هبة طوجي موهبة فذّة اكتشفها طلاب ومشاهدو «ستار أكاديمي 7»
1 يناير 1970
02:41 م
| كتب إيلي خيرالله |
هبة طوجي نجمة ولدت فجأة. هكذا ودون سابق انذار اعتلت خشبة مسرح الرحابنة منذ ما يقارب العامين الى الوراء لتؤدي دور البطولة مرة واحدة أمام القديرين غسان صليبا وأنطوان كرباج في مسرحية «عودة الفينيق». يومها بدأت التساؤلات تنهال من كلّ حدب وصوب لمعرفة من هي هذه الشابة وكيف ظهرت فجأة لتحتلّ هذه المكانة الكبرى بأن تكون بطلة مسرحية لمنصور الرحباني أي أن تكون خليفة لكبيرات سبقنها في هذا المجال وهن هدى شقيقة سفيرتنا الى النجوم السيدة فيروز (قدمت مع منصور الرحباني بطولات عدة كـ «صيف 840»، «الوصية»...) والفنانة كارول سماحة (بطلة «آخر أيام سقراط»، «وقام في اليوم الثالث»، «أبو الطيب المتنبي»، «زنوبيا»، «ملوك الطوائف»...) والفنانة رونزى (بطلة «الانقلاب»، «الشخص»، «المؤامرة مستمرة»، «الربيع السابع») الفنانة لطيفة التونسية (بطلة «حكم الرعيان»).
وكان السؤال الأبرز الذي يتبادر الى ذهن المتابع للشأن الفني «كيف تمكنت هذه الصبية أن تخترق الحواجز كافة وتقنع الكبير منصور الرحباني بأن يسند لها دور البطولة في آخر أعماله عودة الفينيق؟». وبعد وفاة منصور قرر أبناؤه اعادة تقديم مسرحية «صيف 840» التي سبق أن عرضت قبل 22 عاماً، وكانت المفاجأة حين أُعلِنَ أن هبة طوجي ستؤدي دور «ميرا بنت اليوزباشي عسّاف الضاهر» الشخصية التي جسّدتها القديرة هدى في النسخة الأولى.
كل هذا المجد والعز لم يفسح المجال أمام هبة طوجي لترسيخ اسمها في أذهان الناس وذلك لأنها بقيت بعيدة عن الشاشة واقتصر ظهورها الجماهيري على ما قدمته من عروض مسرحية فلم تظهر في أي مقابلة تلفزيونية، ولعلّ وراء الأكمة ما وراءها اذ ربما ثمة سر خفي يتمحور حول سياسة متعمّدة من المحيطين بهذه الشابة سعياً لابقاء اسمها محاطاً بهالة من الغموض ما يجذب الاهتمام اليها أكثر.
مساء الأحد الماضي اصطحب أسامة الرحباني هبة طوجي في زيارة الى مبنى «ستار أكاديمي» حيث التقت طلاب الدورة السابعة من البرنامج لثلاث ساعات فأضافت الكثير الى معارف الطلاب وساهمت الى حدٍّ بعيد في توسيع مداركهم في عوالم الموسيقى.
بداية غنّت مع المشتركة السورية زينة أغنية اديت بياف الشهيرة «لست آسفة على شيء» je ne regrette rien فكانت تتوقف عند كل مفصل في المفاتيح الموسيقية لتوضح لزينة كيف يمكن انشاد الأغنية بالشكل الأسلم. ومن ثم كانت جلسة مثيرة للاهتمام بين طوجي وميرال زميلة زينة ومواطنتها اذ ان ميرال رغبت بأن تعرف كيف يمكن أن تطرّب بأداء الأغنيات بطبقة مرتفعة فقالت لها طوجي «هل تستطيعين أن تقلدي ضحكة بابا نويل؟» فقالت ميرال أجل انها «ها ها ها ها» وراحت ميرال تقلّد هذه الضحكة وهبة تقول لها «أعلى أعلى» الى أن شعرت ميرال بأن صوتها لم يعد يسعفها لاطلاق هذه الضحكة بصوت أعلى فعلقّت هبة «هذا هو التمرين المطلوب لتمكين المرء من تدريب صوته على الانشاد السليم وملامسة الطبقات العليا». وتعليقاً على أغنية «سأحبك دوماً» لويتني هيوستن التي أدتها ميرال في البرايم الخامس، أوضحت هبة أن الفنانين يتبعون أسلوب الغش ليتمكنوا من ابدال أصواتهم بين صوت المعدة وصوت الرأس فينفّذون هذه الخطة بتغيير طريقة اللفظ كما فعلت ويتني حين استبدلت طريقة لفظها لكلمة «كلوز» بـ «كلاوز» اذ انها بهذه الطريقة تمكنت من ابدال صوتها على حرف الـ«A».
الطالب المصري محمود شكري الذي كان يصغي بانتباه شديد الى كل كلمة تتفوّه بها هبة سألها عن السبل الأفضل لتمكين المرء من الغناء باللغة العربية ودون أي «تنشيز» فأجابت هبة أن الطريقة الأسهل تكمن في التعوّد على سماع الأغنيات العربية يومياً و«انو الواحد يكبّ حالو» وألا يرتدع عن اعادة الكرّة مراراً وتكراراً الى أن يشعر بأن العملية أصبحت مألوفة لديه.
ونزولاً عند رغبة المشترك السوري صاحب الصوت الجبلي المميز ناصيف أدت هبة أغنية طربية باللغة العربية وهي من ألبومها الجديد من شعر منصور الرحباني والجملة الشعرية الأجمل في الأغنية «الدنيي حلقة وعم بتدور وانت حولي وأنا حولك» وقد أسرت الحضور بأسلوبها المميز في أداء الأغنية.
ثلاث ساعات في حضرة هبة طوجي مرّت كمرور جلسة صيف عامرة بالمشاعر الدافئة بين عاشقين. ثلاث ساعات كانت كفيلة بمحو الغموض وتبديد الشك باليقين والاقرار والاعتراف بما تمتلكه هذه الشابة اليافعة من موهبة قلّ نظيرها. ثلاث ساعات أظهرت القواعد التي بني عليها عرش بطلة المسرح الرحباني الجديدة والتي ستستمر لأمد بعيد على ما يبدو لتكتب عهداً جديداً في تاريخ المدرسة الرحبانية اسمه «عهد هبة طوجي».< p>< p>