يساعد في إبطاء الشيخوخة

الماء البارد يجدد الخلايا... خلال أسبوع واحد!

28 ديسمبر 2025 10:00 م

قد يكون الغطس اليومي في الماء البارد أكثر من مجرد إنعاش، فقد يعيد برمجة الجسم فعلياً على مستوى الخلايا.

ووفقاً لباحثين من «جامعة أوتاوا»، تنشط هذه العادة البسيطة آليات إصلاح وحماية قوية قد تساعد في إبطاء الشيخوخة الخلوية وتعزيز الصحة طويلة الأمد.

وليس الانغماس في الماء البارد مجرد صدمة لمنظومات الجسم، بل هو إعادة ضبط بيولوجية، وتُظهر الدراسة الجديدة أنه حتى التعرض القصير والمتسق للماء البارد يمكن أن يؤثر بشكل كبير على كيفية عمل خلايانا، ما يفتح رؤى جديدة حول كيفية تأثير البرودة على الجسم - وكيف يمكن أن تساعد في تأخير الشيخوخة.

وتؤدي تلك الصدمة المألوفة من الماء المثلج إلى تفاعل متسلسل عميق داخل الجسم، وفي غضون أسبوع واحد فقط من الغطس البارد اليومي، وجد باحثو «أوتاوا» ارتفاعاً كبيراً في الالتهام الذاتي - وهي العملية التي تسمح للخلايا بتنظيف المكونات التالفة وتجديد نفسها. ولاحظوا أيضاً تعزيز الالتهام الذاتي، وانخفاض موت الخلايا المبرمج، وانخفاض الالتهاب، وتكيف أسرع مع الضغط البيئي.

وقال عالم الفسيولوجيا الرئيسي غلين كيني «إننا اندهشنا من مدى سرعة تكيف الجسم، وهو ما يعني أن التعرض للبرد قد يساعد في الوقاية من الأمراض وحتى إبطاء الشيخوخة على المستوى الخلوي - مثل إعطاء محركات جسمك المجهرية صيانة شاملة».

ولا يحدث التحول بين عشية وضحاها، ففي أول بضع غطسات - نحو 14 درجة مئوية - يتفاعل الجسم بشكل فوضوي. وسجلت الدراسة ارتفاعات مبكرة في تلف الخلايا وموت الخلايا المبرمج، وهو ما يشير إلى أن التعرض الأولي يدمر الخلايا الضعيفة قبل أن يبدأ التعافي.

ومع ذلك، بحلول اليوم الثالث، تنقلب العملية، ويتحول الجسم من الدمار إلى الإصلاح، وهو ما يعيد تنظيم عملية الأيض للحفاظ على سلامة الأنسجة.

وقالت عالمة الفسيولوجيا كيلي كينغ إنه بحلول نهاية فترة التكيف، رأينا تحسناً ملحوظاً في تحمل الخلايا للبرد، وهو ما يُظهر مدى سرعة تدريب الجسم نفسه على التعامل مع الضغط الشديد.

ويمكن أن يكون تحسين الالتهام الذاتي مفتاحاً لطول العمر، ويساعد نظام «التنظيف» الخلوي هذا في منع الأمراض المرتبطة بالعمر والحفاظ على التوازن العام. وعندما يعمل بكفاءة، فإنه يقلل من خطر الإصابة بالاضطرابات التنكسية العصبية والقلبية الوعائية والأيضية.

ومع ذلك، يحث الباحثون على الحذر. وكانت للدراسة حدودها - فقد شملت عشرة رجال شباب أصحاء فقط في ظل ظروف خاضعة للرقابة، من دون التعرض لهواء بارد خارجي. وستكون هناك حاجة لدراسات أوسع، بما في ذلك النساء، لتأكيد النتائج.

ومع ذلك، تظل النتائج واعدة، حيث أوضح كيني أن التعرض المتكرر للبرد يبدو أنه يعزز بشكل كبير الحماية الخلوية، ومن خلال تعزيز الالتهام الذاتي، يصبح الجسم أكثر مرونة للضغط، وهو ما قد يكون له تأثيرات دائمة على الصحة وطول العمر.