قطع فخارية بكتابات سريانية ودلائل تعود للفترتين الأموية والعباسية

اكتشاف أثري جديد في «فيلكا»

24 ديسمبر 2025 12:33 م

أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اليوم الأربعاء اكتشاف قطع أثرية استثنائية في «دير القصور» وسط جزيرة فيلكا منها قطع فخارية منقوشة بكتابات سريانية ودلائل تعود للفترتين الأموية والعباسية.

وقال الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف في المجلس محمد بن رضا إن فريق البعثة الفرنسية اكتشف دلائل مبكرة على وجود البازلت الصناعي وفخاريات منقوشة بالخط السرياني ضمن مكتشفات معمارية ضخمة.

وأوضح أن المكتشفات عثر عليها في قلب الجزيرة وهي المنطقة المعروفة بـ(القصور) وكانت في السابق موطنا لجماعة مسيحية يرجح أنها كانت تتبع التقاليد السريانية الشرقية.

وذكر أن البعثة الأثرية الفرنسية - الكويتية في فيلكا التي بدأت التنقيب في الموقع منذ العام 2011 وثقت وجود مستوطنة رهبانية تعود إلى العصر الأموي وبدايات العصر العباسي (من منتصف القرن السابع إلى منتصف القرن التاسع الميلادي).

من جانبه قال أستاذ الآثار والانثروبولوجيا في جامعة الكويت الدكتور حسن أشكناني إن اكتشاف أساسات لمبان مميزة تعود للفترة المسيحية وبداية الإسلام في جزيرة فيلكا تعتبر اكتشافا أثريا بارزا عن الفترة بين القرنين السابع والثامن الميلاديين خصوصا وسط وشمال الجزيرة في موقعي القصور والقرينية.

وأضاف أن هذه الاكتشافات من نقوش سريانية وفارسية على فخاريات تعرف بالاوستراكا، إضافة إلى اكتشاف زجاجة عطر وعملات معدنية في مبنى معماري مميز تدل على أهمية الموقع وتعطي تفصيلا عن النشاط اليومي والاقتصادي على أرض الجزيرة قبل 1200 سنة.

بدورها قالت المشرفة على البعثة الفرنسية - الكويتية المشتركة في «القصور» الدكتورة جولي بونيرك إن الموقع يضم ديرا يتألف من كنيسة ضخمة مزينة بالجص وقاعة طعام كبيرة ومجمع ضخم لتجهيز الطعام مما يقدم رؤية نادرة وقيمة حول الحياة الرهبانية والوجود المسيحي في الكويت، علاوة على إبراز التعايش بين المجتمعات الإسلامية والمسيحية خلال الفترة المبكرة للإسلام.

وأوضحت أن كل موسم من مواسم التنقيب يسفر عن اكتشافات جديدة تبرز ثراء وتنوع التراث الكويتي، لافتة إلى أن هذا الموسم يعد الـ12 للتنقيب التابع للبعثة الذي بدأ في 17 نوفمبر الماضي ويهدف إلى تحليل المرحلة الأولى من الدير ودراسة الحياة اليومية للرهبان (النظام الغذائي -القواعد- الأنشطة الحرفية) وفهم التطور المكاني للدير ومدى توسعه.

من جهتهم أكد أعضاء الفريق الأثري الكويتي الذي يضم كلا من سيف البطي بوطيبان وأحمد الذوادي وأنور التميمي أن هذا الاكتشاف في هذا الموسم يعتبر أبرز الاكتشافات خصوصا اكتشاف مبنى لتصنيع الأطعمة في مقابل الكنيسة إذ عثر على مطحنة دقيق من الطوب اللبن.

وأوضحوا أن معدات الطحن صنعت من حجر محلي يرجح أنه من جزيرة فيلكا فيما صنعت أحجار الطحن الأخرى من البازلت الصناعي التي تشبه إلى حد كبير البازلت الطبيعي حيث تتضمن العملية حرق الطين والرمل في درجات حرارة عالية في أفران كبيرة في عملية تعرف باسم (التقنية النارية) لصهر المواد وإعادة بلورتها لمحاكاة البازلت البركاني.