صديق للبيئة ورخيص

ابتكار مخلب آلي باستخدام الروبيان ويتفوّق على النسخ الاصطناعية

25 ديسمبر 2025 10:00 م

قام علماء سويسريون بشيء غير متوقع، إذ أنشأوا مخالب آلية باستخدام قشور روبيان متبقية، والنتيجة هي مخلب آلي ليس فعّالاً فحسب، بل أيضاً صديق للبيئة ورخيص، وهو تطور مستدام في عالم الروبوتات.

ومع اقتراب العطلات، ربما وجد فريق في مدرسة «إي بي إف إل» السويسرية استخداماً جديداً لبقايا أطباق المأكولات البحرية، وهو تحويلها إلى روبوتات.

وقد يبدو المفهوم غريباً في البداية، لكنها طريقة ذكية لتقليل النفايات وتجنب الاعتماد على مواد ملوثة مثل المعدن والبلاستيك، وفي دراستهم المنشورة في مجلة «أدفانسد ساينس»، يصف باحثو «إي بي إف إل» بناء قابض آلي بإصبعين مصنوعين بالكامل من قشور جراد البحر NCOA. وليست هذه المرة الأولى التي تلهم فيها البيولوجيا الروبوتات، ففي العام 2023، أنشأ علماء أميركيون مخلباً من عنكبوت ميت، في مجال رائع يُسمى الآن الروبوتات الجثثية.

ويقول العلماء إن قشور القشريات يمكن أن تعمل بشكل جيد لأنها صلبة وقاسية في بعض الأماكن، وهو الأمر الذي يمنحها القوة، وهي أيضاً مرنة في أماكن أخرى، وهو ما يسمح لها بالانحناء.

وهذا المزيج من الأجزاء الصلبة والناعمة يتيح للحيوانات التحرك بسرعة وبقوة عالية في الماء، وهي الخصائص نفسها التي يمكن أن تكون مفيدة للآلات الوظيفية.

وإلى جانب قوته، يمكن حتى استخدام مخلب جراد البحر تحت الماء، إذ يعمل مثل الزعانف، ويمكنه دفع روبوت صغير بسرعة 11 سنتيمتراً في الثانية، أي حوالي 0.4 كيلومتر في الساعة. ورغم أن التوحيد القياسي يظل صعباً لأن كل هيكل خارجي مختلف قليلاً، يُفيد الباحثون بأن قابضهم ذا المصدر الطبيعي يتفوق فعلياً على العديد من الأنظمة الاصطناعية. وأحياناً، لاتزال الطبيعة تفعلها بشكل أفضل.

ومع ذلك، فإن المشكلة الرئيسية في هذه الطريقة، كما يصف العلماء في دراستهم، هي أن القشور الطبيعية ليست متطابقة تماماً، إذ يحتوي كل ذيل جراد بحر على شكل مختلف قليلاً، وحتى عندما صنع الفريق قوابض ذات إصبعين، كان جانب واحد ينحني بشكل مختلف قليلاً عن الجانب الآخر لأن القشور لم تكن متطابقة.

ولحُسن الحظ، وجد الباحثون طريقة لحل هذا، وذلك عن طريق إنتاج أجزاء اصطناعية أفضل يمكن تعديلها وضبطها لشكل وخصائص كل قشرة الفريدة.

وحتى الآن، اختبر الفريق طريقتهم ويعتقدون أنه عندما يعيدون تدوير نفايات الطعام إلى آلات، يمكن أن يؤدي هذا إلى تطبيقات جديدة تتجاوز القوابض والسباحين، بما في ذلك استخدامها للمواد البيولوجية في الزرعات الطبية.