لماذا شرب الماء بانتظام مفيد لصحتك؟

22 ديسمبر 2025 10:00 م

نسمع كثيراً أن ترطيب أعضاء الجسم من خلال شرب كميات كافية من الماء ضروري للصحة الجيدة، لكن الكثيرين مازالوا يعتبرون الترطيب أمراً ثانوياً في حياتهم اليومية.

والحقيقة أن جسمك يعمل بالماء، تماماً كما تعتمد الآلة على الوقود والتشحيم لتعمل بكفاءة. وكل نبضة قلب وكل نفَس وكل حركة وكل فكرة تحدث في دماغك يدعمها الماء بطريقة ما، الأمر الذي يجعله العنصر الأكثر أهمية لاستمرار الحياة.

وأوضح خبراء طبيون أن للارتواء المنتظم بالماء فوائد صحية من أهمها أنه يحافظ على حياة الخلايا ونشاطها، إذ تمتلئ كل خلية في جسمك بالماء. وهو الوسط الذي تحدث فيه التفاعلات الكيميائية، من تحويل الطعام إلى طاقة إلى إصلاح الأنسجة التالفة وبناء خلايا جديدة. وعندما تعاني من الجفاف، تكافح خلاياك للعمل بأفضل ما لديها، الأمر الذي يبطئ عملية التمثيل الغذائي ويؤثر على مستوى طاقتك بشكل ملحوظ.

كما يساعد الماء الدماغ على البقاء حاداً ومركزاً، إذ يحتوي الدماغ على نحو 75 في المئة من الماء. وحتى الانخفاض الطفيف في مستويات السوائل يمكن أن يؤثر على الذاكرة والمزاج والتركيز والقدرة على اتخاذ القرارات. ويساعد الترطيب المناسب الدماغ على إيصال الرسائل بسلاسة بين الخلايا العصبية، الأمر الذي يحسّن اليقظة ويعزّز اتخاذ القرارات الصحيحة.

ويعتقد كثيرون أنهم بحاجة إلى القهوة لتحسين التركيز، لكن في كثير من الأحيان يحل كوب كبير من الماء المشكلة بشكل أكثر فعالية.

كما يدعم ارتواء الجسم عملية الهضم ويمنع الإمساك، إذ يعتمد الجهاز الهضمي على الماء منذ اللحظة التي تتناول فيها أول لقمة من الطعام. ويساعد الماء على تفكيك الطعام وإذابة العناصر الغذائية ونقل الفضلات بسلاسة عبر الأمعاء إلى خارج الجسم.

وعندما لا تشرب كمية كافية من الماء، يسحب جسمك الماء من الجهاز الهضمي لدعم وظائف أكثر أهمية في أعضاء حيوية أخرى، الأمر الذي يؤدي إلى براز أكثر صلابة وإمساك وانتفاخ وشعور بعدم الراحة.

ويُنظم الماء درجة حرارة الجسم بشكل فعّال، إذ يُعد التعرق نظام التبريد الطبيعي لجسمك. وعندما تشعر بالحرارة، يُطلق جسمك العرق الذي يتبخر ويبرد بشرتك تلقائياً، لكن إذا كنت تُعاني من الجفاف، فلن تنتج عرقاً كافياً، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة والإرهاق وربما الإصابة بضربة شمس. ويضمن تناول الماء المناسب قدرة جسمك على الحفاظ على درجة حرارة مستقرة حتى في الظروف الجوية القاسية.

ويدعم الماء البشرة الصحية من الداخل، إذ ننفق كثيراً على الكريمات والأمصال والعلاجات لتحقيق بشرة متوهجة، لكن أساس البشرة الصحية يبدأ بالترطيب الداخلي. ويساعد الماء على الحفاظ على مرونة بشرتك ورطوبتها الطبيعية، الأمر الذي يجعل بشرتك تبدو أكثر انتعاشاً وامتلاءً وإشراقاً عند شرب كمية كافية من الماء. وعلى النقيض، يسبّب الجفاف بهتان البشرة وجفافها ويجعل الخطوط الدقيقة أكثر وضوحاً.

ويساعد الماء أيضاً على طرد السموم بشكل طبيعي، إذ تقوم كليتاك بتصفية دمك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، الأمر الذي يزيل الفضلات والسموم من جسمك باستمرار. وتحتاج الكليتان إلى الماء لأداء هذه المهمة بفعالية وكفاءة، وعندما تعاني من الجفاف، يتعيّن على كليتيك العمل بجهد أكبر وتتراكم منتجات الفضلات في الدم، الأمر الذي قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تكون حصوات الكلى والتهابات المسالك البولية. ويضمن شرب الماء بانتظام طرد المواد الضارة، الأمر الذي يُحافظ على نظافة نظامك الداخلي وصحة أعضائك الحيوية.