قبل الجراحة

كذب المنجمون

27 ديسمبر 2025 10:00 م

أيام قليلة تفصلنا عن توديع سنة ميلادية، و مع نهاية كل سنة تتسابق القنوات الإخبارية والمواقع الاجتماعية على سرد الأحداث التي مرت في السنة الماضية، من أحداث سياسية أو اجتماعية أو حروب ومعارك حدثت أو استمرت، ولا تنسى الأحداث الرياضية والفنية التي بالغالب يكون لها حظ الأسد عند استرجاع وقائع السنة وستلاحظ أن غالبية القنوات الإخبارية ستهمل متعمدة أو متجاهلة أحداث تعتقد أنت أنها مهمة جداً ويجب أن تذكر لكن للأسف اعتقادك خاطئ...!

ومع نهاية السنة تتسابق غالبية القنوات سواءً كانت إخبارية أو غير ذلك على استضافة المنجمين، وهؤلاء هم فئة من البشر تدعي القدرة على معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل، وعلم التنجميم يصنف عالمياً بأنه من العلوم الزائفة التي لا أساس لها...

وبتلك القنوات يبدأ المنجمون أولا بسرد قصصهم وكيف أنهم تنبأوا بأحداث كثيرة قد حصلت وأنهم هم من تنبأ بموت الزعيم الفلاني قبل عشرات السنين، وأنهم هم من تنبأ بسقوط بورصة الأموال، وأنهم هم من تنبأ بفوز الفريق الفلاني بكأس العالم.

وهكذا هي البداية من أجل إعطاء مصداقية والسيطرة على تفكير المشاهد، ثم بعد ذلك يبدأ كل منهم بالتنبؤ بأحداث العام المقبل ويتكلمون بكل ثقة بالرغم من معرفتهم التامة بزيف هذا العلم، لكن كلامهم يستهوي العديد من المشاهدين بالرغم من معرفة المشاهدين المسلمين منهم بتحريم علم التنجيم وقراءة المستقبل...؟

باختصار، من الامثلة القديمة التي تجدها مكررة في كثير من الثقافات «الإنسان الذي يؤمن بالحظ والتنجيم هو إنسان قليل الحيلة».