ضبابية تلف المرحلة الثانية من الاتفاق... وترقُب لاجتماع ترامب - نتنياهو

الشتاء «يقسو» على غزة... غرق أكبر مستشفى وآلاف الخيام

16 ديسمبر 2025 10:00 م

شهدت غزة، الثلاثاء، كارثة جديدة تزيد من معاناة سكانها النازحين، حيث أغرقت الأمطار الغزيرة مستشفى الشفاء الأكبر في القطاع، وآلاف خيام الفلسطينيين، بينما طارت مئات أخرى، وتوفي طفل رضيع نتيجة للبرد القارس الناجم عن الموجات المتتالية لمنخفض «بيرون» الجوي العاصف، الذي ضرب المنطقة منذ أيام.

وتسربت مياه الأمطار إلى معظم أقسام مستشفى مجمع الشفاء الطبي وأغرقته تماماً، خصوصاً في قسم الاستقبال والطوارئ، ما أدى إلى تعطيل العمل فيه بشكل شبه كامل، في وقت يُعدّ فيه هذا القسم شرياناً أساسياً لإنقاذ الجرحى والمرضى في ظل استمرار العدوان وتدهور الوضع الصحي في القطاع، الذي فقد منذ الخميس الماضي أكثر من 15 شخصاً بينهم نساء وأطفال جراء الشتاء القاسي.

وبحسب وزارة الصحة توفي طفل رضيع عمره أسبوعان، نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم بسبب البرد الشديد، بعد يومين من وضعه في العناية المركزة داخل المستشفى.

وقال شهود إن المياه تدفقت إلى الممرات وغرف الفحص، فيما حاول الطاقم الطبي نقل المرضى إلى أماكن أكثر أماناً داخل المستشفى، وسط انقطاع للكهرباء ونقص حاد في الإمكانات اللازمة للتعامل مع الكارثة.

ويُعد مجمع الشفاء أكبر مستشفيات القطاع، وقد تعرض لدمار هائل خلال حرب «الإبادة» الإسرائيلية، فيما عملت وزارة الصحة على ترميم بعض مبانيه خلال الشهرين الماضيين، إلا أن حجم الأضرار ونقص الإمكانات عرقل عودة العمل فيه بصورة طبيعية.

خيام النازحين

ولم تكن أوضاع النازحين أفضل حالاً، إذ أدت الأمطار العاصفة إلى غرق مئات الخيام وتطاير أخرى في مختلف مناطق القطاع، خصوصاً في المناطق المنخفضة التي تحولت إلى برك واسعة من المياه والطين.

وواجه مئات آلاف النازحين هذا الواقع بخيام مهترئة لا تقيهم البرد ولا السيول، وسط غياب شبه تام لمستلزمات الشتاء ووسائل التدفئة.

وقال الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم، إن التحذيرات السابقة لادخال مواد الإيواء المناسبة لم تلقَ أي استجابة من المجتمع الدولي، الذي ظل عاجزاً عن كسر الحصار الإسرائيلي على القطاع، داعياً إلى تحرك عربي ودولي عاجل لإنقاذ السكان من كارثة محققة.

شروط إسرائيلية

سياسياً، تتواصل جهود الوسطاء للدفع نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار الموقع في أكتوبر الماضي، وسط معلومات عن أن هناك تعثراً وشروطاً إسرائيلية للانتقال لتلك المرحلة.

ومازالت حالة من الغموض الشديد تلف المرحلة الثانية، التي تعتبر الأكثر تعقيداً في ظل تداخل الملفات الأمنية والسياسية والإنسانية، وتباين مواقف الأطراف جميعاً.

ففي وقت ضغط واشنطن على تل أبيب للانسحاب خارج «الخط الأصفر»، بعدما سلّمت «حماس» كل جثث الأسرى لايزال الجانب الإسرائيلي يعرقل الاتفاق وبالتالي إعادة إعمار القطاع.

وبحسب خبراء فإن جهود الانتقال للمرحلة الثانية، تشمل تحركات واتصالات أميركية ومصرية بخلاف اجتماع عسكري شهدته الدوحة، برعاية أميركية، تعزز فرص التوصل إلى حل لإنهاء تعثر المرحلة الثانية.

ورجحوا أن يكون هناك ترقب لنتائج لقاء هو الخامس من نوعه بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 29 الجاري، لحسم الانتقال من عدمه ومناقشة مستقبل غزة.

ووجه مقربون من ترامب «سيل شتائم» لنتنياهو بعد اغتيال رائد سعد، القيادي في «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ«حماس» باعتبار العملية خرقاً واضحاً للاتفاق.