لغة الأشياء / للحياة أكثر من معنى!

1 يناير 1970 11:50 ص
| باسمة العنزي |

أنت... نعم أنت! توقف قليلا قبل أن تكمل قراءتك للسطور التالية، عليك أن تعرف منذ البداية شيئا واحدا، ان كنت من الذين يبحثون عن أجوبة، يؤسفني أن أقول لك أنك مخطئ بتكملة القراءة، ما ستجده في الأسطر اللاحقة عبارة عن تساؤلات! وهذا -ربما- ما لا تود سماعه، حيث ان أغلب البشر يفضلون تلقي الأجوبة المباشرة السهلة على ملاحقة الأسئلة العصية.

ما الحياة؟!... بغض النظر عن نظرتك لها، الحياة شديدة الغرابة، لماذا ننزعج من اختلافنا مع الآخرين، بينما اختلافاتنا الازلية هي ما تسبغ على الحياة جاذبيتها؟!، نصف الحقائق مقلوبة، لذا لا يوجد سبب منطقي لأن يكون للجميع موقف واحد من كل شيء. حتى مع أمر مقبول على نطاق واسع مثل (لا تمضغ الطعام بفم مفتوح) سيذهلك عدم التزام الكل بذلك كما تظن!

لماذا نبني حواجزنا الدفاعية حول أكثر مشاعرنا ومعتقداتنا عمقا؟، لماذا لكل منا منظاره الخاص الضيق ليرى ما يود حقا رؤيته، ستدهش من طريقتك المخلصة في رؤية العالم بما يناسب خططك الصغيرة!

إذاً ما هي الحياة، ما معناها؟ حسنا، غالبا تسمع عبارة أن الحياة رحلة، لكن إلي أين بالتحديد؟

ربما سيقول لك البعض ان الحياة تتمحور حول اكتساب المعرفة، ان كان ذلك صحيحا، فلماذا يبدو العباقرة دائما بمظهر غير مرتب وملابس غير متناسقة الألوان؟

الشيء الوحيد المنطقي من قائمة طويلة من نظريات الحياة المشهورة، هو الحب، بجميع اشكاله وصوره، هو الأكثر قوة في جلب معنى جميل لحياتنا اليومية، طبعا لسنا نتحدث عن الحب الرومانسي فقط –رغم قوته الآسرة-ما اعنيه هو النار التي تشتعل في داخل كل منا، مشيعة دفئها الداخلي مما يحمي أرواحنا من التجمد في شتاء اليأس.

الحب هو الصوت الذي يهتف (احتفل بالحياة، كن مبدعا)جالبا معه الشغف والإدراك أن ثمة شيئاً يستحق أن نموت من أجله وهنالك الكثير من الأشياء التي تستحق أن نحيا لأجلها. أشياء تحفزنا لمصافحة كل لحظة خاطفة بنفس حميمية مصافحة صديق قديم عائد من سفر طويل، لاحتضان الفرص التي نعبر بها عن ذواتنا بطريقة تشعرنا بالسعادة لوجودنا.

هذا الحب للحياة يقودنا لمساعدة الآخرين، لأنه ببساطة يشعرنا بالفخر في المساهمة في إسعادهم.

كلنا يدرك كم هو رائع أن تكون الصخرة التي يستند عليها الأهل والأصدقاء في وقت حاجتهم، وهذا ما يضفي على حياتنا نكهة رائعة.

نحن بحاجة إلى طرح السؤال على أنفسنا دائما، الحقيقة انه أحيانا من شدة تركيزنا على ما نفعل نفقد رؤيتنا للاتجاه الذي نسير فيه، لكن ماذا نفعل بالواقع؟ وسط حياتنا الحديثة المليئة بالخطوط الحمراء والأولويات والتشتت الذهني ليلا ونهارا.

نحن محاصرون بالقوالب الجاهزة والمخاوف التي تضعنا في سباق لا نستطيع الفوز به، لذلك نضغط علي أنفسنا للوصول للنقطة الأمثل في حياتنا, وبعد ذلك؟.

الأمر يشبه قيادتك السيارة مسافة طويلة لمتجر بعيد، تترجل من سيارتك وأنت تحاول ان تتذكر ما السبب الذي أتيت من اجله!

حاول أن تمضي بعض الوقت لوحدك واطرح على نفسك بعض الأسئلة الصعبة، لا تظن الامر صعبا ان كنت صريحا، ارفع يدك إن كنت تظن انك تستطيع الحصول على المزيد من هذه الحياة.

الأمر يتعلق أيضا بفحوى ما هو فعلا مهم، لا تمانع ان تحركت قطعة الجبن الخاصة بك إلى مكان آخر، اسأل نفسك أولا عن سبب بحثك الدؤوب عنها!

بالنسبة لبعض الأشخاص هي محاوله بسيطة للبحث عن لحظات جميلة وحقيقية في حياتهم ومن ثم محاوله نسج نسق أيامهم علي إيقاعها لاعطاء الحياة معنى يروق لهم.

صوت خافت ينساب من داخلك علي استعداد دائم لإخبارك بالحقيقة إن كنت مستعدا لسماعها، تماما كما يحدث عندما تبدأ بالضحك بصوت عال ثم تنتقل نوبة الضحك لآخر يجاورك وآخر إلى أن تدمع أعين الجميع ويصعب التنفس ويستلقون جميعا على الأرض من شدة الضحك، مثلما فعلت ذلك بهم، أنت قادر على الهام غيرك لملاحقة أحلامهم وبهذا يا عزيزي تغير شيئا من العالم من حولك.

أتعلم؟ حتى لو ارتكبت أشد الأخطاء فداحة وكنت مخطئا بخصوص أغلب الأشياء، مازال باستطاعتك الاستمتاع بمغامرة الحياة الباهرة.

تذهب للنوم مساء وأنت على ثقة أنك منحت أفضل ما عندك من اجل خلق فارق، ولو كان بسيطا في ظاهره، تستيقظ من نومك صباحا وأنت تتطلع لأجمل وأروع مستقبل يمكنك تخيله.

عندما تستمع لقلبك وتستخدم عقلك... لن تكون مخطئا أبدا! وهذا ما يمنح حياتنا معنى آخر...


* المقال السابق ترجمة بتصرف لمقاطع من كتاب (The Meaning of Life) للمؤلف Bradley Trevor Greive، وهو من أفضل الكتب المصورة من ضمن سلسلته الشهيرة (The blue day book).