اقرأ ما يلي...

الخطر قادم

18 ديسمبر 2025 10:50 م

أتذكر فترة دراستي الجامعية، علقت صورة أخذتها من معهد الكويت للأبحاث العلمية لخريطة الكويت وعليها نقاط النشاط الزلزالي الذي تم رصده من أجهزة المعهد وقياسها. يعتقد البعض أن الزلازل لا تحدث أبداً ولكن لنضع في الحسبان أن الأرض مازالت تتحرك دون شعورنا والقارات تتحرك دون شعورنا وتحدث الزلازل في الكويت أيضاً بسبب تأثرها بحركة الزلازل في منطقة إيران وأيضاً في تركيا، وإذا كتبت في «غوغل» سائلاً عن أماكن النشاط الزلزالي في العالم، تجد خريطة ثابتة بها نقاط حمراء للمناطق التي تحدث فيها زلازل باستمرار، أيضاً إذا كتبت السؤال بالنسبة للبراكين وكان قد شهدت إندونيسيا والمكسيك نشاطات بركانية في الشهر الماضي ومازالت مستمرة في نشاطها حتى اليوم.

البراكين والزلازل من أهم المواضيع التي يستخدمها المتنبئون، أو من يسمى (مدعي علم الغيب)، فقد يطرح في بداية العام توقع حدوث زلزال في منطقة ما أو حدوث بركان في منطقة أخرى، بناء على توقعات علمية قد تحدث أو لا، فإن لم تحدث تجاهل العالم ما قاله، وإن حدثت حقاً فيقوم الناس بنشر المقطع الذي تحدث فيه عن ذلك التوقع في استغراب عالمي، فانقسم العالم إلى من يتوقع أن هؤلاء المتنبئين قد أخذوا المعلومات من جهات معينة، ومنهم من قال إنهم متعاونون مع العالم الآخر الذي يمدهم بمعلومات عن المستقبل. في النهاية أصبحوا من المشاهير.

إن الأرض منذ تكوينها وحتى اليوم تدور ويتعاقب الليل والنهار، والشمس والقمر في الفَلَك يَسْبَحون في نظام كوني دقيق، ثوران براكين أدت لتكوين أراض جديدة وظهور صخور ومعادن من باطن الأرض يستفيد منها الإنسان والحيوان وحتى النبات، والزلازل التي تدمر وتخفي حياة كانت تعيش يوماً في تلك النقطة. تخيل كل هذا يحدث وسيحدث إلى يوم الساعة، هل مازلت تنتظر السلام في المنطقة؟

أكثر الأحاديث المثيرة للجدل هو استغلال الغرب لمنطقتنا في مؤامرات مستمرة، وادعاء الغرب لمؤامرات شرقية تهدف لتغيير التركيبة السكانية الشقراء، كل جانب يرى الآخر عدواً ينتظر الفرصة لينهش جسد الآخر، والحقيقة أنه لا منطقة تعيش في سلام على سطح الأرض. وأنه لا نظرية أو واقعاً يقبل الإنسان أن يعيشه دون أن يخوض معركة لأجله ومناظرات لا تنتهي، بل حتى شكل الأرض أصبح موضوعاً مثيراً للجدل والنقاشات الحادة.

استخدام نظرية المؤامرة صار على ألسن الكثيرين، وسبقتهم الأفلام والكتب في ذلك، والتبرير الوحيد هو أن الحكومات لا تريدنا معرفة حقيقة شكل الأرض (على سبيل المثال) ماذا إذا عرفنا حقيقة شكل الأرض؟ ماذا سيحدث؟ حتى وإن تغيرت النظريات وثبت عكس ما تداوله العلماء الذي ماتوا ونسي العالم أمرهم؟

إن حلم العيش في سلام، هو حلم بعيد المدى لا نستطيع الوصول إليه.