(خلوها) هي كلمة يعرفها ويتعامل بها ويتعاطاها شُعراء القلطة وجمهورها، وهي كلمة يقولها الشاعر للصفوف التي اجتمعت في ساحة النزال الأدبي، والتي تعمل على تحميس وتشجيع كلا الشاعرين عبر التصفيق وترديد الأبيات اللاذعة التي يوجهها الشاعران لبعضهما، فعندما يستحضر أحد الشاعرين الرد على خصمه الشاعر الآخر يقول لتلك الصفوف عن يمينه وشماله: (خلوها)... أي اتركوا المجال لي الآن، فأنا أمتلك الرد على ما قاله خصمي في حقي. وأنا والكثير من الكُتاب والكثير من الشعب الكويتي نقول للنائب علي الدقباسي ونقول لنواب مجلس الأمة المصوتين على طرح الثقة في وزير الإعلام وزير النفط الشيخ أحمد العبدالله الصباح (خلوها)، نعم بالفم المليان (خلوها)، خلوها لتروا غداً في يوم الاقتراع للانتخابات البرلمانية المقبلة كيف سنرد على المتخاذلين، أولئك الذين اشترتهم المصالح الشخصية البحتة وباعوا من أجلها تلك الوعود والعهود والمواثيق والمبادئ التي دندنوا بها كثيراً في محاضراتهم الانتخابية على الطالع والنازل. غداً سيقف الكثير من الكُتاب، والكثير من الشعب الكويتي ضد أولئك الذين ضربوا باحترامنا وهيبتنا وكرامتنا عرض الحائط، سوف نكتب فيهم ما يستحقون، سوف نؤجج ضدهم غيرة وكرامة الشعب، سوف نُذكر الشعب في تخاذلهم وفي تقديمهم لمصالحهم الشخصية على مصلحة الشعب العامة. خلوها علينا، وسوف ترون غداً كيف سنُسقط الكثير من الأسامي التي أوصلناها لقاعة عبدالله السالم، خلوها علينا، وسوف يعلم أولئك المتخاذلون أن من باع الشعب فسوف يبيعه الشعب بحفنة من التراب. إن المال السياسي قد يوصل أحدهم إلى البرلمان، لكن المال السياسي ليس أقوى من الفكر والشعب، والآن تجلى المشهد على الآخر، لدرجة أن إحدى النائبات المتلونات أخذت تساوم من أجل موقفها في الاستجواب الأخير على أحد القوانين الكريمة! فأي ديموقراطية هذي اللي احنا نتعامل فيها، أي بطيخ. أي وزير في الدنيا إذا كان ناجحا في إدارة وزارته تجد أن إنجازاته هي التي تُحدث الناس عن سيرته، وسيجد هذا الوزير أن الكثير من الناس يثنون عليه ويمدحونه، لكن ما بالكم في وزير لا عنده انجازات ولا عنده ناس تثني عليه وتمدحه كوزير ناجح، ثم تجتمع الحكومة عن بكرة أبيها وبكرة جيرانها وبكرة الشارع الثاني لكي تقف مع ذلك الوزير بكل شيء تقدر عليه من مواد سائلة ومواد صلبة من أجل أن تخرجه من الاستجواب بلا طرح ثقة، فيكون الفارق بينها وبين الطرف الآخر صوتا واحدا فقط! فبالله عليكم هل هذا يعني ان الوزير ناجح، أو بالأحرى ان الحكومة أصلا ناجحة؟
باختصار شديد، أُكرر (خلوها) على لسان الكثير من الشعب الكويتي والكثير من الزملاء الكُتاب، خلوها علينا وسوف ترون بأم أعينكم أين مصير نون النسوة الرباعي الحالي في المجلس المقبل، وأين سيكون مرشح الدائرة الخامسة أبو أعذار كارتونية في المجلس المقبل، وأين سيكون أيضاً مرشح الدائرة الخامسة الحالي في المجلس المقبل الذي نسي حق أبناء قبيلته عليه يوم أن روعوهم وضربوهم بالرصاص المطاطي، وهو الآن يتبجح ويتشدق بأعذار خربوطية يقدمها لنا كيّ يبرر موقفه بعدم طرح الثقة، وأين سيكون مرشح الدائرة الثانية الحالي الذي أمضى كل حياته السياسية يسمع ويطيع طاعة عمياء لما تمليه عليه الحكومة. خلوها علينا وإن غداً لناظره لقريب.
***
كلمة شكر وامتنان أوجهها للأستاذة المسؤولة منى المطيري من مكتب وزيرة التربية لجهودها الطيبة وروحها الجميلة في تعاملها مع المراجعين كافة.
حسين الراوي
كاتب كويتي
[email protected]