استعرض وزير التربية الأسبق الدكتور يعقوب الغنيم، في الجلسة الختامية للمؤتمر العلمي «الثقافة والهوية في مجتمع الخليج العربي»، الذي نظمه مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية على مدى يومين بمدينة صباح السالم الجامعية، دور التجارة البحرية في نمو ثقافة الكويت، مبيناً في الجلسة التي أدارها السفير عبدالعزيز الشارخ، أن «الكويتيين قديماً حرصوا على التجارة البحرية والتواصل مع مختلف الدول والثقافات».
وقال إن الكويتيين سكنوا قرب شواطئ الخليج العربي، وحرصوا على التجارة البحرية، والتواصل مع مختلف الثقافات والحضارات، للاستفادة من خبراتهم وتطبيقها على أرض البلاد، دون أن يفقدوا هويتهم.
ولفت إلى أن ذلك الانفتاح كان له أثر بالغ حيث «عرف أبناء الكويت منذ القدم وفي مختلف الموانئ الخليجية والعربية والإقليمية، بإتقان ودقة عملهم، وحرصهم على الحفاظ على التراث الكويتي والهوية الوطنية».
غرس القيم
وأكّد أن حرص أبناء الكويت والمؤسسين للدولة «لم يكن مجرد محاولة» بل مبدأ ثابت لغرس قيم التعليم والثقافة والمعرفة وبناء المدارس والمراكز الثقافية والتعليمية وغيرها لافتاً إلى جهود سكان الكويت الأوائل الذين اهتموا ببناء أنفسهم وبلدهم والتركيز على تكوين نظام الحكم منذ البداية والعمل على نمو التجارة.
وأوضح أنه منذ السنة الأولى لنشأة الكويت، جلب الحاكم الأول، قاضياً يحكم بين الناس بموجب الشرع، وفتح هذا القاضي مدرسة في بيته لتعليم الأولاد القراءة والكتابة والقرآن الكريم، وهي نقطة الانطلاق للتعليم التقليدي إلى ما نشهده اليوم من تطور وانتشار المدارس، مشيراً إلى أن أول مدرسة نظامية أنشئت في الكويت في عام 1921 وهي المدرسة المباركية.
الغوص
وأشار الغنيم إلى «اهتمام أهل الكويت بالغوض على اللؤلؤ، ففي فترة الشيخ مبارك الصباح التي انتهت عام 1915، كان في الكويت نحو 3 آلاف سفينة غوص، وهذا عدد كبير ومؤثر، إضافة إلى أن البلاد كانت مقصداً لعدد كبير من راغبي الشراء، بعدما أصبحت سوقاً واسعة، وكل من يحتاج إلى شيء يأتي إلى الكويت لشرائه، لذا سارت الأمور على هذا المنوال، وأصبحت البلاد تهتم بمختلف المجالات التي ترفع من شأنها وشأن سكناها».
وأضاف أن هناك نخبة متميزة من أبناء الكويت كانوا على اطلاع ودراية بالثقافات المختلفة وخاصة العربية منها وحرصوا على الاستفادة منها وتطبيقها بشكل يتناسب مع ثقافتهم الكويتية.
وقال «إننا في دول مجلس التعاون الخليجي نجد أننا متقاربون جداً بالثقافة والفن ومختلف المجالات كوننا أصحاب بيئة مشتركة سواء أهل البادية أو حتى الذين عاشوا على شواطئ الخليج وتربط بيننا علاقات وثيقة متجذرة منذ عقود طويلة».
وأشار الغنيم إلى عمق الروابط الخليجية منذ القدم، مبيناً أنها «من أقدم الروابط بين الكويت والخليج، فبالإضافة إلى الروابط المعتادة وهي الأسواق والتجارة والغوص، كان هناك ارتباط رسمي من خلال اتفاق وقّع عليه شيوخ الخليج عام 1840، وكان لتعاون هذه الدول ضد القراصنة الذي كانوا يغيرون على المنطقة حيث أدى هذا الاتفاق دوره في حماية المنطقة من القرصنة».
يذكر أن المؤتمر تناول مواضيع وقضايا الثقافة والهوية في المجتمع الخليجي، من ناحية التعددية والتنوع الثقافي، وتطرق إلى الرؤى القانونية والفقهية في مسألة الهوية، إلى جانب قضايا البعد التاريخي والجغرافي والسياسي، بواقع 17 جلسة علمية متزامنة، شارك فيها نخبة من الأكاديميين والباحثين من دول مجلس التعاون الخليجي.