رشيد: ما يجمع الكويت والمملكة المتحدة يتجاوز الدبلوماسية إلى التحالف الحيوي

31 ديسمبر 2025 10:00 م

- ما لمسته في الكويت يعكس عمق العلاقة وصدق الشراكة بين البلدين
- التعليم وتبادل الخبرات ركيزة محورية في الشراكة الكويتية – البريطانية

أكّد سفير بريطانيا لدى البلاد، قدسي رشيد، أن «رؤية الكويت المستقبلية ترسم مساراً واضحاً نحو تنويع الاقتصاد وتنمية الكفاءات»، معرباً عن خالص امتنانه لحفاوة الاستقبال التي حظي بها منذ وصوله إلى الكويت، وللتفاعل الإيجابي الذي أتاحته له المؤسسات الإعلامية الكويتية.

وفي بيان صحافي، قال رشيد إنه، مع تأمله في الأشهر الثلاثة الأولى من عمله في الكويت، يشعر بالفخر لكونه جزءاً من شراكة تاريخية تمتد لأكثر من قرنين ونصف من الزمن، مُؤكّداً أنه لمس منذ وصوله عمق هذه العلاقة وما تحمله من ثقل تاريخي ومعنوي، وانعكاس ذلك بوضوح لدى أبناء الكويت.

وأوضح أن العلاقات الثنائية بين البلدين قامت، على الدوام، على أسس راسخة من الثقة والاحترام المتبادل والالتزام المشترك بالاستقرار، مشيراً إلى أنه وبعد أكثر من 125 عاماً على توقيع أول معاهدة دبلوماسية رسمية، لا تزال هذه العلاقة تزدهر وتتطور.

ولفت إلى أن ما بدأ كشراكة للحماية والتجارة، تحول مع مرور الزمن إلى تحالف حيوي يرتكز على الاستثمار والابتكار والتعليم والاستدامة.

وأكّد السفير البريطاني أن هذا التاريخ المشترك لا يمثل مجرد سجل للماضي، بل يُشكّل قاعدة قوية للمستقبل، تُمكّن المملكة المتحدة ودولة الكويت من مواجهة التحديات العالمية معاً، وبناء شراكة تتّسم بالمرونة والتقدم والازدهار المشترك.

وأشار إلى أن البُعد الإنساني للشراكة بين البلدين يُعدّ من أعظم مواطن قوتها، موضحاً أن الكويتيين والبريطانيين وجدوا على حد سواء أوطاناً ثانية وصداقات وفرص نجاح في بلدَي بعضهم البعض، معرباً عن اعتزازه بكونه اليوم واحداً منهم.

وأضاف السفير رشيد أن آلاف الكويتيين يسافرون سنوياً إلى المملكة المتحدة، ويسهم العديد من الطلبة في إثراء الجامعات البريطانية، قبل أن يعودوا إلى وطنهم حاملين خبرات عالمية المستوى تُعدّ ركيزة أساسية لمستقبل الكويت، مؤكداً أن التعليم وتبادل المعرفة سيظلان عاملاً داعماً لتحقيق الأهداف التنموية طويلة الأمد لكلا البلدين.

وتطرّق إلى رؤية الكويت المستقبلية، التي ترسم مساراً واضحاً نحو تنويع الاقتصاد وتنمية الكفاءات وتعزيز دور القطاع الخاص ليكون أكثر حيوية، مشيراً إلى أن الإستراتيجية الصناعية للمملكة المتحدة تُركّز في المقابل على مجالات التصنيع المتقدم والطاقة النظيفة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وعلوم الحياة والخدمات عالية القيمة.

وأكّد أن هذه الأولويات تتقاطع بشكل وثيق، بما يفتح آفاقاً واسعة لتعميق التعاون بين حكومتي البلدين وقطاعيهما الخاصين وشعبيهما، موضحاً أن من بين الأهداف الرئيسية لمهمته تعزيز هذه الروابط وتوسيعها.

بناء شراكة قوامها الاستثمار والابتكار

شدّد السفير رشيد على أن المملكة المتحدة ليست وجهة للتسوق والمطاعم وفرص الاستثمار فحسب، بل شريكاً في الابتكار والتطوير المشترك، لافتاً إلى أن مواءمة نقاط القوة والطموحات والإستراتيجيات من شأنها أن تُمكّن البلدين من بناء شراكة تواكب متطلبات العصر الحديث، قوامها الاستثمار والابتكار والازدهار المشترك.

تعزيز الفهم المتبادل

أعرب السفير رشيد عن تطلّعه للعمل عن كثب مع وسائل الإعلام الكويتية، لنقل القصص والفرص في بلاده إلى القرّاء في الكويت، ومواصلة تعزيز الفهم المتبادل والتعاون بين البلدين، متمنياً لهم ولمتابعيهم بداية موفقة ومشرقة للعام الجديد 2026.