، إذ لا ننسى مواقف بلاده بتحرير وطننا من الغزاة الظالمين. فنحن مع الولايات المتحدة في رفض الإرهاب وقتاله وحصاره، ونحن مع الولايات المتحدة المضروبة بالإرهاب، والتي سقط فيها الضحايا، لأننا أيضاً ضربنا الإرهاب وسقط فينا ضحايا. ومن هنا فإن من حق أميركا الدفاع عن نفسها وضرب الجناة بعد التحقيق، والكويت والدول العربية تساند الحق الأميركي في هذا بشرط تلافي ضرب المدنيين.
ونحن حين ندعو إلى عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب واستئصاله ومعاقبة الدول العظمى التي تكيل بمكيالين تحت مظلة الأمم المتحدة، فإننا بذلك نضع القضية كلها داخل إطار الشرعية الدولية، حتى لا تخرج على الإجماع دولة واحدة تؤوي في ما بعد إرهابياً واحداً...وهنا لا بد أن نضع تعريفات محددة لماهية الإرهاب وأن نفرق بينه وبين حركات التحرر الوطني فلا تُسمى الانتفاضة مثلاً بأنها عمل إرهابي، في حين أن تسميتها الحقيقية هي أنها حركة تحرر وطني أو حرب تحرير وطنية، وليست إرهاباً بالمقاييس كلها...
وضروري جداً أن نسأل في حال ما إذا تم عقد هذا المؤتمر الدولي عن أسباب ظاهرة الإرهاب، وأن نتتبعها من منبعها إلى مجراها، إلى مصبها، فنعالج الأسباب ونطهر المجرى ونحمي المصب...أما ضرب الأبرياء وحجز المسجونين الضعفاء في معتقل غونتانامو، فهو جريمه لا تقل فظاعة عن جريمة ضرب مبنى التجارة العالمي في نيويورك، وسنكتشف في المؤتمر، الذي نطالب به، أن اختفاء العدالة والكيل بمكيالين في السياسة العالمية واستشراء الغنى والاستغلال في جانب والفقر والمجاعة في جانب آخر، واستشراء التحيز في جانب والظلم والتمييز في جانب آخر، هي بعض أسباب الإرهاب.
فيصل فالح السبيعي
محامٍ ومستشار قانوني بجمعية الصحافيين