بالقلم والمسطرة

نهايات الكفاءات!

22 ديسمبر 2025 10:00 م

نهاية الحلم الوظيفي لدى بعض الكفاءات عند التقاعد أو قبله تمثل بحد ذاتها درساً قاسياً في الحياة، ويتبين بعدها أنه (كابوس) وظيفي وليس حلماً كما كان يتصور أو يحلم بطيبة بريئة في بدايته في المسار الوظيفي.

وأصبح هذا الشعور الزائف عند هذا البعض من المكافحين والكادحين مجرد حلم وهمي أو سراب في صحراء المتاهات والدهاليز الإدارية والوظيفية، وجاء الإدراك المتأخر جداً بأنه لم يحصل على تقدير عملي يتناسب مع عطائه أو وضع يليق به أو منصب مناسب له، لكي يساهم بنهضة بلده، حاله حال العديد ممن حصل على هذه المناصب، والبعض منهم -للأسف وقلتها مراراً وتكراراً- قد جاء بلا تدرج أو تعب.

والأسئلة المنطقية هنا كيف يستطيع أن يدير المنصب؟! وهل خبرته كافية؟! وهل قراراته واعيه؟! وهل جهده البسيط يسعفه باتخاذ القرار المناسب؟!

لذا، جاءت الحكمة والمقولة الذهبية والتي قد تكون نادرة في بعض الأماكن وهي (الرجل المناسب في المكان المناسب!) وهنا ليس المظلوم والمنسي صاحب الكفاءة فقط بل الدولة نفسها حيث الأموال التي تم إنفاقها في السابق والجهود التعليمية والتربوية والأكاديمية التي تم بذلها على مر السنين لتأهيلهم تعتبر مُهدرة. لأنه لم تتم الاستفادة من تلك الكفاءات بالشكل المطلوب، وذلك لخدمة مصالح البلاد والعباد، وبالتالي هذه الكفاءة المهملة تضيع وتهمل وتنسى في بعض الوزارات والجهات الحكومية، وذلك نتيجة التجميد أو عدم الاهتمام أو عدم إعطائهم الوظائف الإشرافية المناسبة والمستحقة لهم، أو عدم الاستفادة منهم، وبالتالي يتم تعطيل وإهدار تلك العُقول والكوادر والخاسر الأكبر نتيجة ذلك هي الدولة كما ذكرت، والتي لم تستفد من تعليمهم أو خبراتهم! ومن أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع السيئ هو وجود ما حصل من محسوبية والتي يمارسها بعض المسؤولين وهم بذلك ينشرون الإحباط ويجعلون العملية كأنها (صراع إداري) والفائز الذي لديه علاقات أكثر! وهي رسالة برمجة للعقل الباطن إن جاز الوصف بأنه ليس المهم أن تسلك طريق الكفاح الوظيفي بل أن تسلك طريق الواسطات والتوصيات والديوانيات المؤثرة وأن تعرف كيف تأكل الكتف! والخلاصة، الله يعين المكافح المنسي وقد تكون نهايات الكفاءات في الوظائف ولكن قصته لم تنته وعوضه بالدنيا والآخرة من الله تعالى.

وما يصح إلا الصحيح. والله عزوجل المعين في كل الأحوال.

X @Alsadhankw