استعرض رئيس الجمعية الكويتية للتراث وعضو اللجنة الوطنية للمجلس العالمي للمتاحف فهد العبدالجليل، في محاضرة «الاقتصاد الكويتي قبل النفط» التي ألقاها في الكنيسة الإنجيلية الوطنية، ملامح الاقتصاد وروافده في فترة ما قبل اكتشاف النفط في البلاد.
وذكر العبدالجليل أن الاقتصاد القديم يختلف عن الاقتصاد الريعي الحالي الذي يعتمد على الحكومة في كل شيء، موضحا أن الاقتصاد القديم في حقبة ما قبل النفط كان اقتصاداً إنتاجياً وبه حرف خاصة وضرائب، لافتاً إلى أن التجار (سواء كانوا أصحاب السفن أو الطواويش) في ذلك الوقت كانوا بمثابة البنوك حالياً.
ولفت إلى أن الاقتصاد قديماً يمكن تقسيمه لأربعة محاور وهي: محور الغوص لاستخراج اللؤلؤ الذي كان بمثابة النفط في هذه الأيام، وكان هناك منافسة شديدة بين دول الخليج العربي حول (مغاصات) اللؤلؤ.
وبيّن أنّ المحور الثاني المتمثل في النقل التجاري بدأ في العام 1774 منذ بداية صنع الكويتيين للسفن الشراعية، حيث استعانوا بأهل عمان لأنهم سبقونا في صناعة السفن الشراعية وكانوا دليلاً يساعد في البداية للوصول لشواطئ الهند.
وأوضح أن المحور الثالث تمثل في التجارة التجارة البرية عبر (البعارين) التي كانت تأتي من نجد للكويت ثم الشام وبعدها تواصل المسير لأوروبا، وكان هذا أحد مصادر الدخل وقتها.
أما المحور الرابع من روافد اقتصاد ما قبل النفط، فلفت العبدالجليل إلى أنه يتمثل في التجارة البينية بين موانئ دول الخليج العربي.
وشدد على أن موقع الكويت الاستراتيجي شكل أهمية بالغة وخاصة بسبب وجود ميناء بحري بها، مضيفاً أنها كانت تفتقر للأراضي الزراعية والمياه الصالحة للشرب.
العبدالجليل، الذي كانت باكورة إصداراته كتاب يحمل عنوان «مجموعة الاقتصاد الكويتي القديم»، أكد أن لديه شغفاً بالتاريخ الاقتصادي للكويت.
الكويت بلاد العرب
أشار العبدالجليل خلال محاضرته إلى أن حاكم الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله أمر برفع شعار «الكويت بلاد العرب» في كل المخاطبات الرسمية، نظراً لدور الكويت في دعم القضايا العربية. وأهدى راعي الكنيسة الإنجيليّة الوطنية القس عمانويل غريب كتاباً صادراً عن الكنيسة الإنجيليّة الوطنية ممهوراً بهذا الشعار «الكويت بلاد العرب».