هل الفاكهة والخضار المُجفَّفة بالتجميد... خيار صحي؟

25 ديسمبر 2025 10:00 م

يُبرِز نقاش غذائي متزايد أن الفاكهة والخضراوات المُجفَّفة بالتجميد باتت تُسوَّق على نطاق واسع بوصفها «بدائل صحية» للمنتجات الطازجة، معتمدة على سمعتها كأطعمة تحافظ على معظم قيمتها الغذائية مع عمر تخزين طويل.

وتشير مراجعات تغذوية إلى أن تقنية التجفيف بالتجميد قادرة على الإبقاء على ما يصل إلى نحو 90 في المئة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة مقارنة بالفاكهة الطازجة، لأنها تزيل الماء في درجات حرارة منخفضة من دون تعريض الغذاء لحرارة عالية.

وفي هذا السياق، توضح دراسات متخصصة أن كثيراً من الفيتامينات الحساسة للحرارة، مثل فيتامين «C» وبعض فيتامينات «B»، تتعرض للتلف بدرجة أعلى في طرق التجفيف التقليدية بالهواء أو الشمس، بينما يحافظ التجفيف بالتجميد على نسبة أكبر من هذه المكوّنات.

كما تحتفظ الفاكهة المجففة بالتجميد بجزء مهم من الألياف الغذائية والعناصر النباتية النشطة، ما يجعلها وجبة خفيفة مغذية نسبياً قياساً بالعديد من الوجبات المصنعة عالية السكريات والدهون.

ومع ذلك، يشير اختصاصيون إلى أن إزالة الماء تُركِّز السكريات الطبيعية الموجودة في الفاكهة، بحيث تحتوي الحصة الواحدة من المنتج المجفف بالتجميد على كمية سكر وسعرات حرارية مماثلة تقريباً لما في الحصة المكافئة من الفاكهة الطازجة، لكن في حجم أقل وأسهل للأكل السريع. ويحذّرون من أن تناول أكياس كاملة من هذه المنتجات في جلسة واحدة قد يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من السكر من دون إحساس كافٍ بالشبع، خصوصاً إذا أضيفت إليها سكريات أو منكِّهات خلال التصنيع.

ويرى خبراء تغذية أن الفاكهة والخضراوات المجففة بالتجميد يمكن أن تلعب دوراً مفيداً في تحسين الوصول إلى الأغذية النباتية في البيئات التي يصعب فيها توفير المنتجات الطازجة بجودة عالية على مدار العام، مثل الرحلات الطويلة أو مدارس بلا تبريد كافٍ.

كما يشددون على أن هذه المنتجات قد تساعد بعض الأشخاص على زيادة استهلاكهم اليومي من الفاكهة، عندما تُستخدم كإضافة للحبوب والزبادي أو كبديل عن الحلويات المعالجة الغنية بالدهون والسعرات.

في المقابل، يذكّر اختصاصيون بأن الفاكهة والخضراوات الطازجة تظل الخيار المرجّح صحياً عند توافرها، ليس فقط بسبب محتواها من المغذيات، بل أيضاً لمحتواها المائي الذي يساهم في الإشباع والترطيب ودعم تنظيم الشهية. ويُوصَى بالنظر إلى الأغذية المجففة بالتجميد بوصفها مكمّلاً عملياً ضمن نمط غذائي متنوع، لا بديلاً دائماً عن المنتجات الطازجة، مع قراءة الملصقات للتأكد من غياب السكريات المضافة والمواد الحافظة قدر الإمكان.