حذرت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الجمعة، من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان مع استمرار تصاعد أعداد النازحين داخليا مؤكدة أن السودان يشهد أكبر موجة نزوح داخلي في العالم حاليا حيث بلغ عدد النازحين نحو 3ر9 ملايين شخص.
وأكد رئيس بعثة المنظمة في السودان محمد رفعت متحدثا من (بورتسودان) خلال مؤتمر صحفي في جنيف أن الأحداث التي شهدتها ولاية شمال دارفور منذ 25 أكتوبر الماضي لا سيما في مدينة (الفاشر) تسببت في فرار أكثر من 109 آلاف شخص نحو المناطق المجاورة لافتا إلى أن التحديات الأمنية واللوجستية باتت تعيق وصول المساعدات الإنسانية الى تلك المناطق.
وأعرب عن مخاوفه من تفاقم الأوضاع في (كردفان) التي شهدت خلال الفترة الأخيرة موجات نزوح متسارعة بلغت أكثر من 50 ألف شخص منذ أواخر أكتوبر الماضي أغلبهم من النساء والأطفال رغم التهديدات التي تواجههم أثناء النزوح.
وحذر رفعت من أن استمرار القتال في (كردفان) قد يحولها إلى "فاشر جديدة" مع اتساع رقعة النزوح وتزايد المخاطر على المدنيين.
وفي السياق ذاته حذر رفعت من أن التراجع الكبير في التمويل الإنساني الذي تعاني منه المنظمة أجبرها على خفض الدعم لعدد من برامجها الإنسانية وإغلاق العديد من المرافق الصحية إلى جانب تسريح مئات الموظفين رغم الزيادة الكبيرة في حجم الاحتياجات داخل السودان التي ارتفعت من 27 مليون شخص يحتاج المساعدة خلال العام الماضي إلى 33 مليونا هذا العام.
وكشفت المنظمة الدولية للهجرة عن فجوة تمويلية واسعة في الاستجابة الإنسانية بالسودان حيث تبلغ نسبة تمويل أنشطة المنظمة داخل السودان 53 في المئة فقط من المبلغ المطلوب في ظل خفض الدول المانحة مساهماتها بما في ذلك الولايات المتحدة التي تعد من أكبر الممولين للمنظمة.
وطالب رفعت المجتمع الدولي ببذل الجهود اللازمة لمنع تدهور الأوضاع الإنسانية مشددا على ضرورة تعزيز التمويل اللازم للاستجابة الإنسانية في السودان وحماية النازحين خاصة النساء والأطفال.