البيض من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والبروتينات، لكن الارتباك حول محتواه من الكوليسترول ظل قائماً لسنوات طويلة.
وتحتوي بيضة واحدة كبيرة على نحو 186 إلى 275 ميلليغراماً من الكوليسترول، وهو كله موجود في الصفار، الأمر الذي جعل كثيرين يتساءلون عن سلامة تناول البيض يومياً.
وأوضحت أبحاث علمية حديثة أن معظم الكوليسترول في الجسم يتم إنتاجه من الكبد بنسبة تصل إلى 80 في المئة، بينما يأتي 20 في المئة فقط من الطعام الذي نتناوله.
وأشار خبراء تغذية إلى أن الدهون المشبعة والدهون المتحولة لها تأثير أكبر بكثير على مستويات الكوليسترول في الدم مقارنة بالكوليسترول الغذائي الموجود في البيض.
والخبر السار لمحبي البيض هو أن البيض يحتوي على كمية قليلة جداً من الدهون المشبعة، نحو 1.5 غرام فقط، ولا يحتوي على دهون متحولة على الإطلاق، الأمر الذي يجعله خياراً آمناً لمعظم الناس.
وأظهرت الدراسات الضخمة التي أُجريت على مدى عقود أن تناول بيضة واحدة يومياً لا يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية لدى الأشخاص الأصحاء.
وتحتوي البيضة على فوائد غذائية هائلة تشمل البروتين عالي الجودة والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
وتشمل هذه العناصر اللوتين والزياكسانثين المفيدين لصحة العيون، والكولين الضروري لصحة الدماغ والأعصاب وهو مهم بشكل خاص للنساء الحوامل، وفيتامينات A وB وD وE، بالإضافة إلى معادن مثل الكالسيوم والحديد والماغنيسيوم والفوسفور.
وتُعد البيضة الواحدة منخفضة نسبياً في السعرات الحرارية، إذ تحتوي على 72 سعرة حرارية فقط مع 6 غرامات من البروتين عالي الجودة، ولكن هناك اعتبارات مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار.
وأوضح الخبراء أن معظم البالغين الأصحاء الذين لديهم مستويات كوليسترول طبيعية يمكنهم تناول بيضة إلى بيضتين يومياً بأمان. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع الكوليسترول أو السكري أو لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب أو يعانون من السمنة، فمن الأفضل الحد من تناول البيض الكامل إلى 3 أو 4 بيضات أسبوعياً. ويمكن لهؤلاء الأشخاص تناول بياض البيض بحرية أكبر، إذ إنه خالٍ من الكوليسترول ويحتوي على 60 في المئة من إجمالي البروتين الموجود في البيضة.
والنقطة الأهم التي يجب التركيز عليها هي طريقة تحضير البيض وما تتناوله معه.
وأوضح الخبراء أن الدهون المشبعة في الزبدة والجبن ولحم الخنزير المقدد والنقانق ترفع مستوى الكوليسترول في الدم أكثر بكثير من الكوليسترول الموجود في البيضة نفسها.
وبدلاً من قلي البيض بالزبدة وإضافة الجبن واللحوم المصنعة، يُنصح بتناول البيض مسلوقاً أو مسلوقاً بشكل خفيف أو مطبوخاً في كمية قليلة من زيت الزيتون وتقديمه مع السبانخ المطبوخة أو الفطر المقلي.
وتشمل النصائح الأخرى لتناول البيض بشكل صحي استخدام بيضتي بياض لكل صفار واحد لزيادة البروتين وتقليل الكوليسترول، واختيار البيض العضوي أو البيض من الدجاج الذي يتغذى على الأعشاب، إذ يحتوي صفاره على كوليسترول أقل ومستويات أعلى من اللوتين.
وأظهرت إحدى الدراسات أن تناول بيضة واحدة يومياً يزيد مستويات اللوتين بشكل كبير من دون رفع مستويات الكوليسترول، وبالنسبة لكبار السن فوق 65 عاماً، أظهرت الدراسات أن الكوليسترول لديهم يتأثر بشكل أقل بالنظام الغذائي مقارنة بالأشخاص الأصغر سناً، الأمر الذي يعني أنهم يمكنهم تناول ما يصل إلى بيضتين كاملتين يومياً إذا كانت مستويات الكوليسترول لديهم طبيعية.